عبدالله الصعفاني -
في بلد يماني كل هذا العدد من المتاعب السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشية لا يستطيع أي طرف أو تكتل سياسي تحمل قيادته بمفرده..
۹ وسواء وصل هذا الطرف أو ذاك الى السلطة بالانتخابات أو بالتسويات أو حتى قوة الأمر الواقع فإنه لا يستغني بالمطلق عن جهود الأطراف الأخرى.
وأية فرحة بانتقال جزئي أو حتى كلي للسلطة فرحة متبوعة بالأعباء الثقيلة..
۹ متاعبنا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ذات خصوصية فعلاً لكن العبور الى الأمان يحتاج أن يغادر الجميع جزر «السكرة» إلى فضاء الفكرة.. والانتقال الى حوار مسؤول وجاد يأخذ في الاعتبار المخاطر القائمة وتحدي البناء المستقبلي ويفتح صفحة جديدة غير مشدودة الى ملفات الماضي المؤلم.
۹ وهنا يجدر القول بأهمية مغادرة مزاد الفوضى وحفلات الكيد وسرادقات التكاذب.. فالحيلة هي في الانتصار لليمن والحيلة هي ترك الحيل.. وحتى والسياسي اليمني أكثر كسلاً وأشد جدلاً لا مفر من إدراك أن الوطن أمانة في أعناق الجميع وأن رأس الحكمة مخافة الله.
وهي خصوصية فرضتها نسبة الفقر والنمو المتسارع للسكان وزيادة رقعة الأمية وكل هذه القطع من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة.. فضلاً عن هذا التصدع في الجدار السياسي الذي تتصدر إفرازاته المؤلمة ما لحق بالمؤسسة العسكرية والأمنية من الانقسام وهي- مع الأسف- نقطة سلبية كان يمكن أن تدفع بالبلاد الى أتون صراع لا يرضاه الله ولا يقبله عاقل.
۹ والحق أن المبادرة الخليجية مثلت طوق نجاة لمغادرة شرانق الأزمة.