إقبال علي عبدالله -
عندما تأسس المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من آب (اغسطس) 1982م كان الزعيم علي عبدالله صالح مؤسس المؤتمر يدرك معاني وأبعاد وأهمية تأسيس هذا التنظيم وصعوبة المرحلة المعقدة التي كانت تعيشها البلاد، وأقصد المحافظات الشمالية والانعكاسات التي كانت في المحافظات الجنوبية نتيجة مرحلة مابعد الاستقلال الوطني من المستعمر البريطاني وهيمنة الموالين للمد الشيوعي آنذاك.. غير أن الزعيم وبقيادته لسفينة الوطن وبإرادة شعبية في السابع عشر من يوليو عام 1978م أدرك ضرورة تأمين البلاد من خلال تأسيس تنظيم يضم كل التيارات السياسية التي كانت فوق السطح أو تحته.. ومعنى تأمين الوطن الوصول الى تحقيق حلم الاحلام في إعادة لحمة الوطن تدشيناً لبناء يمن موحد مزدهر تعاد فيه أمجاد ما كان يعرف به «السعيدة».
وقد استطاع المؤتمر الشعبي العام بقيادة مؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح أن يحقق ما كان يحلم به الشعب شمالاً وجنوباً .. ولعل الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م أهم وأعظم المنجزات التي دخل بها الزعيم التاريخ من أوسع أبوابه مما جعل المؤتمر وعاء لغالبية أبناء الشعب..
نعيد استذكار ذلك- اليوم- ونحن نشاهد ونلمس من بعض قيادات اللقاء المشترك- وخاصة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في الثالث والعشرين من نوفمبر العام المنصرم في العاصمة السعودية الرياض كحل للأزمة السياسية المفتعلة من قبل المشترك والتي كادت أن تدخل البلاد والعباد في حرب أهلية - لا سمح الله- أنه منذ التوقيع على المبادرة والتي وافق عليها بل صنعها المؤتمر الشعبي ، اعتقد بعض قيادات المشترك وشركائهم أن المؤتمر شاخ وها هو اليوم يسلم السلطة التي ما طمح يوماً بها بل جاءت إليه بإرادة وإجماع شعبي عبر صناديق الاقتراع وليس بالقوة المسلحة كما فعلت وبغباء سياسي أحزاب المشترك إبان الأزمة العام الماضي.. شطحت الأفكار المريضة لهؤلاء السياسيين الذين لم يستوعبوا جيداً تاريخ ونضال ومسيرة المؤتمر الشعبي العام وما حققه للوطن من إنجازات لو عاشوا مئات السنين ما استطاعوا تحقيقها..
نشاهد ونلمس اليوم الكثير من الممارسات الغبية لمن أدخلتهم المبادرة السلطة ولم يأتوا بإرادة الشعب ولا صناديق الانتخابات، فعمد وزراء المشترك في حكومة باسندوة إلى إقصاء الكثير من كوادر وقيادات وسطية في المؤتمر بصورة انتقامية وإظهار أنهم «وزراء» وهم في حقيقة الأمر، مجموعة ممن فشلوا في حياتهم العملية وحتى السياسية سابقاً.. كما عمل المشترك وشركاؤه على استخدام مليشياته المسلحة من عناصر حزب الاصلاح وتنظيم القاعدة الارهابي في محاولات متكررة لتخريب مقرات المؤتمر وتهديد قياداته بالتصفية معتقدين أنه لا يستطيع الرد على تلك الممارسات الغبية.. إن سوء قراءة المشترك للواقع تدفعنا اليوم الى تذكيره بعظمة وشموخ المؤتمر وحنكة الزعيم وقيادته للوطن.