لقاء: توفيق الشرعبي -
أكد النائب الدكتور مهدي عبدالسلام- رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عدن- أن الوحدة اليمنية المباركة ستظل من أعظم الأحداث التاريخية التي يفاخر بها اليمنيون..
مشيراً إلى أن اصحاب الدعوات المناوئة لهذا المنجز هم من فقدوا السلطة في الجنوب سابقاً..
ولفت عضو مجلس النواب إلى أن تلك الدعوات تغرد خارج السرب وستنتهي بحل القضايا الحقوقية والاشكالات العالقة..
كما تطرق إلى قضايا مهمة تتعلق بالحزب الاشتراكي واللجان الشعبية وعودة القيادات الجنوبية وغيرها في الحوار التالي:
9 ونحن نحتفل بمرور 22 عاماً على إعادة تحقيق الوحدة المباركة.. كيف تقرأ مستقبلها في ظل تزايد الدعوات بفك الارتباط.. بالفيدرالية.. بتقرير المصير..الخ؟
- في البداية نهنئ فخامة الاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية، والاخ الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- وكافة قيادات وكوادر المؤتمر وحلفائه وأنصاره وجميع أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وبالنسبة لسؤالك عن مستقبل الوحدة فيبشر بخير خصوصاً وأبناء اليمن سيجتمعون في حوار وطني شامل لحل خلافاتهم وإشكالاتهم، وسيزيل كافة الشوائب التي أوصلت البعض الى الحديث عن الوحدة بتهور، وهو حديث له أسبابه التي ستتضح خلال الحوار الوطني الذي نتوقع بل نعول عليه التجاوز بالوطن كل التحديات التي تواجهه اليوم.
أهم شيء
9 هل أنت مع من يدعو الى أن يكون الحوار الوطني تحت سقف الوحدة؟
- بكل تأكيد، ويجب أن يكون الحوار تحت سقف الثوابت الوطنية، لأنه لو كان كذلك فسيستوعب كل الرؤى ووجهات النظر، كون الخطوط العريضة المتحاورون متفقون عليها، وبإمكان الجميع حينها اختيار نوع الحكم المناسب الذي يلبي الطموحات للجميع ويحافظ على وحدتهم وعزهم وقوتهم.
وأهم شيء أن تعالج القضايا العالقة سواءً أكانت مرتبطة بالقضية الجنوبية أم بقضية الحوثيين أو غيرها.. وبعد ذلك سيتفرغ الجميع للتنمية وبناء اليمن الديمقراطي الموحد.
عقد اجتماعي
9 أراك متفائلاً جداً بالحوار الوطني ولكن دعاة الانفصال لا ينظرون له بمنظارك؟
- دعاة الانفصال هم ممن فقدوا السلطة في الجنوب سابقاً، أما أصحاب القضية الجنوبية فلديهم مظالم وحقوق وعندما يُنصَفون في قضاياهم وتحل مشاكلهم فستذوب الدعوات التي اتخذت من مشكلتهم مسوغاً للمطالبة بفك الارتباط.. ما نتمناه من مؤتمر الحوار الوطني حل كل القضايا العالقة في مختلف محافظات الجمهورية وتقديم المعالجات الحقيقية لها بحيث نرسي عقداً اجتماعياً جديداً تشمله العدالة والمساواة وإنهاء المظالم والمعاناة عن الشعب اليمني بأكمله.
الوحدة خيار وحيد
9 عودة القيادات الجنوبية من الخارج هل ستكون داعماً لترسيخ الوحدة أم سنداً للانفصال؟
- من خلال لقائنا ببعض القيادات التي عادت من خارج الوطن أدركنا أن هدفها الاساسي هو الدخول في مؤتمر الحوار الوطني تحت سقف الوحدة اليمنية وعلى أساس أن يعيش الجميع متسامحين ومتصالحين ومساهمين في بناء الوطن.
