موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
تحقيقات
الميثاق نت -

الإثنين, 07-مايو-2012
منصور احمد - لودر أبين -
ما الذي يجري في أبين البطلة، ولماذا تُـقتل خصوبة أبين بالبارود.. وما طبيعة تلك الحرب التي يواجهها أبناء أبين وقوات الجيش ضد العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة التي تسمّي نفسها بـ «أنصار الشريعة» في مديرية لودر، والآخذة سيناريو حرب العصابات، ولماذا تتعمد حكومة باسندوة ووزير اعلامه»العمراني»، تغييب تلك المعارك الطاحنة التي تدور رحاها هناك ويقدم فيها ابناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين من أبناء ابين ومديرية لودر على وجه الخصوص، ارواحهم بشموخ في سبيل الدفاع عن الوطن والشعب، وشرف حكومة استخسرت فيهم قول كلمة حق او اشادة او نقل صورة لتلك المآثر البطولية التي يسطروها في ارجاء محافظة ابين، والبطولات التي ينقشها أبناء أبين - اطفالا ونساء ورجالاً- من ابناء مديرية لودر، الذين يتقدمون الصفوف في جبهات التصدي لعناصر القاعدة، على صفحات وشاشات الاعلام المنفلت- حد تعبير الرئيس- على جبال وتباب لودر العصية فعلاً على الإرهابيين.

شيء مؤسف ان يذهب اعلام حكومة باسندوة- اعلام الشعب- في فلك الصراعات ويهتم بتأجيج الخلافات والمماحكات السياسية والصراعات على تقاسم الكعكة والتسابق على اصدار قرارات الاقصاء والتعيين في المناصب الوظيفية، في الوقت الذي تزهق فيه ارواح أعظم الناس في محافظة ابين، لم نر صورة في اعلامنا الرسمي عن تلك الملاحم البطولية أو عن الأعمال الفدائية لرجال ونساء وأطفال في جبهات القتال ضد عناصر القاعدة على ابواب مدينة لودر، على فضائيات وصحف الشعب التي كرست اهتمامها بوزير الاعلام وصورته» ابوديسمال»، ومحاولة ابراز ان المكارم القبلية العربية من شيمه، وانه قبيلي»قح»، بينما اطفال وأبناء أبين يقتلون ويشردون من ديارهم، ولم يجدوا من ينقل استغاثتهم لنجدتهم من ارهاب عناصر القاعدة الذين يريدون احتلال مدينتهم.

(33 يوما) وأبناء لودر بمختلف الاعمار والانتماءات، في حالة استنفار ويحملون البنادق في معارك شرسة دفاعاً عن الارض والعرض- حد قولهم- فالمدينة التي أزورها لأول مرة- تعيش عمق هذه الحرب وضراوتها، وجميع السكان يتسابقون على الصفوف الاولى لجبهة المعركة لنيل شرف الاستشهاد، حباً في لودر وأبنائها، التي تقول:» لودر.. يموت بطل وتنجب ألف بطل».

رغم الظروف الصعبة التي يعانيها ابناء لودر، جراء انقطاع الخدمات العامة عن المدينة وانقطاعها عن المديريات والمحافظات الأخرى، اثر قطع العناصر الارهابية الطرق التي تربطها بالمديريات المحيطة بها والمحافظات الستة وارتفاع اسعار المواد الغذائية منذ قيام العناصر الارهابية في التاسع من ابريل الماضي بمهاجمة المدينة ومحاولة اقتحامها والسيطرة عليها، وعجز الارهابيون عن ذلك وانكسروا أمام عزيمة ابناء لودر مايزالون يخوضون المعركة بشراسة حتى اليوم، إلى جانب القوات المسلحة والأمن.

الأروع في مشهد ابناء لودر البطولي، تلك اللوحة البديعة التي تغلبت على الظروف الصعبة للمدينة وسكانها، جراء النقص الحاد في المواد الغذائية وفي العتاد من سلاح وذخيرة، فلم تكن نتائج الهجمات والقصف المتواصل على المدينة من قبل العناصر الارهابية، الذين كانوا يسعون من وراء تلك المحاولات المتكررة اقتحام المدينة ومهاجمتها بقصف عنيف لاثارة الرعب بين السكان ودفعهم الى النزوح عن منازلهم وترك المدينة ليخلو الجو للإرهابيين يعيثون فيها كما عاثوا في مدن زنجبار وجعار وشقرة، لكن اصطفافاً واتحاداً قوياً جسده سكان لودر وبعض قبائل القرى المحيطة بها حال دون نجاح مخطط الارهابيين.

فانعدام مياه الشرب وشحة المواد التموينية، وصعوبة الظروف، وكذا الغياب التام لدور السلطة المحلية في المديرية عن مشاركة السكان معاناتهم ومعركتهم المصيرية ضد عدو البشرية- له أثره السلبي.. لكنه لم يخلق تذمراً، وانما على العكس من ذلك، فقد اوجد صورة جميلة للنسيج الاجتماعي يرسمها الآن ابناء لودر، صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساءهم، شبابهم وشيوخهم في توحدهم ووقوفهم صفاً واحدا للدفاع عن المدينة والتصدي للإرهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.. هذه اللوحة الرائعة دفعت كل من يتواجد او يزور المدينة للالتحاق باللجان الشعبية.

