د. علي مطهر العثربي -
< يبدو أن المواطن اليمني الذي مر بتجارب الحياة السياسية قد استفاد من تجاربها وتعقيداتها، ولم يكن ذلك الانسان الذي يقبل بأصحاب المصالح الخاصة الذين لايهمهم الوطن بقدرما تهمهم المنافع الخاصة جداً.. وبات إدراك أهمية الاصطفاف الوطني من أجل تجاوز المرحلة الراهنة من المسلَّمات التي لاجدال فيها، ولذلك لم تعد تؤثر في المواطن محاولات اصحاب الأهواء والشخصية، لأن المواطن ادرك تماماً بأن الوطن أبقى وأعظم، وقد أنطلق في فهمه لذلك من خلال التجربة السياسية التي عاشها والتي شهدت بلادنا فيها النمو والتطور والازدهار والاتجاه نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة..إن المواطن اليوم قد أدرك ان المصلحة الحقيقية للوطن بأسره هي الاتجاه نحو مراكز الاقتراع للادلاء بصوته لمرشح الوفاق الوطني، وعدم التأخر في أداء هذا الواجب، وقد بات على قدر كبير من الفهم والوعي ان صوته له أهمية مطلقة في صنع الحياة السياسية ورسم معالم المستقبل من أجل مواصلة مسيرة الخير والعطاء التي خَطَّ معالمها فخامة الاخ المشير علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، وكان لأعضاء المؤتمر وحلفائه وأنصاره وكل قوى الخير والسلام شرف الحفاظ على تلك المكاسب والاستمرار في ترسيخ النهج الديمقراطي وتثبيت الشرعية الدستورية التي من أعظمها التداول السلمي للسلطة من خلال الاصرار على الانتخابات.
إن الانتخابات الرئاسية المبكرة انجاز وطني أسهم الشركاء والوطنيون في انجازه من أجل ترسيخ وتعزيز مبدأ امتلاك الشعب للسلطة، فقد بات من المعروف أن اليمنيين يدركون أن الانتخابات العامة هي وسيلة الشعب لممارسة حقهم في انتخاب من يمثلهم في مؤسسات الدولة، ولذلك فالشعب كله مدعو يوم غد الثلاثاء الموافق 21 فبراير الى مراكز الاقتراع من أجل الادلاء بأصواتهم لمرشح التوافق الوطني المشير الركن عبدربه منصور هادي، فقد أثبتت المرحلة الماضية من الحياة السياسية قدرته وحنكته وخبرته في ادارة شئون البلاد والعباد فهو خير خلف لخير سلف، فقد كان الى جانب فخامة الاخ رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح وكان له شرف الاسهام الكبير في ارساء دعائم الديمقراطية وحماية الشرعية الدستورية ومنع الانزلاق بالبلاد الى مستنقع الحرب الاهلية، وقد جاء اليوم الذي ينبغي ان نعطي الرجال قدرها، ومن ذلك حقه علينا جميعاً ان نتجه يوم غد الثلاثاء لانتخابه رئيساً جديداً ليمن الثاني والعشرين من مايو 1990م.
إن المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه وانصاره الذين رسموا لوحة وطنية بالغة الاهمية في فترة الازمة السياسية وعبروا عن الارادة الكلية للشعب من خلال حماية الشرعية الدستورية وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة مدعوون يوم غدٍ إلى الوفاء بذلك الوعد والادلاء بأصواتهم لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي، على طريق تعزيز الوحدة الوطنية وصون التجربة الديمقراطية ومواصلة استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون.