علي عمر الصيعري -
على الرغم مما يثيره المطبّلون وحَمَلَة المباخر من الكُتاب والمحللين السياسيين في الصحف المحلية التابعة و»المقاولة»، وبعض صحف الخليج، من زوابع كلامية وتحليلات هلامية وتلفيقات إخبارية عن المؤتمر الشعبي العام، وما سيؤول إليه وضعه خلال الفترة الانتقالية، والتي جاءت بها ما يسمى- مجازاً- بـ»ثورة الربيع العربي» في اليمن، وما هي بثورة كما يدّعون.. وعلى الرغم من «تغوّل» حزب الأخوان المسلمين وعصابته وتجرؤهم على ممارسة الضغوط على الأخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- التي بلغت حد تخييره بين المؤتمر وبين الرئاسة، نقول على الرغم من هذا وذاك، يمضي المؤتمر الشعبي العام بثبات وعزيمة على طريق إعادة ترتيب أوضاعه، وتمتين لحمته الحزبية، وتفعيل تكويناته وقواعده التنظيمية،لكي يواصل تأدية رسالته السياسية والحزبية لإعادة بناء وتعمير الوطن، والمحافظة على وحدته وسيادته.
وما إعلان قيادته العليا عن التهيئة والتحضير لعقد مؤتمره العام الثامن إلا دليل عملي على صلابة وقوة هذا التنظيم الرائد الذي يعد من أكبر الأحزاب والتنظيمات السياسية، وأقواها تأثيراً وأعظمها ثقلاً في الساحة اليمنية، وأحسنها سمعة، وأجدرها قدوة لتمثيل بلادنا على المستوى الإقليمي والعربي والدولي..
ولا نذهب بعيداً لكي ندلل على قدرة وديناميكية وخبرة هذا التنظيم السياسي المحنك ، إذ يكفي أن نشير إلى حنكة وحكمة قيادته السياسية التي تجلت في إدارتها واحتوائها لأسوأ وأخطر أزمة لم تشهد مثلها بلادنا في تاريخها القديم والمعاصر.. أزمة بل فتنة لا يزال منها جمر تحت الرماد، طالما بقي الإخوان المسلمون وشركاؤهم يتربصون بالمؤتمر ليقضوا عليه، ومن ثم ينفردون باليمن ليحولوها إلى أسوأ من الصوملة والأفغنة، لتصبح اخطر بؤرة مصدّرة للإرهاب، وأشهر سوق للسلاح، وأفظع مستنقع للفساد الحقيقي ،ولكن هيهات أن ينالوا منه آنياً أو مستقبلاً.
وهاهي بوادر مؤامراتهم الشيطانية عاودت الظهور، بعد حصولهم على نصف الحكومة + رئيسها الجهبذ.. ففي غضون أشهر قلائل فاحت منهم روائح فساد من طراز غريب سرعان ماعرفها القاصي والداني، ناهيكم عما كشفه تقرير المكتب الفدرالي الأمريكي الأربعاء الماضي من نتائج تحقيقات جريمة مسجد النهدين الشنيعة عن مبالغ بمليارات الريالات لتمويل المتفجرات المستخدمة فيها،ولا يستبعد أن تكون ضمن صفقة الـ(34 مليون دولار) التي يطلب بها حالياً تاجر سلاح يمني.. كل هذا وذاك ما هو إلا مقدمات لسيل هادر سيكتسح البلاد والعباد في اليمن ودول الجوار ولن يتصدى له أحد غير المؤتمر الشعبي العام وحلفائه.
إن ما جرى ويجري في بلادنا لهو أقل من ثورة وأكبر من مؤامرة تتطلب من العقلاء في دول الخليج والدول العظمى المعنيين بحل الأزمة، كبح جماح المتآمرين الذين أشرنا إليهم آنفاً والذين يستخدمون دماء وأرواح الشباب وسيلة لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية، قبل أن يبلغ السيل الزبى، وتقع الفأس في الرأس.
قال الشاعر :
كل الدروب- هنا-
إلى روما تؤدي
والذئاب تعوي
وسفاكو الدم