رصد ومتابعة- أسامة الشرعبي - الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدتها بلادنا (الثلاثاء) الماضي لانتخاب المناضل عبدربه منصور هادي رئىساً توافقياً للمرحلة الانتقالية والمحددة بعامين، وجدت اشادة وترحيباً عربياً ودولياً واسعاً.. حيث اعتبرها المجتمع الدولي أنها تعكس حكمة وحرص اليمنيين على الانتقال السلمي الآمن للسلطة. وأكدت الأسرة الدولية أن الانتخابات الرئاسية بعثت برسالة واضحة إلى العالم أن الشعب اليمني جسد حقيقة التداول السلمي للسلطة والتوجه لبناء اليمن الجديد..
وتقدم هذا الترحيب الدولي والاقليمي الدول الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ومجلس التعاون الخليجي ودوله ومجلس الأمن الدولي والدول الدائمة العضوية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، حيث عبرت في بيانات وتصريحات بهذا الخصوص، عن ترحيبها واشادتها بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة على أفضل وجه وبمشاركة واسعة وعريضة اكدت رغبة الشعب اليمني الحقيقية في الانتقال السلمي للسلطة..
خطوة مهمة
وفي هذا الاتجاه رحب مجلس الأمن الدولي (الجمعة) بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة بنجاح تام، وهنأ الشعب اليمني على الطريقة السلمية التي جرت بها الانتخابات وبالمشاركة الكبيرة. وقال رئىس مجلس الأمن في دورته الحالية سفير توغو كودجومينان: أن المجلس يؤكد ان هذه الانتخابات «تمثل خطوة مهمة في تنفيذ المرحلة الانتقالية» التي وافقت عليها الأطراف السياسية الرئيسية في اليمن بناءً على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً من جديد التزام مجلس الأمن الدولي القوي بسلامة اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله. كما حث جميع الأطراف المعنية في الخارج: «على العمل معاً لتقديم دعم دولي قوي لليمن لمواصلة المرحلة القادمة من العملية الانتقالية لتحقيق الأمن والاستقرار فيها، بما في ذلك إقامة حوار وطني شامل ومراجعة الدستور وتنفيذ الاصلاحات لمعالجة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية العميقة في اليمن».
دولة مدنية
من جهته قال الاتحاد الأوروبي: «إن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدها اليمن الأسبوع الماضي، تفتح فصلاً جديداً في التاريخ اليمني الحديث.. مؤكداً أن هذه الانتخابات الناجحة والمميزة وما سيعقبها من حوار وطني واصلاحات دستورية هي الطريق إلى دولة ديمقراطية تلبي بالفعل احتياجات اليمنيين كافة..». جاء ذلك في بيان أصدرته (الأربعاء) الماضي في بروكسل الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون. وقال البيان الأوروبي: «الانتخابات الرئاسية تشكل انجازاً مهماً لعملية الانتقال السلمي للسلطة باليمن.. وهذا التصويت يفتح فصلاً جديداً في تاريخ ومسيرة البلاد..»..
تنفيذ الإصلاحات
بدورها أكدت الولايات المتحدة الأمريكية في اشادتها بالانتخابات الرئاسية أنها: «تمثل خطوة مهمة في عملية التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة». وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان لها ليلة (الأربعاء): «نيابة عن الولايات المتحدة أريد أن أهنئ الشعب اليمني على نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن.. فهي تمثل خطوة مهمة جداً في عملية التحول الديمقراطي.. إلاّ أنها مجرد خطوة في عملية طويلة ومعقدة للتحول ومازالت بحاجة إلى خطوات عدة تالية لعملية الإصلاح السياسي والدستوري..». واعتبرت كلينتون ان الانتخابات الرئاسية في اليمن: «تبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن الشعب اليمني يتطلع إلى مستقبل أكثر اشراقاً وديمقراطية..»، مشددةً على: «وقوف الولايات المتحدة وشركائها في المجتمع الدولي جنباً إلى جنب مع اليمن وستواصل دعمها له لأنها تعمل على تنفيذ الإصلاحات ومواجهة التحديات التي يتسنى للشعب اليمني تحقيق آماله وتطلعاته..».
