عبدالله الصعفاني -

ما يحدث من تحشيد الناس ضد بعضهم يشبه حال الأخ الذي يشجع أخاه الأصغر على الإساءة لأخيه الأكبر تحت تفسير أنه ديمقراطي داخل البيت ولايهم إن اشتعلت الحرائق..
۹ التصوير السابق ينطبق على هذا التصفيق لمجمل التجاوزات التي تفرض القناعات الصحيحة والباطلة بالضغط والوعيد وأحياناً بالذراع كما حدث في عدد من المرافق الحكومية..
۹ والأمر كما لايخفى على عاقل غير مأمون ويثير القلق من أن نبقى في هذه البلاد أسرى التنقل بين جحيم السلوكيات البائسة التي تسحبنا إلى الخلف في أحسن الأحوال.
۹ كنا ومانزال نشكو ثقافة إعطاء المسؤول «الفرد» كل الصلاحيات بحيث يستأثر وحده بحق المنع وحق المنح خارج القانون وخارج اللائحة لأنه مدعوم من فلان وعلان ويصعب حتى التعبير عن الصراخ من حماقاته.. وها نحن ننتقل إلى ثقافة فرض كل شيء بفوضى المجموعة التي تجتمع في كل مرفق لا لتناقش الأوضاع وتطرح من المطالب «ما يستطاع» وإنما هكذا وتجاه كل مسؤول حتى لو كان يؤدي عمله بما يرضي الله ويرضي الضمير ويحترم القانون.
۹ إن أشكال الاحتجاج الفئوي مشروعة من حيث المبدأ، لكن ليس من لوازم الحياة أن تتحول هذه المظاهر إلى سلوك يومي بالباطل قبل الحق.. لأن من شأن سيادة هذه الأمور تعطيل الحياة وعرقلة مصالح الناس كما هو الحال بتلك التي تنطلق من محفزات سياسية وليس حقوقية مطلبية.. بالمناسبة هل من شروط الديمقراطية تحريض الطلاب على أساتذتهم وتحريض الطالبات على المديرة والمعلمة..
۹ لقد أصبح مألوفاً أن تتعطل الحياة باحتجاجات وإضرابات في مرافق عدة في وقت واحد وسط سؤال: هل نحن أمام ازدهار ديمقراطي يسهم في التغيير والتطوير أم أن الأمر مجرد إشاعة للفوضى والتعطيل أم أنها منزلة بين المنزلتين..؟
۹ يجب أن تعمل الحكومة على إيجاد مخرج يحدد الفواصل بين فوضى تعطيل الحياة وبين استمرار غطرسة المسؤول «الفرد» خارج قواعد الاحترام لمصالح الناس..
۹ قليل من التوازن يرحمكم الله..