موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 16-يوليو-2012
حــاوره: عارف الشرجبي -
< قال الدكتور قاسم سلام رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي إن يوم السابع عشر من يوليو سيظل يوماً تاريخياً، حيث شكل بوابة العبور الى يوم تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 90، وأضاف: أنه مهما حاول البعض التقليل من أهمية هذا اليوم فلن يستطيع لأنه محفور في وجدان وفكر كل الشرفاء من أبناء الوطن ومسجل في أنصع صفحات التاريخ. ودعا أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية الى الدخول في الحوار الوطني المقبل بروح المسؤولية الوطنية من أجل بناء اليمن وتجنيبها ويلات الانقسام والتشظي .. فإلى نص الحوار:
< بنظركم ما مدلولات الاحتفاء بمناسبة 17 يوليو وما مثلته من أهمية في التاريخ اليمني المعاصر؟
- لاشك أن يوم السابع عشر من يوليو 1978م قد شكل نقلة نوعية في التاريخ اليمني وخلق مناخات جديدة مليئة بالحيوية والعطاء والتنمية، ولذا فقد كان هذا اليوم تاريخياً في حياة كل اليمنيين حيث تم إجراء أول عملية انتخابية لرئيس الجمهورية وهو الزعيم علي عبدالله صالح عبر مجلس الشعب التأسيسي.. قبل هذا اليوم كانت اليمن تعيش حالة من الارباك والفوضى وعدم الاستقرار بل مليئاً بالتخوفات لدى أفراد الشعب وذوي الاهتمام والتوجهات الحزبية والسياسية في الساحة خاصة بعد أن تم اغتيال ثلاثة رؤساء خلال عام واحد وهو ما أعطى اليمنيين قناعة بضرورة اختيار رئيس يستطيع قيادة المرحلة ويجنب اليمن مزيداً من الدماء من أجل السلطة، فكان انتخاب الزعيم علي عبدالله صالح الذي أثبت أنه الأقدر على حكم اليمن في ذلك الظرف العصيب المليء بالألغام والصراعات، وقد كان هناك وجهات نظر متعددة حول هذا الامر وهو ما عبر عنها الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في مذكراته، حيث قال: إن هناك نقداً للمرحلة السابقة وصفها بأنها حكم العسكر وانتهاء الحكم المدني الذي كان يمثله القاضي عبدالرحمن الارياني، وقال الشيخ عبدالله: إنه لابد أن يعود الحكم من العسكر الى الحكم المدني كمدخل لتصحيح ما حدث للقاضي الارياني عندما تم اقصاؤه، وبعد مقتل الرئيس الغشمي بتلك الطريقة كانت الظروف قد تشعبت بظهور شاب محنك متطلع ومليء بالحيوية والوطنية وهو علي عبدالله صالح الذي رفض السلطة رغم إصرار معظم المشائخ والقيادات المدنية والعسكرية عليه لتولي السلطة الا أنه أصر على الرفض الا إذا تم انتخابه من قبل ممثلي الشعب في مجلس الشعب التأسيسي وقد قال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر: رغم التردد الا أن الرئيس علي عبدالله صالح أثبت أنه الأجدر رغم تردد البعض على ترشيحه، فقد تمكن الرئيس علي عبدالله صالح بحنكته وحكمته من كسب تأييد كل القيادات بمن فيهم أصحاب الرتب الكبيرة وهذه للشيخ عبدالله-رحمه الله- أكد أن يوم السابع عشر من يوليو كان ميلاد شعب وميلاد قائد عظيم.
