عبدالله الصعفاني -
والله عشنا وشفنا..
حتى قبل اعلان الوحدة المباركة لم يكن هناك من يجاهر في العداء للوحدة اليمنية إلاّ في سياق الحديث عن توفير المناخ أو تجهيز الملعب.
اليوم وبقوة دفع التنافر السياسي وتنامي مشاكل ثنائية الاقتصاد والأمن صار عندنا من يطرح مطلب فك الإرتباط بوقاحة مستغلاً حالة انعدام الوزن التي مرت بها البلاد لعام ونصف العام..
وساعد على هذه الجرأة في الطرح إحساس كل ناقم على وحدة الوطن اليمني بأن هذه أيامه للإنتصار لأحلام التشظي وإعادة ساعة التاريخ للوراء.
والمؤسف أن من يفترض فيهم التصدي لدعوات التشظي تحت مسميات تمزيقية مظهرها ناعم وحقيقتها العذاب لايسجلون من المواقف أكبر من السكوت الراضي أو الممانعة الخجولة حتى يتجنبوا الإتهام بأنهم ليسوا ثوريين كما يجب..
وحول هذه القضية وغيرها من قضايا الثوابت الوطنية فإننا في هذه البلاد «واقعين» تحت ضغط نفاق متبادل.. نخب سياسية تنافق المجاميع الانفصالية ومجاميع من المواطنين اكتشفوا عجز مؤسسات الدولة في إيصال خيرات الوحدة الى الناس ليس بمعنى أحاديث الطريق والشارع والمدرسة وبعض الخدمات وإنما لم يلمسوا انعكاساً لخير الوحدة على حياتهم المعيشية ومتطلبات أولادهم.. عزز ذلك أخطاء تمثلت في تعيين أشخاص لم يكونوا أمناء ولم يكونوا أقوياء.
هذا الحال الذي صرنا فيه نرى فيه الصوت التمزيقي مرتفعاً وسط حالة لافتة من النفاق السياسي يغفل العواقب القريبة والبعيدة للسير بعيداً بالمشاريع الصغيرة على حساب مشروعنا اليمني الذي يجب ان نكتبه وننفذه تحت سقف الوحدة وأن تكون أبرز ملامحه الإيمان بأن اليمن يتسع للجميع وان العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية هي أساس أي حديث عن الشراكة في الوطن.
لا أريد الدخول إلى نوايا من يخططون للانفصال لكن لغتهم تكشف عما في قلوبهم وكثير مما يقولونه مسيئ.. والأسوأ منهم أن كثيراً ممن حسبناهم وحدويين صاروا يتمادون في التواطؤ والاصطلاء في نيران القفز الى المجهول دونما طلب من الله ان يرزقنا تغليب الحوار المثمر وفق رؤية صائبة وغير حاقدة.. مدركة أن البناء على أرتال الكذب هو بناء معرض للدمار ولو بعد حين..!