فيصل الصوفي -
الإرهابيون لم يستهدفوا حتى الآن الوحدات العسكرية التي انشقت عن الجيش ويطبل لها «الثوار الجدد» وحزب الإصلاح، بوصفها «الجيش المؤيد والموالي للثورة.. والحر..» ونتمنى أن لايحدث شيء من ذلك، لأن أفراد تلك الوحدات مهما غُرر بهم فهم في النهاية جنودنا، فضلاً عن أن كل حليم ينبغي عليه أن يغضب لقتل أي إنسان، وأن يفعل كل ما بوسعه للمساعدة على الوصول للإرهابيين والقتلة والاقتصاص منهم.
الإرهابيون يعملون منذ عام من أجل قتل أكبر عدد ممكن من جنود وضباط الحرس الجمهوري والأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب.. لقد سخروا أنفسهم لهذه المهمة وأعدوا لذلك مختلف الوسائل والخطط والطرق والأدوات.. أسلحة وسيارات مفخخة بالمواد المتفجرة وأحزمة ناسفة ومفجرين وانتحاريين وكلاباً مسعورة، وسيافين وقصّابين، وفريق دعاية إعلامية أيضاً يمتدح ويحرض ويتشفى.. للمشترك حصة أكبر فيه.
تنظيم القاعدة الإرهابي، ورديفه جماعة «أنصار الشريعة» الإرهابية المكونة من تحالف تم عقده بين القاعدة ورجال دين معروفين لديهم أتباع كثر غُسلت أدمغتهم وأُرويت بالتطرف.. ما كان للقاعدة ولا أنصار الشريعة أن ينفذوا هذا العدد الكبير من العمليات الإرهابية، وأن يقتلوا هذه الاعداد الكثيرة من رجال الحرس الجمهوري والأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب، وغيرهم من المدنيين لو لم توفر لهم الأزمة وبعض أطرافها، البيئة المواتية والتوجيه والدعم.. قبل أن يتحرك الإرهابيون، كان رجال دين وقيادات إصلاحية وعسكرية متمردة ومشائخ قد سبقوا الإرهابيين بالتحريض على تلك الأهداف وتوجيههم نحوها، وبعد أن ينجز الإرهابيون كل مهمة قتل يتكفل أولئك بالتبرير وتوفير الغطاء الإعلامي للإرهابيين.. بعد العمليات الإرهابية الأخيرة- على سبيل المثال- لم يكتفِ الإصلاح وحلفاؤه بإدانة الضحايا والتبرير للإرهابيين، بل زادوا جرعات التحريض السياسي والإعلامي ضد الحرس الجمهوري والأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب.
لقد لاحظ صديق متابع أن الإرهابيين والمتعاطفين معهم الذين لديهم مشكلة مع الحرس والأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب، يعملون في وقت واحد متضافرين، ولكن في جهتين جغرافيتين.. في مناطق جنوبية أُنيطت راية الإرهاب ضد الحرس الجمهوري والأمن ووحدات مكافحة الإرهاب، بالإرهابيين في تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة، وفي مناطق شمالية يتولى المهمهة قليل من هؤلاء، والدور الأساسي يقوم به اللواء وأتباعه ومليشيات الإصلاح والحمر الذين لايطيقون سماع أسماء مثل أحمد ويحيى وطارق.. مليشيات الإصلاح تحارب معسكرات الحرس في أرحب ونهم.. والحمر في صنعاء والحيمة.. والفرقة الهالكة في العاصمة، وأنصار الشريعة في مناطق جنوبية، وهذه ملاحظة لافتة إلى تكامل هذه الأطراف.