< بعد انتخاب الزعيم عام 1978م.. ما الاولويات التي بدأ بها لتحقيق تطلعات الشعب؟
- لقد دخل الرئيس علي عبدالله صالح بعد تحمله مسؤولية الحكم في مرحلة من التحدي الكبير مع مخلفات الماضي ومعيقات المستقبل وكان أول ما قام به هو انهاء عملية التخريب والاقتتال في المناطق الوسطى وايضاً مواجهة الحزب الاشتراكي الذي كان يدعم الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى، وكان يرى أن الحوار والنهج الديمقراطي هو الوسيلة المثلى لحل أي إشكاليات في الساحة من أجل التفرغ لبناء الوطن وتنميته على أسس علمية، فقد كان يؤمن انه لا تنمية بدون استقرار وأمن ولا أمن واستقرار دون أن يكون هناك حوار بين الأطراف السياسية في الساحة، ولذلك سعى من خلال الحوار الذي ضم كل ألوان الطيف السياسي والقوى السياسية والشخصيات الاجتماعية في الساحة الى إنشاء المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس 1982م وكان هذا التنظيم الوليد حينها هو حزب الاحزاب والاطار العام الذي يجمعها ويوحد جهودها لخدمة البلاد وعند قراءة نقاط ومضامين الميثاق الوطني نجد أنه يعبر عن كل الفصائل والاحزاب المنضوية في المؤتمر، ولذا يعد الميثاق الوطني الوثيقة والبرنامج الوحيد المجمع عليه من كل الاحزاب في الساحة الدينية والماركسية والقومية والبعثية والليبرالية، وقد أجمع عليه ايضاً من قبل الشعب عندما تم الاستفتاء عليه وإقراره، وبذلك يمكن القول إنه دستور حزب كل اليمنيين، فقد كان الميثاق فعلاً يمكن القول إنه دستور حزب كل اليمنيين فقد كان الميثاق فعلاً دستوراً وبرنامج عمل ومنهجاً سياسياً واقتصادياً وتربوياً وثقافياً لأن صياغته تمت من قبل لجنة مكونة من 51 شخصاً يمتلكون رصيداً وخبرة كبيرة في العمل السياسي ومختلف مناهج الحياة، ويمكنني القول ان الرئيس علي عبدالله صالح عندما تسلم الحكم شعر إنه رئيس لكل اليمنيين وليس لحزب معين أو قبيلة معينة أو فئة بعينها، بل ووصل لقناعة أن عليه مهمة تاريخية ومسؤولية وطنية أول حلقاتها هي تحقيق الامن والاستقرار والرخاء لكل فرد في المجتمع، ولذلك سعى الرئيس لتحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة لأنه كان يدرك بحسه العربي الاصيل والقومي المتقد.
هذه أهم الملامح التي سار عليها الزعيم علي عبدالله صالح منذ بداية حكمه حتى سلم الحكم للاخ المشير عبدربه منصور هادي، ولذلك عمل على إسكات صوت المدافع والرصاص وأعمل صوت العقل والحوار، ولذا شاهدنا ذلك الالتفاف الكبير حوله من قبل الجميع رغم اختلاف التوجهات.. إذاً يوم السابع عشر من يوليو هو البوابة الكبيرة التي دخلت منها اليمن الى 30 من نوفمبر 1989م و22 مايو 90، فلو لم يكن الزعيم صاحب مشروع وطني لما توحدت اليمن، ولذلك علينا أن ندرس تجربته في إدارة البلد خلال 33 عاماً ونستفيد منها بعيداً عن التحسس والمكايدة والحسابات الضيقة ولغة التخندق.
وحدوي بطبعه
< أشرت الى أن الزعيم علي عبدالله صالح كان ولازال يحمل مشروعاً وطنياً وحدوياً، ولذلك نجح فيما تحمل المسؤولية خلال فترة حكمه؟
- فعلاً ولا أبالغ إذا قلت إن علي عبدالله صالح كان ومازال يحمل بداخله روح الانسان البسيط الذي سكن داخله الوطن والمواطن فسعى لتحقيق تطلعاته وهنا اتذكر ما قاله الدكتور الكبير عبدالعزيز المقالح الذي عبر أصدق تعبير عن هذه الحالة التي اتحدث عنها حيث قال: إن المواطن اليمني وحدوي بطبعه والرئيس علي عبدالله صالح لو لم يكن وحدوياً بطبعه لما سعى للحوار وجمع الناس واتجه بهم نحو تحقيق مصالح الوطن العليا، فالذي يضعف ولاؤه لوطنه تنبعث روائح التبعية لأعداء الوطن.
وكان المقالح يقول إن الرئيس علي عبدالله صالح عندما دعا للحوار الوطني كان يناضل من أجل الأمة العربية.. إن ما طفى على السطح هذه الأيام من أقوال عابرة لبعض الاشخاص تسيئ الى مقام الوحدة ما هي الا ردود فعل غاضب لا تعكس ما في الاعماق من أخلاق وولاء للوطن الذي كان منذ الأزل وسيظل الى الأبد واحداً رغم ما اعتوره من فترات سابقة.
