استطلاع/ هناء الوجيه -
للعمل على توحيد الرؤى النسوية انعقد المؤتمر الوطني للمرأة بشعار يدعو الى توحد المسار والشراكة في صنع القرار ويؤكد من خلال توصياته على ضرورة توفير وضمان الشراكة الحقيقية للمرأة في مختلف المجالات بعدل وإنصاف ويدعو الى ضرورة توحيد رؤى مختلف التيارات والتوجهات النسوية في اطار أولويات يجب كفالتها في لجان المرحلة الانتقالية والدستور والقانون وتحقيقها على الواقع.. فهل ستحقق المرأة مطالبها وهل سيكون لهذا المؤتمر وتوصياته أثر ملموس في تحقيق المطالب وضمان الحقوق وعكس ذلك في الدستور والقانون بما يكفل شراكة فاعلة ومنصفة للمرأة في الحوار الوطني الشامل وفي كافة المجالات والأنشطة المتعلقة بالفترة القادمة.
للحديث عما بعد المؤتمر الوطني للمرأة ومدى تأثيره على إيجاد التأييد والمناصرة للمطالب والتوصيات المنبثقة عنه، تحدثت عدد من الشخصيات النسوية.. فإلى الحصيلة:
۹ البداية كانت مع الاخت جميلة علي رجاء -الوزير المفوض بوزارة الخارجية والتي تحدثت قائلة: المؤتمر انعقد في مرحلة مهمة جداً وذلك بعد البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية والتي نصت على مشاركة المرأة في العمل السياسي وفي مواقع صنع القرار، وعندما نطلع على قرار مجلس الأمن (2014) سنجد انه يتحدث عن المرأة في أكثر من مكان وذلك يدل على آن المرأة تمتلك رؤية عميقة في معالجة العديد من القضايا وفي تصوري انه إذا كان للمرأة تفاعل جيد في عملية الحوار فسينعكس ذلك ايجابياً على عملية الحوار الوطني لأن المرأة بشكل عام تميل الى السلام ورفض النزاعات المسلحة وبالتالي ستساعد أخاها الرجل في تحديد نقاط الالتقاء اثناء عملية الحوار، اعتقد ان المؤتمر كان نقطة مهمة لتوضيح مطالب وتطلعات المرأة ومن خلاله يأتي التمهيد للمشاركة الفاعلة في عملية الحوار الوطني وهذا ما نأمله خلال الفترة القادمة بدعم ومساندة من حكومة الوفاق اذا ما تبنت بصدق وجدية مطالب المرأة وعملت على تحقيقها.
مطالب وتحديات
۹ وفي ذات الشأن تقول الاخت رشيدة الهمداني - رئيسة وحدة السياسات بمشروع استجابة: المؤتمر كان فرصة لتطرح المرأة من خلاله طموحاتها ومطالبها وبالتأكيد لابد ان يستمر الكفاح لتحقيق هذه المطالب، هناك العديد من التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية منها ان المرأة احياناً لاتساعد أختها بحيث اذا ما كانت هناك قرارات فإنها تكون غير مشتركة وليست توافقية فمازال هناك خلاف في بعض الأحيان بين الاخوات، هذا جانب وهناك جانب آخر من التحديات يتمثل في العقليات المتحجرة التي مازالت تخشى من تواجد المرأة في مراكز صنع القرار ولكن ان شاء الله وبمساعدة الجميع نتجاوز هذه التحديات ونأمل ان يكون المؤتمر وتوصياته من الأولويات التي تأخذ جزءاً كبيراً من اهتمام حكومة الوفاق.
قرارات صادقة
۹ وتقول الاخت افراح جابر -مدير عام الادارة العامة لتنمية المرأة بمحافظة عدن: ان المؤتمر الوطني للمرأة يعتبر رافداً اساسياً لطموحات المرأة وسيكون مثمراً إذا ما تبنت حكومة الوفاق المطالب والتطلعات التي عبرت عنها المرأة من خلال المؤتمر.. ونتمنى من حكومة الوفاق الوطني ان تهتم بقضايا المرأة وان تكون تلك المطالب من ضمن أولوياتها وأن تناقشها في الاجتماعات وتخرج بقرارات صادقة وليس مجرد وعود كاذبة فقد سئمنا الوعود والكلام ونريد مشاركة فعلية وقوية للمرأة خلال الفترة القادمة.
مساواة وتكامل
۹ ومن جانبها ترى الاخت أمة الرزاق جحاف - رئيسة مؤسسة بيتنا للتراث والتنمية - مدير عام البيوت اليمنية التجريبية بوزارة الثقافة: ان المؤتمر يعتبر نقطة مهمة لتوضيح مطالب المرأة.. آملةً ان يكون المؤتمر وما انبثق عنه من توصيات ومطالب فرصة للمرأة كي تساهم بدورها في تحقيق وحدة الصف والبناء في المرحلة القادمة وذلك لن يكون إلا من خلال الوقوف بجدية أمام مطالب وتوصيات المؤتمر لتكون هناك شراكة منصفة للمرأة تضعها على قدم المساواة والتكامل مع أخيها الرجل في صياغة فلسفة حياتية اجتماعية مشتركة لايطغى فيها طرف على آخر، ونتطلع ان تكون المرحلة القادمة أكثر ايجابية من السابق فيما يتعلق بشئون المرأة وقضاياها وحقها في الشراكة والمساهمة الفاعلة في البناء والنهوض بهذا الوطن.
متابعة وتنفيذ
۹ ونختتم مع الاخت رجاء المصعبي - الباحثة والخبيرة في جقوق الانسان وحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتي تحدثت قائلة: المرأة تتطلع نحو شراكة تمثل 30% في مواقع القرار وهذا ما أوضحته من خلال المؤتمر الوطني، ونأمل من الاحزاب السياسية الموجودة على الساحة الوطنية ان تقوم بدورها في تنفيذ المبادرة الخليجية التي نصت على مشاركة فاعلة للمرأة في العملية السياسية وصنع القرار، كما نأمل من حكومة الوفاق الوطني ان تتبنى مطالب النساء المنبثقة عن المؤتمر الوطني وان تكون الوعود صادقة لامجرد كلام خاصة وان رئيس الحكومة قد وعد بتنفيذ توصيات وقرارات المؤتمر وقد تم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات المهمة التي خرج بها المؤتمر الوطني للمرأة.