موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الإثنين, 26-مارس-2012
الميثاق نت -  محمد علي عناش -
على الرغم من أن محافظة حجة تنتمي للتكوين الاجتماعي والثقافي لمحافظات شمال الشمال، حيث القبيلة بمعادلة «حاشد- بكيل» تمثل أساس نسيجها الاجتماعي وتكوينها الثقافي، إلاّ أنها أكثر هدوءاً ودعة بل وتثير فضولك بسلميتها حتى في أشد الظروف والأحوال اليمنية اضطراباً وتأزماً، كما تدهشك حالة مدنية فطرية تسري في نفوس أبنائها إلى درجة يمكنك أن تطلق على محافظة حجة بأنها بالفعل هي «تهامة الجبل»..
هي كذلك والشواهد كثيرة ببعدها التاريخي والمعاصر، لكن ليس من المنطق أن نظل نردد هذا الكلام ونضرب لحجة تعظيم سلام وكفى، بل يجب أن نكشف حالة غيبوبة تعيشها، وأن نبحث في هامشيتها وغيابها عن المشهد العام وخاصة الثقافي والسياسي والمدني، عن اسرار ومضامين أخرى للمسألة، وعن وجوه أخرى في الصراعات الدائرة فيها كما قال الرائع الاستاذ محمد المقالح..
حجة دفعت كثيراً ضريبة المرحلة السابقة، في صورة تهميش وتعطل تحولاتها الاجتماعية والتنموية، وعدم تبلور وتكون جيل طليعي بالمحافظة إلى الآن، ساهم في ذلك أن رموز وشخصيات هذه المحافظة لم تكن من النوع الناهض بالمكان، وعدم وجود إعلام حقيقي بهذه المحافظة التي اقترن تغييبها وتهميشها بسلمها وصمتها وغياب من يمثلها ويعبر عنها.
كنا قد بدأنا نتلمس اشكالية حجة خلال عامي 2009 و2010م عبر كتابات جادة في صحيفة «الديار» كمجموعة من الإعلاميين رموا بالحزبية وراء ظهورهم واستشعروا همَّ هذه المحافظة، بل وحذروا من أن حجة لن تظل طويلاً تواجه التهميش والحرمان بمزيد من السلم والصمت، وإنما سوف تنفجر في وجه الجميع وتتحول إلى ساحة مفتوحة للصراعات بأبعادها المتعددة.
الإعلام الذي أخذ حالياً يكتب عن حجة بعيون عاهم، وبجدلية الدفاع عن العقيدة وثنائية أهل السنة والرافضة، لم يلامس في أحداث حجة أبعاداً أخرى واشكاليات حقيقية، لم يكتب أن حجة ليست عضواً في نقابة الأطباء ولا المحامين ولا الصحفيين ولا الأدباء ولا الصيادلة.. الخ، ولم يثر أي تساؤل عن ذلك!!
لم يكتب أن حجة خامس محافظة في عدد السكان هي بلا جامعة.. بلا معاهد متوسطة، ويحول المسألة إلى قضية رأي عام..
الإعلام عندما أخذ يكتب عن حجة كتب من غرف مغلقة وفقاً لما يرويه «أبو مسلم» عن عاهم، حتى وهو ينزل إلى مسرح الأحداث ما بين الحوثيين والإصلاحيين والقبائل، لا يلتزم المهنية ولا يبحث عن الحقيقة بقدر ما كان يهمه أن يحقق أكبر قدر من الاثارة والضجة الإعلامية بطريقة صب الزيت على النار..
لذ أخذنا على عاتقنا أن ننزل إلى مسرح الأحداث ونتلمس جوانب من الحقيقة التي عمد الفريق الإعلامي الذي سبقنا إلى تغييبها والتنكيل بها، كونه مثل طرفاً واحداً وأيضاً لم يضم في عضويته أي أحد من إعلاميي المحافظة..
