متابعات: علي الشعباني -
< أكد مراقبون سياسيون وخبراء واقتصاديون أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة فشلت في تحقيق الغايات والأهداف الوطنية التي راهن عليها الشعب اليمني والمجتمع الدولي بهدف اخراج اليمن من الأزمة.
واعتبروا عدم تمكن الحكومة إزالة مسببات الأزمة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدن الرئيسية واستمرار بقاء المليشيات المسلحة والمخيمات فشلاً يستدعي ضرورة إعادة النظر في الحكومة.
وبهذا الخصوص قال مبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر: ان اليمنيين سيعيدون النظر في حكومة الوفاق الوطني اذا لم تتمكن من تحقيق اي تقدم ملموس في تقديمها للخدمات الاساسية للمواطنين وانهاء حالة الانفلات الأمني القائم بسبب عدم تمكن الحكومة من منع المسلحين القبليين من حمل السلاح داخل العاصمة.
وأعرب عن اسفة لاستمرار تواجد الجماعات المسلحة في شوارع العاصمة صنعاء وقال وبالرغم من ازالة القسم الاكبر من الحواجز الترابية والاسمنتية التي كانت تقطع اوصال صنعاء إلا ان المسلحين انتقلوا «الى الشوارع الفرعية وخزنوا المتفجرات في المباني».
واشار مبعوث الأمين العام للامم المتحدة جمال بن عمر في حديث لوكالة فرنس برس-الأيام الماضية إلى ان الخارجين على القانون والقاعدة مازالوا يسيطرون على اجزاء من البلاد ليس فقط في المحافظات الجنوبية والشرقية، بل ايضا في بعض المناطق من صنعاء والمدن القريبة منها.
ووصف بن عمر الأوضاع في العاصمة قائلا :يبدو ان عدد افراد الشرطة على الطرقات قليل وتفصل بينهم مسافات واسعة. اضافة الى ان الاشارات المرورية لا تعمل والشوارع تملؤها القمامة. والمحاكم معطلة بسبب اضراب مستمر منذ ثلاثة اشهر، الامر الذي يشل عمل النظام القضائي بشكل واسع.
وانتقد المبعوث الاممي عجز الحكومة في تلبية الخدمات للمواطنين وتحديدا شبكات الكهرباء وانابيب النفط والغاز التى لا تزال تتعرض للتخريب بشكل مستمر ما يعطل الامدادات الى صنعاء وباقي المدن .
وأشار بن عمر الى ان اليمنيين سيعيدون النظر في شرعية ومصداقية الحكومة» ما لم تحقق تقدما ملموسا في تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين في اسرع وقت، خصوصا في ظل تفاقم الوضع الانساني في البلاد.
يجب ألاَّ تستمر
من جانبه قال الشيخ محمد بن ناجي الشائف -عضو مجلس النواب : إن حكومة الوفاق الوطني الحالية ليست هي الحكومة التي يبحث عنها الشعب اليمني.واكد انه لا يجب أن تستمر هذه الحكومة. لان اليمن يريد رئيس وزراء لليمن وليس سكرتيرا عند أحد. مجدداً تأكيده على ان هذه الحكومة لم تنجح ويجب أن تستقيل.. داعيا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى دعوة الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية الى تشكيل حكومة جديدة تتكون من أشخاص أقوياء لا يمثلون أحزابهم في الحكومة وإنما يمثلون الشعب اليمني بمختلف أحزابه وشرائحه وفئاته المختلفة؛ لأن الوزراء الحاليين اصبحوا فريقا غير فاعل.
حكومة ضعيفة
إلى ذلك قال الاستاذ احمد الكحلاني -عضو مجلس النواب: ان الحكومة ضعيفة ولديها اشكاليات لم تستطع تجاوزها منذ تشكيلها وحتى اليوم فهي لم تستطع ومعها اللجنة العسكرية إلزام بعض القوى على رفع المظاهر المسلحة..
