موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الإثنين, 12-مارس-2012
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
قد أختلف كثيراً مع بعض التناولات أو الاشارات التي تحدثت عن محمد اليدومي والتي تناولت ماضيه، ذلك لكون الماضي رهن مناخاته وظروفه الثقافية والسياسية والاجتماعية ولايمكننا أن نسقط مفاهيم الحاضر بكل تنوعه وتعدده وتجدده على الماضي لتكون قياساً لنا في الحكم، أو التبرير أو الانتقاص.. وأظن أن الاختلاف السياسي لن يكون مبرراً منطقياً له ولا هو من العدل والانصاف، ذلك أن العدل هو الأقرب إلى جوهر الحقيقة التي ننشدها أو أقرب للتقوى كما جاء في القرآن الكريم، ومثل هذا القول بالضرورة سيكون منزاحاً إلى الدكتور ياسين سعيد نعمان صاحب كتيب «كلمة للتاريخ.. اشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة» الصادر عن صحيفة «المصدر» والذي كان مصدر خلاف لي مع أناس يدعون نشدانهم للحرية ثم يصادرون حريتك في الاختلاف والتعبير لكون المختلف عليه صادراً عن اليدومي أو ياسين.
لقد قلت لهم إن حرب «أرحب» و«نهم» و«الحصبة» و«تعز» وحرب «الساحات» و«الصدامات» مع المؤسسة العسكرية والأمنية في أكثر من مكان من اليمن أثناء الأزمة بعثت روح الاستعلاء والتضخم لدى كثير من القيادات الحزبية، إذ أطل أحدهم من إحدى الفضائيات مدعياً أنه رجل الثورة الأول ولولاه لما انتصرت الثورة.. وظهر اليدومي عشية الانتخابات الرئاسية على شاشة «سهيل» وقد تلبسته حالة وجدانية شعر من خلالها أنه القائد المنتصر، وحسب تعبير الدكتور ياسين فإن الحروب تضخم الأشخاص على حساب الفكرة التي يحاربون من أجلها.. فالدولة المدنية كفكرة منشودة لحركة الاحتجاجات والاعتصامات لم يتطرق إليها اليدومي في خطابه، ووفقاً للدكتور ياسين نفسه فقد تلاشت الفكرة بتغيير جوهرها، فالدولة المدنية تتناقض من حيث مضمونها الأخلاقي مع الحروب، ولا تعد الحروب أدوات ملائمة لتحقيقها أياً كانت المبررات والأسباب، فالفكرة الكبرى ذات البعد الإنساني- والكلام لايزال للدكتور ياسين- إذا لم تمتلك مقومات الاقناع والتغيير من داخلها وبأدواتها الذاتية فإن فرضها بالقوة العسكرية يصبح محكوماً بإشكاليات النتائج التي تتمخض عن هذه القوة، وهي اشكاليات تتجذر في بنية الوضع العام الذي تولده الحرب وتتجه به نحو الاضطراب وعدم الاستقرار.
اليدومي ونزعة الانتقام
ولم يكن ظهور اليدومي وحميد الأحمر على شاشات الفضائيات إلاّ تعبيراً عن أبرز اشكاليات الحرب التي تحدث عنها الدكتور ياسين في كتابه الآنف الذكر وهي الالتباس الذي يصيب الشخصية المحورية في الحرب أو ما يعرف بالقائد أو الزعيم- والكلام للدكتور ياسين- والتي عُبر عنها بتضخم الشخصية على حساب الفكرة، فالالتباس ليس مجرد حالة وجدانية تتلبس الشخص وتعيد تكوينه بمزاج البيئة المحيطة به، ولكنه تعبير عن تغيرات جوهرية في الفضاءات التي تولدها الحروب، وما يعد كارثياً هنا- والتعبير للدكتور ياسين- هو أن المزاج الثوري بطبيعته يعج بعناصر العنف مما يجعله مؤهلاً وميالاً لممارسته ما لم يتمكن الحامل السياسي والثقافي للثورة من تكوين منظومة ضبط قيمية قوية في ميدان الفعل الثوري وبين الجماهير، وعلى مستوى رفيع من الثقة والتفاهم بين أطراف هذه العملية تمنع المغامرة بصورها المختلفة وتحد من نزعات التفرد والانتقام.
