الشيخ موسى المعافى -
< عندما أسافِرُ من محافظة إلى محافظة ومن مدينة الى مدينة وأمر على مراكز التفتيش والنقاط العسكرية وعندما أتوقف كغيري من أبناء هذا الوطن الجميل ليقوم الأسود بأداء واجبهم المقدس.. وأثناء تلك الاستراحة.. أجد أولئك الأبطال الأشاوس يختطفون بصري ويأسرون إعجابي واحترامي وحبي وتقديري.. وتطلق الحقيقة فاها مخاطبة بنات أفكاري بلسان عربي مُبين قائلة:إنهم أرباب العيون الساهرة والعزائم الفولاذية القاهرة والمكارم والشمائل الآسرة.. والإرادة القوية القادرة.. والنفوس الأبية الطاهرة.. والوطنية المبينة الظاهرة.. إنهم مَنْ ننامُ ولا ينامون.. ونستريح ولا يستريحون.. ونشبع ولا يشبعون.. ولأجل أن نعيش السكينة مع أهلنا وذوينا، لأهلهم وذويهم يفارقون.. إنهم أسودُ اليمن وحُماتُها.. وحراسها وبُناتُها.. وحفاظها ورعاتها..
إنهم سياج اليمن المنيع وسر جمالها الآسر البديع.. وانهم لصحتها القوية في ساعة كل خطبٍ مُريع.. وانهم رجالٌ ومن أصلاب الرجال.. وأبطالٌ تالله من أبطال.. وأسودٌ تشيد بشجاعتهم وبأسهم الشديد ميادين النزال.. وساحات القتال..
وبمجردِ أن يقع نظرك عليهم أينما كانوا تجد لسانك يُتمتم قائلاً: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه...»..
نعم.. إنهم أسودنا وصقورنا أبناء القوات المسلحة والأمن وقياداتهم العسكرية والأمنية.. تلك القيادات الأبية .. الوفية.. المحنكة.. المخضرمة.. القوية الشجاعة.. بوفائهم المنقطع النظير للوطن وكل أبناء الوطن استتب أمننا وأماننا.. وازدهرت محافظاتنا وتعلمت أجيالنا.. وحُفظت مقدراتنا ومنجزاتنا.. واستبانت حريتنا وديمقراطيتنا وزالت متاعبنا وأوجاعنا وولى الى غير رجعة جهلنا وفقرنا ومرضنا.. نعم والله فما كان لعجلة التنمية أن تبدع في دورانها الا في ظل الأمن والأمان.. فالأمن والأمان قبل الإيمان ولقد أبدع هؤلاء الأبطال في تجسيد الأمن والأمان ولأجل أمن الوطن ومواطنيه أرخص هؤلاء الأسود دماءهم.. ونذروا أرواحهم..و قدموا اجسادهم وجماجمهم.. وفارقوا لذيذ نومهم.. وشهي مأكلهم ومشربهم.. وهجروا أحبابهم.. وأبوا إلا الرباط في سبيل الله دفاعاً عن أمن الوطن ومواطنيه.. ولا أظن أن واحداً من القراء الكرام سيختلف معي فيما كتبته بهذه السطور عن أسودنا في القوات المسلحة والأمن.. وإن حدث وخالفني أحدٌ.. فلا ولن أشك أبداً في أنّ ضميره اليماني الأصيل يسهُب مؤيداً لما كتبتُ وناصراً لما رأيت في هذه الأسطر وسيطلق تساؤلاته ولكأنها طلقات حارقة محرقة.. خارقة مخترقة تنالُ من قلب من عارضني الرأي، فأنكر حقيقة الوفاء والولاء الذي تمتع به أسودنا في القوات المسلحة والأمن قائلاً بتلك التساؤلات: أليس هؤلاء الذين دحروا فلول الانفصال.. أليس هؤلاء الذين لننام كم وكم سهروا؟ ولنأمن على أنفسنا وأهالينا وأموالنا كم وكم خافوا؟ ولنعيش في أوطاننا آمنين كم وكم ماتوا؟ ولنرتاح كم وكم تعبوا؟ أليس هؤلاء الذين يوم نختبئ من طلقات الموت الغادرة الحاقدة.. نراهم ولأجلنا بكل شجاعة الى الموت يخرجون؟ ولرصاصاته وقذائفه يواجهون؟ ولكاساته ودونما خوفٍ يشربون؟ أليس هؤلاء الذين بينما تنشغل الاحزاب وقياداتها بالتسابق على كراسي السلطة والوصول الى الحكم.. نراهم بمحارية الارهاب وتدمير أوكاره ينشغلون؟ ولبلادنا من أنصارالشر ودعاته يطهّرون؟
ولدماء الأبرياء من أبناء وطننا يثأرون؟ وفي مواقع الشرف والبطولة حتى في الأعياد والعطل الرسمية يرابطون؟ وبعد كل هذا.. أفلا ترى أن هؤلاء لشكرنا وتقديرنا وحبنا واحترامنا يستحقون؟.... يا صاحبي يا أيها اليماني العظيم اتق الله واشكر لذوي الوفاء وفاءهم.. ولذوي الاحسان إحسانهم.. ولذوي الصمود صمودهم.. ولذوي الثبات أمام أعاصير البغي والطغيان ثباتهم.. اشكرهم وارفع رأسك افتخاراً بهم، فمن لا يشكر الناس على إحسانهم لا يشكر رب الناس على إحسانه..»..
لاشك أن أكبر البراهين الساطعة على أنّ أبطالنا الأشاوس في القوات المسلحة والأمن يمثلون سداً منيعاً يحول بين أعداء أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه.. ويحول بين المجرمين الضالين الارهابيين الظلاميين الدمويين وبين ما يبتغون من الشر المستطير والضر الكبير بوطننا الغالي وبأمته المؤمنة.. وان استهداف الابطال الاشاوس والغدر بهم أثناء قيامهم بواجبهم المقدس والاسراف في قتلهم بوحشية لا ترضي الله ولا رسوله ولا سائر عباد الله المؤمنين..
شهداء النهدين.. شهداء النقاط العسكرية بأبين وحضرموت وشبوة ولحج والضالع ومكيراس.. وفي نهم وأرحب.. شهداء ميدان السبعين.. والغدر بفقيد الامن والامان والسلام اللواء سالم علي قطن رحمة الله عليه وعلى من لقي ربه بصحبته وعلى كل الشهداء الأبرار الذين أراد الله أن يجعل من استشهادهم فوزاً عظيماً لهم وخسائر فادحة لعدو الله وعدو الوطن وأمنه واستقراره وعدوهم.
فقد أحرقوا قلوب الارهابيين والمجرمين وألبسوهم ثياب الذل والانكسار، فلم يجد هؤلاء المجرمون وسيلة للانتقام الا أن يغدروا بهم ويأتوهم من خلف ظهورهم.. ولئن رحل قطن الى جوارالملك العدل سبحانه وتعالى.. ولئن رحل الابطال قبله وبعده إلى جوار ربهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولإن رحل قطن فإن هناك مليون «قطن» وان رحل بطل فإن هناك 25 مليون «بطل» ستظل قاماتهم شامخة وعزائمهم فولاذية وبأسهم شديداً وعيونهم لا تغفو ولا تنام يرددون : «لا نامت أعين الجبناء.. لا نامت أعين الجبناء».. وإنَّا لهم بالمرصاد..