لقاء/ هناء الوجيه - < الحصبة تعيش داخل متاريس الموت، في حي الحصبة والاحياء المتضررة من المليشيات المسلحة لم يتغير شيئاً.. هناك تحسن في الأوضاع من حيث وقف اطلاق النار ولكن الوضع الأمني لم يستقر إلى الحد الذي يحقق السكينة والهدوء ويوفر الطمأنينة، ناهيك عن تدني مستوى الخدمات التي أصبحت تضيق على السكان وتزيد من حجم معاناتهم..
الأصوات ترد على مزاعم انجازات اللجنة العسكرية، عدد من سكان الحصبة تحدثوا لــ«الميثاق» عن مأساتهم.. فإلى الحصيلة:
< في البداية تحدثت الاخت جمالة القاضي - مديرة مدرسة حليمة السعدية- حي الصيانة قائلة: غادر المدرسة الأفراد الذين كانوا فيها من حماية المنشآت وبدأت الأمور تستقر تدريجياً داخل المدرسة وبدأ السكان يعودون الى الأحياء وبالتالي وصل عدد الطالبات في المدرسة اليوم الى 1500 طالبة وهذا أمر جيد، أما بالنسبة للوضع خارج المدرسة مازالت المتاريس والخنادق مكانها لم تغادر ولم يتضاءل حجمها والمسلحون يتجولون بكثرة، صحيح ان هناك تحسناً في أننا لم نعد نسمع اطلاق النار او المواجهات بشكل يومي او مستمر ولكن المظاهر المسلحة ماتزال تثير القلق، لابد من ازالتها وهذه مهمة اللجنة العسكرية التي ينبغي ان تسرع في تنفيذ مهمتها لأن عودة الأمن والاستقرار النفسي والمعيشي مرتبط بتحسن الوضع الأمني ونحن الآن في مرحلة توافقية وعلى الجميع ان يعمل من أجل التوافق وخروج البلاد من كافة المشاكل والمظاهر التي تهدد أمنها واستقرارها والتي لاتخدم أحداً ويكون تأثيرها على الجميع دون استثناء.
استقرار معيشي
< في ذات السياق يقول الاخ محمد الفقيه -من سكان شارع مازدا: نحن في الحي نعاني من تدني الخدمات، هناك متاريس مازالت موجودة ومسلحون منتشرون ومايزيد الوضع سوءاً ان أكوام القمامة تتجمع بشكل مؤذٍ في الأحياء يؤثر على صحتنا.. ايضاً خدمة الهاتف الثابت منقطعة على الحي بالكامل منذ فترة طويلة، لانعلم من أين الخلل ولاتوجد معالجة لهذا الموضوع ناهيك عن الماء الذي لايزور منازلنا إلا مرة واحدة في الشهر وبشكل ضيف بحيث لايتمكن السكان من الاستفادة منه، الشيء الوحيد الذي يمكن ان نقول انه تحسن هو خدمة الكهرباء مقارنة بوضعها السابق وكذلك لم نعد نسمع اطلاق رصاص او مواجهات إلا بشكل نادر، نتمنى ان تتحسن بقية الأمور لأن من حقنا ان ننعم بالأمن والاستقرار ومستوى جيد من الاستقرار المعيشي.
وضع مقلق
< في ذات السياق يقول الاخ احمد التركي - جوار قسم الحصبة: الوضع ليس آمناً حتى الآن رغم الهدوء النسبي ففي الاسبوع الماضي تم اطلاق نار بشكل عشوائي من مجهولين على قسم الشرطة وتم الرد على ذلك بشكل عشوائي ايضاً مما ادى الى اصابة عدد من المواطنين الذين كانوا في الشارع دون ذنب يذكر، وهذا وضع مقلق يجعل المواطنين غير آمنين على أنفسهم وذلك ما يتطلب من اللجنة الأمنية ان تعمل على توفير الأمن والاستقرار والسكينة، كما عليهم ان يقوموا بضبط ومعاقبة كل من يحاول اثارة الفوضى والمشاكل لأن من حق المواطنين ان يشعروا بالأمن والاستقرار وعلى الدولة ان توفر لهم ذلك الحق.
مرحلة بناء
< وفي ذات الاطار يقول الاخ علي القعشلة - مدير مدرسة الثلايا: بالتأكيد ان الأوضاع تحسنت بشكل أفضل عما كانت عليه، بالنسبة للمدرسة تناقص عدد الافراد من الفرقة بشكل كبير ولم يعد هناك إلا عدد قليل منهم، نتمنى كذلك ان تنتهي المتاريس والتجمعات المسلحة في كافة الاحياء لأننا نريد ان نركز الآن على مرحلة اعادة البناء ونعمل على استعادة الأمن والاستقرار، واعتقد ان مارأيناه من توافد وحشود اثناء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة في فبراير الماضي خير دليل على رغبة الناس وحاجتهم لعودة الأمن والاستقرار، لقد انهكت الأزمة الناس وآثارها طالت الجميع ولا أحد يريد ان تعود تلك الأزمة او مسبباتها بأي حال من الاحوال.
مواجهة الموت
< الاخت فاطمة البريشي - حي الحصبة تحدثت قائلة: لا أحد ينكر ان هناك تحسنات مقارنة بالوضع السابق اثناء المواجهات، ومع ذلك مازالت المعاناة قائمة والخدمات متدنية والمواطنون يحتاجون الى استقرار معيشي وأمني وهذا من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها من قبل حكومة الوفاق، فالوضع الاقتصادي أصبح متعباً جداً وأنا أعرف الكثير من الأسر التي تضررت ونزحت والآن اصبحت تعاني من الفقر الشديد فبعد الأزمة مازالت الاسعار مرتفعة والخدمات منعدمة والتوقف في مجال الأعمال مستمر وبالذات في القطاعات الخاصة، على حكومة الوفاق ان تدرك ان الوضع المعيشي والآثار المترتبة على الصراع لاتقل خطراً وسوءاً عن المواجهات والاقتتال والصراعات المسلحة وكلاهما يضع الأفراد في مواجهة مع الموت، نتمنى من الحكومة ان تركز على الأولويات التي تهم وتمس حياة المواطنين في الجانب الامني والمعيشي.
حياة كريمة
< ونختتم حديثنا مع سهام العريقي - من سكان حي صوفان والتي تحدثت قائلة:
يكفينا من المعاناة اننا تركنا منازلنا اثناء فترة الأزمة ومازالت آثار النزوح تؤثر حتى الآن في مختلف جوانب حياتنا وها قد عدنا ولكن في نفوسنا الشيء الكثير من القلق والخوف، لن يزول ذلك التوتر حتى تختفي كافة المظاهر التي تثير القلق فينا، لانريد متاريس ولا مسلحين، ماذا تعني لهم ليظلوا في أماكنهم وأين اللجنة العسكرية التي من مهامها التفاوض معهم متى تزول تلك المظاهر المقلقة، نريد ان تعود السكينة والهدوء الى نفوسنا.
ونحن نطالب الحكومة واللجنة العسكرية ان تعمل أولاً على استعادة الأمن والاستقرار وتوفير الوضع الامني المطمئن للمواطنين ثم تعمل على توفير الخدمات ومعالجات الاختلالات التي تضمن عودة الحياة الكريمة للمواطنين.
|