والمتأمل في خطاب اليدومي عشية الانتخابات وفي التصريحات الإعلامية في ظني أنه يجد نزعة التفرد والانتقام ولايرى إلاّ تماهياً مع الخصم ولم يكن موقف المشترك من قيم الانتقال الجديدة إلا تعبيراً عن واقع لا يسعى إلاّ إلى الخلاص الشخصي من علي عبدالله صالح دون أن يجهد نفسه في التأسيس للبدائل، وبناء النظام الجديد.
ولعل مفهوم الثورة بذلك الموقف قد فقد وهجه ودلَّ على اجترار الماضي والتماهي معه ولا تملك الثورة أسساً قيمية ونظرية للبدائل وهو الأمر الذي يضعنا أمام جدلية المفاهيم للاجيال المختلفة، فالجيل القديم لايزال يسقط المفهوم الماضوي للثورات، والاستبداد، والاستحواذ، والعنف، والتضييق، والاستهداف، والهيمنة، على اللحظة الجديدة التي بضرورتها الثقافية قد تجاوزت تلك المفاهيم إلى أبعادٍ أكثر اتساعاً، فالثورة في فكر الجيل الجديد ليست هدماً وتدميراً وتفكيكاً لمنظومة اجتماعية وثقافية قديمة ولكنها عملية انتقالية تحديثية للتراكم، وتأسيس قيمي للانتقال يتوافق والمبادئ المدنية القائمة على السلام والحوار وقبول الآخر والتعايش واحترام الحريات، فنزعة الانتقام ونزعة التفرد لا مكان لهما في عالم يعجُ بالمتناقضات وينفتح على كونه المعرفي المتعدد والمتدفق، وما نسمعه من تصريحات ومنادات تحمل عبارات الإقصاء والنفي في حق الزعيم علي عبدالله صالح ليست إلاّ إعادة لانتاج الماضي بكل صوره وتقاليده وقيمه في أبشع وأنكد صورة يمكن أن تؤول إليها أية ثورة تفقد ضوابطها عند محطة معينة وفقاً لرؤية الدكتور ياسين وتعبيره.
القمع باسم الدين
ولعلَّ توصيف الدكتور الذي يبدو ضبابياً وعائماً في أحيان كثيرة وخجولاً ومتوارياً حين يقترب من شركائه في العمل السياسي في اللقاء المشترك ومنظومة القوى المساندة إلاّ أنه يكاد يقترب من اللحظة ويبتعد عنها بقدر ما تمليه الضرورة السياسية.. فالاقتراب تنازع موضوعي يصب في ذات الحقيقة والابتعاد اشكالية ذاتية وجدانية تمليها ضرورة التبرير، لذلك يأتي هذا الاسقاط النظري الذي قاله الدكتور على واقعنا كما ورد في الفقرات السابقة ليقول إن الحقيقة تظل حاضرة والفكرة تظل قابلة للتأويل، والتغاير هو اشكالية اجتماعية وثقافية وتباينات في المفهوم والرؤى بين الأجيال، فاليدومي حين يتحدث عن الاستبداد والتفرد والقمع والاستحواذ وفرض الهيمنة في خطابه عشية الانتخابات في حين يخوض حزبه حرباً ضروساً من أجل الهيمنة والتفرد والاستحواذ ويمارس الاستبداد والقمع باسم حماية الله والقرآن وباسم الدين، يكون قد وقع في اشكالية التباس المفهوم، فشهداء القرآن من حزبه تعج بهم نوافذ السيارات وحربه مع الحوثيين في دماج، وجبل أبو الدوار بعاهم، وكتاف، يراها حرباً مقدسة تدافع عن ثوابت الأمة ومقدساتها ولايراها هيمنةً ولا تفرداً ولا استحواذاً ولا