الأطفال في المعركة

حاولت العناصر الارهابية كسر ارادة ابناء لودر وسكانها فقصفت المرافق العامة كالكهرباء واطلقت القذائف والمدافع والهاونات عشوائياً على المدينة لإخافة السكان وترويع أطفالهم، فتوقفت الدراسة، وبدلاً من ان يخشى الاطفال على انفسهم من القصف العشوائي وقذائف الاهاربيين التي تسقط على الاحياء السكنية والمعارك المستمرة على مدار الساعة في محيط المدينة، عشقوا الى حد الجنون سماع ومشاهدة القذائف، وصار قسم منهم يهرع الى محراب مساجد المدينة للأذان والتكبير والدعاء بنصرة مقاتلي الجيش والأمن واللجان الشعبية على المعتدين الضالين، والدعوة عبر مكبرات الصوت للجهاد: «الله اكبر الله اكبر حي على الجهاد.. ياخيل الله اركبي»..

عندما سمعت اصوات الاطفال في اول يوم من وصولي لودر، تذكرت مشهد الفيلم السينمائي» وا إسلاماه» عن معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان محمود (قطز) على جيوش التتار التي لا تقهر بقيادة هولاكو، عندما صعدت الاميرة جلنار شريكة حياة السلطان محمود، الى ربوة عالية ورفعت العلم وظلت تنادي بأعلى صوتها لجيش المسلمين، بالقول» وا إسلاماه.. حي على الجهاد حي على الجهاد.. الله اكبر الله اكبر».

فكلما بدأت الاشتباكات اثناء محاولة الارهابيين مهاجمة مدينة لودر، ارتفعت اصوات الاطفال المكبرين والمهللين في ارجاء المدينة ما يخلق حماساً وسط المقاتلين الذين يتدافعون على جبهات القتال كالسيل العارم، بدون سلاح لأن- حد وصف الناطق باسم اللجان الشعبية- السلاح الذي يستخدمه مقاتلوهم في معركتهم ضد القاعدة قليل جداً، وهو فقط السلاح الشخصي للمواطنين الآلي «الكلاشينكوف» والمعدل والـ آر بي جي، بما في ذلك السلاح الاثري- القديم- الجرمني الكندا وغيرها، غير ان هذا لم يثنِ عزيمة مقاتلي اللجان الشعبية من التقدم مع قوات الجيش والأمن من اللواء(111) من التقدم مع قوات (اللواء26 حرس جمهوري) المتمركز في عقبة ثرى، والنيران الكثيفة التي تحدثها اصوات الاطفال المنطلقة من منارات مساجد لودر، تثير الرعب في نفوس الارهابيين، وهذا بشهادة الارهابيين انفسهم الذين قال من تم القبض عليهم أن ما يرعبنا في المعركة هو ادعاء الاطفال في المساجد علينا ومناداتهم للجهاد ضدهم، طبعاً بالتأكيد لقد خسر الارهابيون الكثير من قياداتهم في لودر، بل ان اطفال لودر اصبحوا اليوم يتسابقون على حمل البندقية والذهاب الى جبهة المعركة، دون خوف من الموت، وأحدهم في العاشرة، بكى عبر مكبرات الصوت لأنه لم يستشهد مع زميله الذي استشهد بقذيفة هاون امامه.

وهاهو الطفل عيدروس محمد عيدروس، التقيته وقد حمل البندقية متجهاً الى جبهة المعركة.

حماس القتال ضد العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة، لم يتوقف عند الشباب وكبار السن من الذكور، وإنما امتد الى الاطفال من الاناث.

أما الطفلة علياء طاهر النخعي (11سنة) فقد أخافتني عندما شاهدتها في باب منزلها وهي تحمل البندقية «آلي» وتوجهه نحوي وتقول» ابين حزينة ولودر عصية على الإرهابيين.. وسنطارد القاعدة من جبل الى جبل حتى نطهر ابين منهم.

وكل هؤلاء الاطفال يريدون الفوز بالشهادة التي فازت بها الطفلة»سعيدة محمد عبدالله شقرة» ثمان سنوات، وزميلتها الطفلة»نور تسع سنوات»، واللتان استشهدتا مع امرأة اخرى عندما اطلق الارهابيون عند الساعة الخامسة عصر يوم الاثنين تاريخ 30 ابريل الماضي قذيفتي هاون، فسقطتا عليهما وهما يلعبان جوار منزلهما وسط المدينة، انفجرت احداهما وأدت الى وفاتهما وامرأة ثالثة وإصابة طفلة اخرى، بينما القذيفة الاخرى لم تنفجر.

هذه الحادثة المحزنة والمأساوية لم تهزم عزيمة وإصرار محمد عبدالله شقرة، المكنى بـ» الدرداء» والد الطفلة سعيدة، والذي يتولى القيادة الميدانية لأحدى جبهات المعركة ضد القاعدة- جبهة الفلوجة- حسبما يحب ان يسميها، قال انه لم يندم وإنما سعد باستشهاد طفلته سعيدة ومستعد للتضحية وتقديم اطفاله الاربعة الاخرين فداء للارض والعرض، فضلاً عن أنه كان قد تعرض للإصابة بتاريخ 11 ابريل الماضي في احدى الاشتباكات مع الارهابيين.

ما يحتاجه اليوم المقاتلون في محافظة ابين عموماً ولودر على وجه الخصوص، وقفة جادة وتقديم الدعم الشعبي والرسمي لهم وكل ما يحتاجونه من مواد غذائية وأدوية، ودعم معنوي من خلال التغطية الاعلامية، وليس ان تدير الحكومة ظهرها لهم، وكأن الأمر لا يعنيها، كما ان غياب حملات التبرع والمجهود الحربي المجتمعي عن المعركة ومشاركة ابناء محافظة ابين مأساتهم، يجعل ابناء المجتمع اليمني، مساءلين وطنياً ودينياً عن الأرواح التي تزهق من قبل تنظيم القاعدة، في الوقت الذي نلزم الصمت وكأن ذلك يعني ابناء ابين ولا يعني بقية أبناء الشعب اليمني.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)