تحركنا إلى عاهم وأبودوار والتساؤلات تتزاحم في رؤوسنا عن حرب تتداخل فيها السياسة والدين والقبيلة والمال الخارجي وصراعات الجماعات المحلية، التي تصب جميعها في تحقيق أهداف طرف بعينه، لا يمكن أن أفصلها عن ما يجري في البلد بشكل عام، والتي لن تستقر فيها الأوضاع إلاّ ببناء دولة النظام والقانون ودولة المؤسسات لا دولة الأفراد والعشائر وتحالفات المصالح..
الهجمة الإعلامية الكبيرة والممنهجة على الحوثيين، تمكنت من استدعاء العامل المذهبي والقبلي إلى دائرة الصراع مع الحوثيين في أكثر من جبهة ككتاف ودماج وعاهم، هو في الأساس صراع بالوكالة عن أطراف في الداخل والخارج مستغلة عدم توافر غطاء إعلامي كبير وموازٍ للحوثيين، وعدم تمكن هؤلاء إلى الآن من الظهور كطرف سياسي في الساحة، بعيداً عن مسألة الشعار الذي جعلهم يبدون كظاهرة وحركة مسلحة ليس إلاّ..
الهجمة الإعلامية للإصلاح، مصحوبة أيضاً باستدعاء شديد ومركز للدولة للتدخل في هذه المواجهات، هو في حقيقته استدعاء سياسي لدولة مشلولة ومفككة، لم تتمكن حتى أن تحمي أبراج الكهرباء من اعتداءات القبائل، غير أن الأمر يندرج ضمن خطط الإصلاح للاجهاز التدريجي على مقومات كل الأطراف في الساحة بانعاش بؤر وكوامن الصراعات هنا وهناك، بالتوازي مع خطط إرباك حالة الوفاق الوطني، حتى لا تتمخض المرحلة عن دولة حقيقية بالمفهوم المؤسسي في ظل وجود الحرس الجمهوري..
في سوق الهيجة الواقع بين خميس مستبأ ومنطقة أبودوار ضمن نطاق مديرية مستبأ، كان الوضع طبيعياً رغم قربه من منطقة المواجهات، فالسوق كبير ومكتظ بالناس من كل مكان حتى من قبائل حجور، قيل لنا إن حركة السوق بهذا الشكل أصبحت حركة يومية وليس فقط يوم الاثنين، وفي زحمة السوق لاحظنا بعض المسلحين يتسوقون بشكل طبيعي، بدا من الشعار المطبوع على أسلحتهم أنهم حوثيون، كما أن الشعار بصيغته المعروفة «الله أكبر الموت لأمريكا اللعنة على اليهود والعزة للإسلام» يغطي كل أرجاء المكان..
مشهد الحركة في السوق لا يشعرك بأنك في المنطقة التي يتلكم عنها الإعلام بلغة الحرب والانتهاكات والاستصراخ للضمير العالمي ضد الحوثيين..
هنا تذكرت ما تردده وتروج له الكثير من القنوات مثل «صفا- المجد- وصال.. وغيرها» من خطر الحوثيين وعقيدتهم، ووجوب مقاتلتهم ومطاردتهم دفاعاً عن العقيدة والدين، لدرجة أن أحد مشائخ هذه القنوات يقدم وجوب مقاتلة الحوثيين على مقاتلة اليهود والنصارى وفقاً لما يحمله من ثقافة جهادية، حتى ليخيل إليك أنهم يتكلمون عن أناس من جنس آخر غريبي الأطوار في تفكيرهم وتعاملاتهم، وأن عقيدتهم ليست كعقيدة بقية المسلمين، وأن قرآنهم ليس كقرآن المسلمين، عندما نسمع هذه القنوات بما فيها قناة «سهيل» وهي توجه اتهاماتها للحوثيين بأنهم قاموا بإحراق مصاحف القرآن الكريم الخاصة بدار الحديث في عاهم وهو دار مزدوج سلفي إصلاحي..
عند زيارتنا لهذا الدار لم نجد أي أثر لحريق إلاّ من آثار الرصاص على الجدران من خارج الدار، وكأن معركة شرسة بالسلاح الخفيف والمتوسط وقعت هناك..
