استطلاع/ فيصل الحزمي - علماء أفاضل تحدثوا لـ«الميثاق» عن الجريمة الشنعاء الإرهابية التي ارتكبت بجامع النهدين.. مؤكدين ان عمل إرهابي كهذا لم ترتكبه عتاولة التطرف والغلو في كل الديانات..
مشيرين إلى أن ما ارتكب لا يرضاه دين ولا ملة.. فإلى التفاصيل:
كانت البداية مع الشيخ شرف القليصي والذي تحدث بالقول: إن ما حدث في جامع النهدين في أول جمعة رجب من العام الماضي لا يقره شرع ولا دين ولا عقل ولا أخلاق ولا انسانية بأي وجه من الوجوه.. منوهاً الى أن ترويع الآمنين بأعمال الارهاب والتفجير التي تريق الدماء المعصومة وتزهق الارواح ليست من الاسلام في شيء وأن هذا العمل ينم عن أحقاد وضغائن وعداوة وبغضاء ينكرها الشارع الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يرق دماً حراماً»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
وما حدث في جامع الرئاسة في أول جمعة رجب العام الماضي أرق قلوب كثير من المسلمين وقلوب المخلصين من أبناء الوطن لأنه خروج عن الطاعة وشق للصف واستخفاف بالدم المعصوم وانتهاك لحرمة يوم الجمعة ولحرمة صلاة الجمعة وانتهاك لبيت من بيوت الله عز وجل وانتهاك لشهر من أشهر الله الحرم.. كل هذه اجتمعت في ذلك الحادث الارهابي. فهذا العمل ليس لمصلحة أحد على الاطلاق ولم يرتكبه أحد على مر التاريخ الا المجوس الذين لا دين لهم ولا عقيدة، ويذكرنا هذا باغتيال عمر بن الخطاب الخليفة الثاني - رضي الله عنه- الذي اغتيل في المسجد، وكذلك الامام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه- اغتيل في المسجد .. كل هذه الاحداث ترتبط بسلسلة واحدة هي سلسلة المكر والخبث اللذين يصدران من إنسان لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يرقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة.
ونوه الشيخ القليصي الى أن ما حدث في جامع دار الرئاسة العام الماضي في أول يوم من شهر رجب الحرام عمل لم يرتكب مثله اليهود احتراماً للمسجد، والذين عندما اغتالوا الشيخ احمد ياسين- رحمه الله- تركوه حتى خرج من المسجد ثم قاموا باغتياله، ولكن هذا العمل هو ابتلاء للمؤمنين الصادقين قال تعالى: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين» وهذا هو ابتلاء وتمحيص من الله عز وجل لعباده، والذين قضوا أجلهم في ذلك الحادث الارهابي نحسبهم شهداء عند الله تعالى وصدق الله العظيم القائل: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»، وهم ذهبوا الى بيت الله ليؤدوا فريضته.
جريمة بكل المقاييس
< من جانبه قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن جعفر المحضار: إن موقف الشريعة الاسلامية واضح من قتل النفس المحرمة وترويع الآمنين ، وأضاف: ما حدث في جامع دار الرئاسة العام الماضي جريمة بكل المقاييس لاسيما والمستهدف فيها قيادة أمة فهي جريمة لا تكبرها الا التي حصلت في ميدان السبعين الاسبوع الماضي وقتل فيها مائة من الجنود الأبرياء.
ونوه الشيخ بن جعفر الى أن قتل النفس المحرمة لا يجوز شرعاً والله يقول في كتابه: «من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»..
ليس له مبرر
< ويوافقه الرأي الدكتور فرحان الاحمدي استاذ الحديث في كلية التربية - جامعة عدن والذي أكد أن الدين الاسلامي دين واضح يسمو بالنفس البشرية الى أعلى صفات العلو والرفعة.. وأضاف: الشريعة الاسلامية تحرم بأي حال من الأحوال قتل النفس الا بالحق، وما حدث في جامع دار الرئاسة العام الماضي عمل ارهابي لا يرضاه دين ولا ملة.. كما أن ما حدث الاسبوع الماضي في ميدان السبعين عمل إرهابي جبان يندى له الجبين ليس له مبرر ولا يرضاه مؤمن فهو جريمة بكل ما تعنيه الكلمة..
|