دعم بريطاني
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، قال الوزير وليم هيج: «إن الاقبال الكبير الذي شهدته عملية الاقتراع بما في ذلك اقبال النساء دليل على رغبة اليمنيين والحكومة بقوانين المرحلة الانتقالية..». واعتبر هيج: «ان اليمنيين اثبتوا من خلال الاقبال الكبير رفضهم لمحاولة البعض عرقلة الانتخابات..». ولفت: «إلى أن انتخابات اليمن مرحلة مهمة في تنفيذ خطة التغيير السياسي التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي». وحث اليمنيين على «العمل متحدين من أجل بلادهم..»، مجدداً في الوقت نفسه دعم بلاده للعملية السياسية في اليمن.
ضمان روسي
على ذات الصعيد أكد الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ان روسيا مستعدة للاستمرار في تقديم المساعدة لليمن لتسوية الأوضاع الداخلية.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بموسكو.. وقال لوكاشيفيتش: «إن موسكو تحيي المشاركة الكبيرة من المقترعين اليمنيين في الانتخابات الرئاسية، وترحب بجهود السلطة اليمنية التي ضمنت وأمنت هذه الانتخابات في موعدها المقرر.. إن المشاركة الكبيرة والنشطة للناخبين تشير إلى تأكيد اغلبية سكان البلاد على انجاح عملية الانتقال السياسي السلمي للسلطة من أجل تطبيع الأوضاع في البلاد ووحدة أراضيها، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وعدم السماح مستقبلاً بحدوث انتكاسات ومنازعات داخلية..».. وقال: «نأمل أن تبذل كافة الأطراف في اليمن جهوداً كبيرة لحل المسائل ذات الأولوية وتتعاون بصورة بناءة مع الرئيس المنتخب، وتضمن انجاح تنفيذ الجدول الزمني المؤقت لتسوية الأوضاع.. إن روسيا مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة لليمن على مستوى العلاقات الثنائية، أو المتعددة الأطراف باعتبارها شاهدة وضامنة لاتفاق الرياض».
عهد جديد
إلى ذلك رحبت أسبانيا بالانتخابات الرئاسية معتبرة أنها تشكل خطوة كبيرة على طريق الانتقال الديمقراطي وبداية مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الحديث. وجددت الخارجية الاسبانية في بيان لها تأييدها الكامل لعملية الانتقال الديمقراطي في اليمن وأكدت عزمها مواصلة العمل مع الحكومة اليمنية ومختلف اطياف المجتمع اليمني لمواجهة التحديات المستقبلية في شتى المجالات.
جهود مشتركة
من جانبها رحبت الصين بنجاح الانتخابات الرئاسية.. معربة عن أملها في عودة الأوضاع في البلاد إلى طبيعتها في اسرع وقت ممكن. جاء ذلك في مؤتمـــر صحفي للمتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي (الجمعة) الماضية. وأعرب هونغ لي عن أمل بلاده: «أن تبذل الأطراف المعنية جهوداً مشتركة لضمان عملية انتقال سياسي سلمي للسلطة، ومن أجل إعادة النظام الاجتماعي إلى طبيعته في وقت مبكر من المرحلة الانتقالية وتحقيق الأمن والاستقرار والدفع بالتنمية في اليمن..».
نجاح الديمقراطية
كما رحبت جمهورية فرنسا بإجراء الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن: «الانتخابات اليمنية مرحلة جديدة للانتقال السلمي والمنظم للسلطة الذي بدأ في اليمن وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي والتي وافقت عليها الأطراف اليمنية ودعمها مجلس الأمن». ودعت فرنسا في بيان صادر عن السفارة الفرنسية الأربعاء الماضي «كافة الأطراف إلى الاسهام بطريقة مسؤولة وبناءة وسلمية في نجاح العملية الديمقراطية التي ستمكن من الحفاظ على وحدة اليمن وتهيئة الظروف اللازمة للتنمية والازدهار». وأكد البيان الفرنسي: «على مواصلة باريس واستمرارها في تقديم الدعم لليمن والوقوف إلى جانبه في المراحل القادمة للعملية الديمقراطية خاصة في المرحلة الانتقالية»..
|