يعتبر ما يقوم به قمعاً واستبداداً، فإشكالية الالتباس في المفهوم لا تجعل المستقبل واضح المعالم ولا نقي الأهداف بقول الدكتور ياسين «إن أدوات العنف لا تتميز عن بعضها، فهي بطبيعتها مرذولة ويتسم من يلجأ إليها بصفاتها التي غالباً ما تكون غاشمة ومثقلة ببلادة ضخمة يصعب على أصحابها تحديد خط السير خارج دائرة الفوضى التي يثيرها العنف ويبعث فيها أردأ نماذج السلوك البشري الذي لايكون مؤهلاً لشيء سوى التخريب وهدر الفرص».. فالتخريب قد يبدو جلياً في التوجه إذ خلا خطاب اليدومي من الاشارة إليه أو إدانته بل قد تواترت الأنباء عن قتلى في صفوف أنصار الشريعة بأبين كانوا يقاتلون الجيش في أرحب وعلى صلة قرابة ببعض القادة الميدانيين بأرحب، وكنا نتمنى أن نعرف موقف «الاخوان» من موجة العنف وبتر الأطراف وتدمير مقدرات الوطن واستهداف المرافق وقتل الجنود الأبرياء والصلب، وإشاعة الخوف، والسعي الحثيث في إفساد الحياة وتعطيل ديناميكيتها، لكن يبدو أن ضابط الأمن الوطني الذي مارس القمع والاستبداد والتسلط ومصادرة الحريات واستباح حرمة الله في الآخر لا يرى في الثورة- وفقاً لتعبير الدكتور ياسين- إلاّ طريقاً للخلاص الشخصي من وضع اجتماعي معين محوره وأسّه الزعيم علي عبدالله صالح، بدليل أن جلَّ الخطاب الذي تمادى في الطول ولم يقل شيئاً جوهرياً كان توصيفاً وتبريراً وإشادة وقال بالخلاص الشخصي وتهرب من الخوض في قضايا جوهرية كالاستقرار والدولة المدنية، والقاعدة، ونبذ العنف، وحرية الاعتقاد، وتطرق بعبارات إشادة لدور المرأة، ولم يُدنْ ما تعرضت له المرأة في الساحات من قمع واستبداد وتنكيل وما تعرضت له من خوف وتهديد وتكفير وهتك يقول الدكتور ياسين: (إن الفكرة الثورية يجب أن لا تنتصر بالعنف والعدوان، فقد تنتصر لفترة معينة ولكنها لن تلبث أن تنتكس بسبب التحلل السريع للعناصر الثورية داخل بيئة «العنف».. التي تتضخم فيها ثقافة طاردة بطبيعتها لقيم الحرية والعدل والتعايش والتسامح واحترام الآخر..)، وتلك الثقافة الطاردة بطبيعتها نلمسها في الانقلاب على محاضر السلم والهدنة في عاهم ونلمسها في كتاف، ونلمسها في تصريح محمد قحطان بالنفي والإقصاء ونلمسها في ذلك التماهي والاستغراق مع القاعدة وفي ضبابية الموقف من أعمال العنف واستهداف المؤسسات وفي نزعة التفرد بقيادة التيار منذ ثلاثين عاماً لليدومي وعشرين عاماً ونيف للآنسي وليس لاحدهما من فضل عدا نزعة الخوف والقلق الأمني لليدومي ونزعة المداراة والتقية والابتسامة الصفراء للآنسي، وقد شاع مثل ذلك في الاتباع حتى لا نكاد نثق بأحد، ومثل تلك الصفات النفسية والأخلاقية حفرت هوة في العلاقات مع الآخر، مما حدا ببعض القارئين الأجانب للأحداث إلى القول بأن «الاخوان» نجحوا في تونس ومصر وليبيا وفشلوا في اليمن..