من المؤكد أن الناس هنا لا يكترثون لمثل هذه الاتهامات، بل يرونها أنها باطلة ومحرضة على الفتنة حسب ما أكده لنا الكثيرون، وأكدته أيضاً صيغة الأذان التي سمعناها من المساجد والتي لا تقول بحيا على خير العمل..
في مديرية مستبأ التي يتواجد فيها الحوثيون، يبدو الوضع طبيعياً ومستقراً على المستوى الرسمي والشعبي، وقد أبدو متحيزاً للحوثيين وأنا أنقل ما شاهدته وسمعته بكل مصداقية وتجرد من أي حسابات.. وهو ما كاشفني به أحد الزملاء السلفيين الذي قال لولا معرفتي بك أنك تحرري وانفتاحي لقلت إنك منحاز بتطرف للحوثيين..
نقطة تماس الحوثيين هي منطقة أبودوار وتتبع إدارياً مديرية مستبأ، ومنطقة تماس الإصلاح والقبائل هي منطقة سوق عاهم وتتبع إدارياً مديرية كشر والمسافة بين المنطقتــــين حوالى ثلاثمائة متر..
يبدو الوضع في سوق عاهم كئيباً وكأنك في قفرة، فالدكاكين على امتداد العين مغلقة والبعض منها يبدو عليها آثار الدمار والحريق، مع العلم أنه يمكن أن يعود النشاط إلى السوق في ظل توقف المواجهات والهدنة القائمة..
الكثير من الاتهامات التي وجهتها القبائل للحوثيين، فندها الحوثيون وأيضاً الكثير من مشائخ ووجهاء مستبأ وأعضاء مجلسها المحلي، بالنسبة لنا لم نشاهد أي مظهر للتقطعات أو أية ممارسة لدور الدولة من قبل الحوثيين سوى نقطة تفتيش واحدة في منطقة التماس..
لجنة الوساطة المرابطة هناك بذلت جهوداً كبيرة تشكر عليها في ايقاف المواجهات ورفع الارتاب، والآن المنطقة تمر بحالة هدنة وتوجس، غير ان امكانية عودة المواجهات قائمة، خاصة مع اصرار القبائل على عودة الحوثيين من أبناء صعدة إلى محافظتهم مع العلم أنهم أقلية بالمقارنة مع الحوثيين من المنطقة ومن حجور..
الكثير من مشائخ مستبأ وأعضاء مجلسها المحلي يرفضون هذا المطلب ويعتبرونه عنصرياً، فبلادهم تتسع لكل يمني ملتزم بالسلم والأمن والاستقرار وعدم التدخل في شئونهم، وأضافوا بأنهم عندما يشعرون بأن أصحاب صعدة لم يلتزموا بهذه الأمور فهم من يقرروا أمر عودتهم إلى بلادهم، ويطالبون مسلحي الإصلاح والقبائل من حجور عدم الاعتداء على أراضيهم ومنازلهم وجعلها ساحة لهجماتهم المتكررة.
من مشاهد حضور الدين في الأحداث، هو ما لمسناه في زيارتنا، حيث لاحظنا أن شعار الحوثيين مطبوع على أسلحتهم بصيغته التي ذكرناها سابقاً، لاحظنا أيضاً أن مسلحي القبائل مطبوع على أسلحتهم شعار الإصلاح بصيغته «الله ربنا والقرآن كتابنا والرسول قدوتنا»..
عند عودتنا وبالقرب من منطقة الأمان تبعد حوالى 9 كيلو مترات عن مدينة حجة استوقفتنا نقطة تفتيش عسكرية، علمنا أنها تتبع الفرقة الأولى مدرع فتشتنا بدقة وأخذت تسألنا من أنتم ومن أين جئتم.. الخ، وبعدما اجتزناها انفجرنا من الضحك أنا وزميلي سمير النمر، وكان بالفعل سؤالاً واحداً تبادر إلى ذهننا، وهو عن أية دولة يقصدها الإصلاح للتدخل في مواجهة الحوثيين؟!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)