محمد علي سعد -
بعد مرور ستة عشر عاماً تم تعيين الأخ العزيز وحيد علي رشيد محافظاً لمحافظة عدن والذي شغل فيها وكيلاً لطابور طويل من المحافظين في الفترة الممتدة من يوليو 1994- مارس 2012م.. ومن المميزات الايجابية لتعيين المهندس وحيد علي رشيد محافظاً لعدن أنه من أبناء المحافظة ويعرفها شبراً شبراً، وثانياً أنه عمل وكيلاً لمحافظة عدن طيلة ستة عشر عاماً، هذه الفترة تجعله يعرف شغل المحافظة (من وإلى) ويعرف ظواهرها وخفاياها، وبالتالي لا يستطيع لا زيد ولا عمرو الضحك عليه، وثالثاً أنه يعرف جيداً الأخوة أعضاء المكتب التنفيذي، والمجلس المحلي بعدن يعرفه جيداً، والأهم من كل هذه الميزات ان لدى الرجل نوايا طيبة وقدرة وجهداً ومعرفة من أجل ان يسهم بكل ما أوتي من قوة في خدمة قضايا الوطن عموماً وقضايا ومصالح المواطنين في عدن على وجه الخصوص.
وخلافاً للقاعدة القائلة: إن العارف لا يُعرف، فإننا نتكئ على أن الذكرى تفيد المؤمنين، لذا فإننا نذكّر الأخ العزيز وحيد رشيد ونذكّر معه الأخوة في المكتب التنفيذي والمجلس المحلي في محافظة عدن، نذكرهم بالأولويات الواجب عليهم جميعاً التعامل معها بدقة وموضوعية تمهيداً للبدء بحلها حلاً عادلاً يرضي الجميع، وأول الأولويات يقع ملف أمن واستقرار عدن، ومع معرفتنا أن الأوضاع الأمنية السيئة في المحافظة هي جزء من تبعات الأزمة العامة التي عصفت بالبلاد لأكثر من عام مضى، فالحقيقة ان البدء بمعالجة الملف الأمني في المحافظة سيحد من تواصل أعمال البسط والبلطجة على الأراضي والمرافق العامة والخاصة، وسيوفر فرصاً حقيقية لإعادة الاستثمار ومواصلة أعمال البناء والتشييد في المشاريع التي تم إيقافها بسبب الفوضى.. كما سيمكن من إعادة فتح الشوارع والطرق المغلقة وسيوفر مناخاً صحياً لاستعادة استمرار الدراسة في المحافظة بطريقة سلسة خاصة لو تم عمل حل للنازحين الذين حولوا المدارس إلى مساكن لهم.. فالملف الأمني ومعالجته في محافظة عدن هو أهم الملفات، وفي ذات الوقت أصعبها وأكثرها تعقيداً على الاطلاق.. وعليه ولأننا نعرف ويعرف غيرنا ان معظم أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المحلي هم أعضاء في المؤتمر الشعبي العام والأخ العزيز وحيد علي رشيد هو من حزب الإصلاح ولأننا نعيش زمن التوافق وحكومة التوافق، فالمفروض ان يتكاتف المؤتمر الشعبي العام مع الإصلاح للعمل معاً كفريق واحد وبروح مسئولة واحدة لتحقيق عملية إصلاح حقيقية تمس كل الأمور والقضايا التي شهدت «لخبطة» حزبية وشخصية أثناء الأزمة وحتى بعد حلها مع الأسف.. المواطن في عدن يأمل أن يشاهد بأم عينيه المؤتمر والإصلاح يتنافسون على خدمة الوطن ومواطنيه عموماً، وعلى خدمة محافظة عدن ومواطنيها على وجه الخصوص.
اليوم نقول إننا سمعنا أصوات التباكي على عدن وتردي أوضاعها، سمعنا أصوات التباكي التي اطلقها المؤتمر والإصلاح والحراك والشباب والمشترك في مرحلة ماضية.. واليوم الفرصة سانحة ان يبذل كل الذين تباكوا على عدن كل جهودهم لخدمتها سواءً أكانوا مسئولين أو مواطنين، لأن عدن اليوم تحتاج لجهد الجميع دونما اسثناء.
بقي أن نقول إن على المحافظ والمكتب التنفيذي والمجلس المحلي بعدن جدولة القضايا المراد حلها، والبدء بالعمل مهما كانت البداية بسيطة.. فـ«خير أن نشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام»..
مبروك للأخ العزيز وحيد رشيد وخالص الأمنيات له بالنجاح وكل التوفيق..
نصيحة لوجه الله
أتوجه للأخ العزيز وحيد علي رشيد بنصيحة خالصة لشخصه الكريم لوجه الله إذ نقول له إنكم تعملون تحت المجهر فعدن كلها تتابع عملكم الذي نثق أنه سيكون ايجابياً في معظمه بإذن الله وعليه نتمنى أن لا تستعجلوا في اتخاذ قرارات لها طابع حزبي أكثر من كونها قرارات مهنية خالصة.. ونتمنى أن يتسع صدركم للجميع وأن تستمعوا من الجميع ثم تقرروا ما ترونه مناسباً.. ونتمنى أن تصبروا وتصابروا لأن التركة ثقيلة والمشاكل لا حصر لها.. ولكن عليكم وعلى مثلكم تعقد الآمال..
أخيراً.. أشركوا الناس في عملكم، قربوا أهل العلم والدراية والمعرفة.. وابتعدوا عن جلساء السوء، وما أكثرهم في عدن مع الأسف.
للتأمل
- لأبناء عدن الذين يريدون لها كل الخير، ندعوهم للعمل مع المحافظ حتى نحقق لعدن الخير.
- المحافظ ليس ساحراً يستطيع حل المشاكل بعصا سحرية مالم يقف أبناء عدن مع محافظهم ومحافظتهم.
- يد واحدة لا تصفق.. عبارة نوجهها للمكتب التنفيذي والمجلس المحلي وكل أبناء عدن لأنهم يشكلون اليد الثانية.