وإذا كان هناك من سينادي بفك الارتباط فسيجد نفسه يغرد خارج السرب في الوقت الضائع، وخاصة بعد أن أجمع المجتمع الدولي على دعم المبادرة الخليجية التي وضعت كافة الحلول تحت سقف الوحدة اليمنية المباركة.
وأنصح كل من يفكر بخيارات أخرى غير الوحدة أن يراجع نفسه لأنه سيكون هو الخاسر الوحيد، أما الوحدة فستظل فخراً وعزاً لكل يمني.
9 أشرت الى أن المجتمع الدولي يدعم وحدة اليمن من خلال دعمه للمبادرة الخليجية، وهناك من يقول بأن إيران تدعم دعاة الانفصال؟
- أية دولة تقف الى جانب دعاة الانفصال فهي ذات مشروع عدائي لليمن أو للدول المجاورة لها، وهي بدعمهم تسعى لتأجيج الوضع وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الموحد بغرض فرض مشروعها للإضرار بالآخرين.
9 كيف تنظر لقانون العدالة الاجتماعية؟
- أي شيء يؤدي الى لمّ الشمل ورأب الصدع وبث روح التسامح والمحبة يجب أن نقف الى جانبه، وأقترح أن يشمل قانون العدالة الاجتماعية كل الماضي الذي لاتزال تبعاته الى اليوم بيننا، ونرفض أية دعوى لمحاكمة فلان أو علان.. يجب أن يعتذر الكل للكل.
طيّ الماضي
9 كيف تقرأون طلب الحزب الاشتراكي بالاعتذار عن حرب 94م؟
- نحن أبناء المحافظات الجنوبية من يطالب الحزب الاشتراكي بالاعتذار عن 67م حتى يوم الوحدة المباركة عما فعله بأبناء المحافظات الجنوبية وما عانوه من الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي، وعلى هذا الاساس نكون قد تصالحنا لنبدأ خطوة جديدة بعد ما يكون الاعتذار من كل الاطراف وإغلاق الملفات ومآسي الماضي كاملة..
صانع التاريخ
9 هناك من يسعى للإساءة لتاريخ الزعيم علي عبدالله صالح بما فيه تحقيقه للوحدة.. ما ردكم؟
- التاريخ لا يمكن أن يكتبه هؤلاء ولا يمكن أن يستند عليهم، والزعيم علي عبدالله صالح محقق الوحدة وباني نهضة اليمن الحديث لا ينتظر شهادة هؤلاء، فيكفيه منجزاته كأهم شاهد ومنصف.. وكل إساءة لهذا الزعيم اليمني لا تنم عن أخلاق يمنية بل هي دخيلة على شهامة ومروءة الانسان اليمني العظيم الذي لا يبخس الناس أشياءهم، وكل إساءة مردودة على قائلها لأنها نتاج أحقاد وفقدان للمصالح الشخصية.
أما الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- فقد حقق إنجازات وطنية جعلت لليمن مكانة عظيمة بين الأمم.. وها نحن نعيش اليوم مفاخرين الأمم بحكمة الانسان اليمني، وهذا بالتأكيد ما جسده الزعيم علي عبدالله صالح من خلال تنازله عن حقه الدستوري وحقن دماء شعبه وحافظ على وحدة وطنه وفوت الفرصة على المتآمرين والحاقدين ودعاة الانقلابات وأعداء الديمقراطية والتعددية.
لقد تجسدت الحكمة اليمانية في الزعيم علي عبدالله صالح في أعلى مراتبها وشهد له العالم بأسره ولا يمكن لحفنة من «المتهبشين» أن تشوه بأقوالها تاريخ اليمن الناصع الذي نحتفل به اليوم ونحن ندرك وجميعنا في الوطن الموحد أن الزعيم علي عبدالله صالح هو صانع هذا التاريخ..
