علي عمر الصيعري -
عندما دعا الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- كافة قيادات وقواعد المؤتمر، وحلفائه، إلى دعم ومؤازرة رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام في مواجهته التحديات الصعبة لإعادة الأمور إلى نصابها قبل الشروع في الحوار الشامل، كان يدرك بحصافة السياسي وحنكة القيادي حجم تلك التحديات الصعبة التي يواجهها الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي مصادر معظمها تأتي من قوى سياسية وعسكرية وقبلية في الداخل لا يهمها المصلحة العليا للوطن بقدر ما يهمها مصالحها الذاتية وروافع النفوذ والواجهات والمناصب، إضافة إلى قوى الخارج التي تتربص بوحدة الوطن وتحلم بالعودة إلى الحكم، متفردةً بالجنوب سابقاً.
فالتحديات والصعاب معروفة للجميع، تطالعنا بها كل وسائل ومواقع الإعلام يومياً، إلى جانب ما تبثه مطابخ الخارج من شائعات وتقولات وتحليلات صحفية وتأويلات كلامية وفذلكات أسلوبية، من دون أن تشير بصدق وموضوعية إلى من هم وراء تعقيد الأمور، وتصعيد المواقف، والى من هم صادقون في المجيئ إلى طاولة الحوار الوطني الشامل.!!
فلو صدق هؤلاء الكُتّاب والصحفيون في الداخل وفي دول الخليج وخارجها ، مع أنفسهم وتجردوا من تبعيتهم وولاءاتهم الحزبية أو مطامعهم المادية، واحترموا مهنية الصحافة ومكانة الكلمة، وتخلى البعض منهم عن الحساسيات والأحقاد وتصفية الحسابات، أقول لو صدق هؤلاء وعلى الأقل كفوا أقلامهم عن سح مداد الفتنة وتأزيم المواقف وسواد الانتقامات، وتخلوا عن عظمة الظهور ومظاهر الشهرة، لما كبرت هذه التحديات وتضخمت تلك الصعوبات التي يستثمرها المراهنون على نهب الوطن وتدميره.
لأن هؤلاء يستمدون صلافتهم وجبروتهم من أصحاب تلك الأقلام التي نربأ بأنفسنا عن تسميتها بالمأجورة أو التابعة أو الحاقدة.. فالإعلام اليوم هو صانع المواقف ومقرر مصير الأمم والشعوب.
وقديماً قال نابليون: “إنني لا أخشى مواجهة الجيوش ولكن أخشى فريقاً من الصحافيين” فلنتعظ، فالدهر يومان يوم لك ويوم عليك..
قال الشاعر:
لَدَدْتَهُمُ النصيحةَ كُلَّ لَدٍ
فمجُّوا النُصحَ ثم ثَنَوا فَقَاءوا
فكيف بهم وإن أحسنتُ قالوا
أسأتَ، وإن غفرتُ لهم أساءوا!
(معبد بن مسلم)
[email protected]