لأن أولئك قرأوا الواقع فلم يكن حظهم من السقوط القيمي بقدر حظ «اخوان اليمن».. ولا أظن أن تصريح محمد قحطان بشأن الزعيم علي عبدالله صالح سيكون آخر قيم الانحدار والشعور بالتضخم والانتفاخ البالوني.. لقد أخذتهم العزة بالاثم على حساب الفكرة التي تماهو مع الساحات من أجلها وهم يضمرون رفضها..
ما يبدو لنا في المشهد الآن أن ثمة تناقضاً بين النظرية والممارسة، وثمة جدلية قائمة في المفهوم بين الأجيال، فالثورة التي أرادها الشباب لم تكن تبحث عن الانعتاق أو التحرر أو التخلص من الاستبداد والطغيان وفق مفاهيمه القديمة بل أرادوا ثورة ضد الثبات والتعطيل.
المعارضة والجيش القديم
ومفهوم الحالة عندهم أن الوطن وصل إلى حالة من الثبات وتعطلت على إثرها القدرات الإبداعية والابتكارية، ويرون أن رموز الفعل السياسي وصلوا إلى مرحلة تعطلت فيها قدراتهم الإبداعية والابتكارية والتفاعلية وثمة هوة تفصلهم عن أحلام وطموحات الأجيال الجديدة، وهذا المفهوم يستهدف كل المنظومة السياسية الوطنية دون استثناء، سلطة ومعارضة، هناك قيادات عتيقة في المعارضة مثلما هناك قيادات عتيقة في السلطة وكان حظ طرفي الصراع السياسي كالتالي:
- مال المؤتمر وحلفاؤه إلى الاستجابة للضرورة الاجتماعية والصيرورة التاريخية بالمبادرات المتكررة بدءاً من مبادرة 18 مارس 2011م وصولاً إلى التأسيس القيمي للانتقال في حفل التوديع والاستقبال يوم الاثنين 27 فبراير 2012م.
- مال المشترك وشركاؤه إلى ركوب موجة الثورة الشبابية ورأى فيها طريقاً للخلاص الشخصي من وضع اجتماعي معين باعتراف الدكتور ياسين سعيد نعمان نفسه وبدلائل متواليات الأحداث والمواقف السياسية والتصريحات الإعلامية الدالة على ذلك التوجه عند المشترك.
وتلك الصورة كانت سبباً كافياً لبقاء قطاع واسع من المثقفين والنخب- وفقاً لتوصيف الدكتور ياسين- خارج العملية الثورية، لكون ما يحدث لم يكن ثورة وفق مفهومهم الحداثي الجديد للثورة، فقد كانت المقدمات تومئ إلى النتائج التي نقرأ تفاصيلها بعد زمن التسوية والوفاق وانتخابات 21 فبراير 2012م.
في ظني أن مشكلة الشباب هي مع المستقبل.. هي مع التأسيس ومع الانتقال القيمي.. مع الحركة والديناميكية الحياتية النامية والمتطورة ولا خصومة له مع الماضي الذي سيظل حاضراً في وجدانه من خلال محطاته الاشراقية ورموزه الذين أحدثوا تحولات جذرية في مسار التاريخ الوطني.
وعلى المشترك وشركائه أن يدرك أنه هدف من أهداف العملية الثورية، إذ لايمكن الانتقال إلاّ بقدرات وطاقات ذات خصوصية مشتركة وقضايا مشتركة ومتناغمة في مفاهيمها وكل قياداته ورموزه وصلوا إلى حالة من الثبات وقد دلت الأحداث أنهم يهدرون الفرص ولا يؤسسون للمستقبل الآمن والمستقر.
إن الضرورة الوطنية الملحة تطالب كل الطيف السياسي العتيق بالتنحي «وليقتدوا بالزعيم علي عبدالله صالح الذي لايزال يضعهم في مواقف محرجة يصغرون من خلالها وهو يكبر».
دعوا الأجيال الجديدة تصنع تاريخها وفق مفهومها ومناخات زمنها.. وانبذوا أمكنة تكتبون فيها مذاكراتكم ودمتم..


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)