رصيد نضالي
9 ما المطلوب من المؤتمر الشعبي العام القيام به للحفاظ على المنجز الوحدوي الذي يُحسب له قبل غيره؟
- المؤتمر الشعبي العام تنظيم ذو تاريخ ورصيد نضالي وقائد المنجزات العظيمة في اليمن، وهو قادر على أن يدافع عن وجوده ومنجزاته سواءً أكانت الوحدة أو الديمقراطية أو التعددية السياسية أو المؤسسات، وأن يدافع عن ثقة الشعب به بالوقوف الى جانب هذا الشعب الصامد، فبالشعب استطاع المؤتمر أن يحمي الشرعية الدستورية، وبالصمود الشعبي استطعنا أن نوصل البلد الى 21 فبراير.
وكل من ينتهز اللحظة الراهنة للإساءة الى المؤتمر أو رئيسه أو تاريخه سيجد نفسه محاصراً في الغد من قبل كل الوطنيين الشرفاء، فالشعب اليمني أصبح واعياً تماماً لمن يريد مصلحته ومن يريد الانتقام من الآخرين والسطو على السلطة بمغالطة التاريخ ومخالفة الدستور والاتفاقيات.
وأؤكد أن الذين يسرقون آمال وطموحات الشعب سيجدون أنفسهم معزولين عن تيار الشعب وهو في مجرى التاريخ نحو الغد الأفضل والمستقبل الآمن المزدهر.
ازدادوا تمسكاً
9 كيف تصور لنا مشاعر المؤتمريين في عدن بصفتك رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة بهذه المناسبة الغالية؟
- ما يلاحظ على المؤتمريين في المحافظات الجنوبية خلال الأزمة أنهم ازدادوا تمسكاً بالمؤتمر بل وتوسعت قاعدته، ولم يهرب منه إلا القليل جداً وهم أصحاب المصالح الذاتية، أما الأغلبية فقد تكاتفوا وصمدوا وسوف يصمدون في المستقبل لإيمانهم بمبادئ وأهداف ووسطية ووطنية المؤتمر الذي يمثل رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في بناء اليمن..
ومما لاشك فيه أن احتفالاتهم بالعيد الـ22 لإعادة تحقيق الوحدة يجسدونه في الدفاع عنها والتمسك بها وعدم الإصغاء لأعدائها.
اجتثاث الإرهاب
9 هل تتوقع أن نحتفل بالعيد الوطني الـ22 للجمهورية اليمنية بالتزامن مع التخلص من تنظيم القاعدة في محافظة أبين؟
- تنظيم القاعدة سيخسر بكل تأكيد وسيُهزم شر هزيمة، وبدأت ملامح النصر على هذه الآفة والطاعون الخبيث واضحة في الأفق وعلى الواقع.
وبالتأكيد سنحتفل بكلتا المناسبتين في آن، لأن أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية المدعومة بالإرادة السياسية التي يمثلها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، تشير الى اجتثاث الارهابيين ليس من أبين فقط وإنما من كل مكان في اليمن لهم تواجد فيه.
9 على ذكر اللجان الشعبية هل تتوقع أن تتكاتف هذه اللجان للدفاع عن الوحدة اليمنية ورفض المتآمرين عليها؟
- هذا الصمود البطولي من قبل اللجان الشعبية الى جانب القوات المسلحة والأمن نابع من شعور وطني خالص، وهذا الشعور لا يمكن أن يختلف من قضية الى أخرى من شأنها المساس بسيادة وأمن الوطن ومنجزاته وثوابته وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار.
9 ما الذي تحب أن تضيفه في نهاية هذا اللقاء؟
- أؤكد أن أي خيار غير الوحدة هو خيار الدمار والضياع، فعلى الجميع الالتفاف حول وحدتهم وحول قيادتهم السياسية وأن يعملوا بإخلاص من أجل التسامح والتصالح وإغلاق كافة الملفات، وأدعو كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية الى التمسك بالمبادرة الخليجية والعمل التوافقي على تنفيذها حسب ما هو متفق عليه، وألا يجعلوا اختلافاتهم سبيلاً الى الاحقاد الشخصية وروح الانتقام.
وليعلم الجميع أن التوافق ليس منحة من طرف لآخر، وإنما حل فرضته الأزمة.