وأضاف: الحكومة لن تستطيع إخراج الوطن من الأزمة بسبب ضعفها وعدم قدرتها على توفير الخدمات الاساسية للمواطنين الذين يعلقون آمالاً كبيرة عليها ولكن المؤشرات مخيبة للآمال..مشيرا الى ان المجتمع اليمني يريد حكومة تقف إلى جانب المواطن وليس إلى جانب الأحزاب والشخصيات والقوى السياسية وان تلبي تطلعاته وآماله ولا تزيد من معاناته برفع اسعار المشتقات النفطية وخاصة الديزل وانتهاج سياسة الاقصاء وعدم استغلال الوظيفة العامة لصالح الاحزاب.
لم تنجح في شيء
اما الدكتور عبدالرحمن ناجي- استاذ الإدارة بكلية التجارة جامعة صنعاء- فقد قال: إن حكومة الوفاق الوطني ومنذ تشكيلها لم تنجح في تحقيق شيء سوى التقاسم للحقائب الوزارية والسفريات وممارسة الإقصاء والاستهداف لموظفي الدولة..
وأضاف: لم يلمس المواطن على أرض الواقع أي نتائج لحكومة الوفاق الوطني وهو أمر مؤلم ومحزن خاصة وأنها لم تتمكن حتى اليوم من إعادة الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة على الأقل..وقال: المصيبة أن الحكومة تكيل بمكيالين وأن وزراء المشترك لم يستوعبوا أنهم يمثلون دولة وسلطة تتعامل وتنظر إلى جميع المواطنين بشكل متساوٍ وليس على أسس حزبية ومعايير مناطقية، ويمكن أن نستند في ذلك إلى تصريحات وزراء المشترك الأخيرة في وسائل الإعلام وخاصة وزراء الإعلام وحقوق الإنسان والمالية وآخرين.
منوهاً إلى أن ممارسات وموقف المشترك في حكومة الوفاق قد سببت شرخاً في صميم العلاقة المتناغمة بين أعضاء الحكومة وهو أمر اثر على سير أدائها منذ تعيينها وحتى اليوم..
وأكد الدكتور ناجي أن ما قامت به حكومة الوفاق حتى اليوم من خطوات اقتصادية وسياسية لا يتناسب مع طبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا التي تواجه أزمة مستفحلة في عمق الواقع اليمني وهي بحاجة إلى معالجات وحلول شجاعة وجذرية وليس انصاف حلول..
حكومة مشلولة
وبدوره أكد الدكتور فؤاد الصلاحي- استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء لصحيفة الوحدة- اكد أن الحكومة لم تنجح في شيء وهي حكومة مشلولة لا توجد لديها رؤية ولا تصور لما سيكون عليه الوضع مستقبلاً ولم تستطع أن تخطو عمليا باتجاه حل مشاكل مثل الكهرباء والماء وتقطعات المسلحين، كما أنها لا توجد لديها رؤية لدعم مسار اقتصادي قادم ولا كيفية إعادة هيبة الدولة ومفهوم السيادة في الداخل حتى وصل الأمر بالدولة أن يتنازع مجالها عدة جماعات وتعلن شرعيتها عليها..
متناقضة
اما الدكتور عبدالعزيز الكميم نائب رئيس جامعة عمران فقد قال: تشكلت حكومة الوفاق الوطني طبقاً للمبادرة الخليجية لتكون كما ينبغي وفاقية، ولكنها لم تستطع أن تكون كذلك وظل أعضاؤها من المشترك برئاسة باسندوة يدورون في فلك أحزابهم، يمثلون فيها مصالحها المتناقضة والمتعارضة مع مصلحة الوطن والشعب، وهو ما جعلها حكومة فاشلة وغير قادرة على انجاز شيء ولو كان جزءاً بسيطاً مما هو مطلوب منها..واشار الى ان حالة عدم الأمن والاستقرار تزداد اتساعاً وتطوراً إلى الأسوأ على امتداد مساحة الوطن اليمني وقد عجزت هذه الحكومة حتى على ردع وايقاف من يعتدون على الكهرباء لتصل خدمتها إلى المواطن دون انقطاع وقس على هذا بقية الخدمات الضرورية الملحة للناس، أما الارهاب وقطع الطرقات وانتشار الفوضى في كل مكان فالحكومة حتى اليوم لم تقدم شيئاً في ذلك.