خيرية علي الرداعي -
< انطلاقاً من معرفتنا بحبك للنقد البناء وبغضك للمدح المتسم بالرياء اسمح لي ان اقدم انتقادي اليكم بالنيابة عن كل من احبوك ولم تكن لديهم مصلحة منك بل انهم من المتضررين ممن كانوا حولك، ومع ذلك وقف محبوك إلى جانبك ومازالوا حتى يلقون ربهم، وأني اتحدث الآن من نهج روح الديمقراطية التي أرسيت جذورها فينا وحققتها، فلتعلم ايها الزعيم الغالي اننا طالما حلمنا بلقائك لنريك حقيقة الوضع لا ننكر لك الفضل بعد الله في الأمن الذي عشناه في ظل حكمك الصالح الذي اقمت فيه المشاريع الكبيرة وبنيت البنية التحتية إلا أن فئران السد دخلت اليها وبثت فكرها المريض وحصدت محصولها وهي تتقن لغة التغني بمصلحة الشعب وكما عكرت صفو حكمك بقايا الإنفصاليين وضعاف النفوس حباً في زينة الحياة الدنيا . ياأحب الناس لقلوبنا بعد حب الله والرسول لمَ لم تكن شفافاً معنا؟ لمَ لم تتفقد رعيتك المتضررين من الفسدة المتعطشين للسلطة؟ لمَ امتلأت بطون المفسدين وباتت بطون الكثيرين من الشعب خاوية؟!!
نعم حققت الوحدة وهذا انجاز عظيم وعمل يحبه الله والرسول الكريم ويبغضه عدو البشرية الشيطان الرجيم وكل من سار مساره، وحافظت عليها وفديتها بدمك الزكي، كما بنيت المدارس والجامعات، ولكنها لم تؤهل بأكفاء، واضروا بالعديد من ابناء الوطن جيل الغد ! وأنت تركن اليهم ، ولقد بنيت المستشفيات فتحولت كالمتجر لمن يدفع أكثر ويقتل أسرع! واغلقوا العديد من الأبواب أمام الشباب فلم يجدوا اعمالاً وصاروا لقمة سائغة لبعض الفاسدين؟؟ لمَ تدفأت جيوب بعض المسئولين وصقعت جيوب العديد من عامة الشعب الذين تجرعوا المر لأجلك فقط وتحملوا كل ذلك وغيره طاعة وحباً فيك ومازلنا وتساقطت اوراق الخريف الأرخبيلية لتريحك وتريحنا من نتانتها ودقت ساعة الصفر الآن لبناء ما افسده الفاسدون.
ايها الزعيم إن الغرض من هذا الطرح ليس تقليب دفاتر الماضي لأجل اللوم بل من أجل ان نتلافى ما تبقى والتصدي لكل من سولت له نفسه بالتعاون مع اعداء شعبنا ومحرفي الكلم عن مواضعه والنيل من الإسلام .
فلنسعَ بمنهجك ورؤاك المعروفة المتسمة بالسلمية والترفع عن الصغائر يداً بيد لأجل الأرض الطيبة اليمن ولنبدأ ببث الوعي والإدراك بأهمية حب الوطن وصونه، وحماية منجزاتك من ايادي العابثين ونعمل على اجتثاث الشجرة الملعونة من الأرض الطيبة، لن تثنينا دموع التماسيح مجدداً سلاحنا هو العلم وتكمن الخطوة الأولى لذلك في نشر الوعي والذي هو أصل العلم، الشخص المناسب في المكان المناسب، الشفافية.. نحن معك فاليوم نتقاسم سوياً المعارضة لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل برفاهية الشعب والوطن ولا يكون ذلك إلا بتفعيل قوى الخير والاستفادة ممن يهمهم بناء الوطن وهم كُثر ومادمنا معارضة ضد الشر والدمار فلنا الحق كما للطرف الآخر الحق في رفض ما لا يوافق مصلحة الوطن وإلا فإن فرض الرأي على الآخر منتهى الاستبداد وذلك ما تحررنا منه منذ زمن طويل.
إن قناعتنا بصحة منظورنا تدلل على قوة حجتنا في المطالبة بحقوقنا، الأمر الذي لا يعني استفزاز الطرف الآخر فكلما تعاملنا مع الرأي الآخر بتفهم نستطيع تحييده ومن ثم بلورة المواقف بالشكل المعقول لدى الآخر حتى لا نتحول برؤانا إلى موقع العدو الند.. وبالتأكيد ان قوة يقيننا بقضيتنا الوطنية والتنظيمية تجعل من يخالفنا يعيد حساباته ويرى منا حق المُعتقد قبل أن يرى منا تعصباً ورفضاً للاختلاف ولنتقوى بقول الله تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) صدق الله العظيم.. فاطر:10
طالبة في الدراسات العليا- دكتوراه