أقول لقد دعا الرئيس علي عبدالله صالح منذ تسلم الحكم في 17 يوليو 1978م الى الاحتكام لصوت العقل والابتعاد عن روح الانتقام.
كوبا الجزيرة
< إلى أي مدى أثر الاستقرار السياسي والامني الذي تحقق في اليمن بعد 17 يوليو 1978م على أمن المنطقة؟
- استطيع القول انه بعد تحقيق وحدة اليمن انتهى شعار اليمن كوبا الجزيرة، وهذا الشعار كان مقلقاً للعديد من دول المنطقة سواء ما كان يتعلق بالثورة الشعبية في عمان أو البحرين أو الحركة الثلاثية التي كانت في الجزيرة بشكل عام، ولذلك فالوحدة اليمنية امتصت ثلاثة أرباع المخاطر التي كانت تهدد الجزيرة العربية والخليج ولكن مسار الوحدة وخاصة محاولة الانفصال في 1994م اعادت حالة الرعب من جديد التي كانت ستجعل جنوب الوطن بؤرة توتر جديدة على المستوى الاقليمي والدولي وما دار في أبين ولحج وشبوة الآن من خلال الارهاب والذي امتد الى صنعاء قد يرشح امتداده الى دول الجوار، إذاً الحوار السلمي الذي تعزز بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة أعطى التجربة اليمنية ميزة ورسالة واضحة لكل العرب وخاصة دول الجوار مفادها: أن ترسيخ الامن والاستقرار في اليمن سينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام وسيمنع تسرب الارهاب الى تلك المناطق المرشحة لأن يكون الارهاب مرسوماً في خارطة اللعبة الدولية أنها تكون مناطق توتر لمزيد من استغلالها وابتزازها من الشركات المصنعة للاسلحة أو الشركات التي تلعب على توتير الخلافات داخل الاقطار العربية والتي تلعب الحركة الصهيونية العالمية دوراً أساسياً فيها، وقد قال الرسول الكريم بما معناه أن العرب لن يُغلبوا الا من داخلهم، وهذا ما نخشاه إن تم توظيفهم وتسخيرهم لضرب بعضهم البعض، ولهذا يمكن القول إن فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح قد حققت قدراً كبيراً من الاستقرار لليمن والمنطقة، وكانت اليمن صمام أمان للجزيرة والخليج، ولكن ما حدث في العامين الماضيين من توترات وأزمة حادة وعملية التخندق والتمترس والعودة الى القبيلة والعشيرة في مواجهة الدولة أو قيام البعض برفع شعار الحاكمية لله في الارض لاشك أنه قد عمل على إيجاد مدخل حقيقي لتحول الجماعة المطالبة بالحاكمية لله في عملية التشريع الى جماعة ارهابية وخنادق للقتل وهذا الامر سيحول المنطقة الى برميل بارود.
< بعد أن سلم الزعيم السلطة.. ما المطلوب منه في خدمة الوطن؟
- مازال رئيساً للمؤتمر الشعبي العام ولاشك أن لديه برنامجاً عملياً يُـقدّم على طاولة الحوار الوطني ومن خلاله يستمر في عطائه للوطن من خلال حزبه، وفي تصوري أن الزعيم علي عبدالله صالح يملك رؤية وطنية للخروج بالوطن من هذه المحنة إذا تكاملت جهوده مع جهود الآخرين في الساحة، ولاشك أنه الآن يقود عملية سياسية فكرية داخل الساحة ترتكز على الدستور والقوانين.. والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن 2014 وهذا هو المطلوب من الزعيم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وكل الخيرين للخروج من النفق الذي يحاول البعض زج اليمن داخله من خلال توظيف الارهاب.. واتمنى على الجميع أن يعيد حساباته سواء أكانوا أحزاباً أو مراكز قوى داخلية أو خارجية كون الارهاب عالمياً وعلى المؤتمر الشعبي العام باعتباره أكبر حزب سياسي في الساحة أن يضطلع بدوره بما لديه من خبرة متراكمة ويشكل مرجعية لبقية الاحزاب والقوى الوطنية في الساحة كما هي عادة الاحزاب الكبيرة في العالم.
«هادي»و «صالح»
< كيف تُـقيّم علاقة الزعيم علي عبدالله صالح بالرئيس عبدربه منصور هادي في الوقت الراهن؟
- من خلال تجربتي معهما كنت أشاهد أن العلاقة تكاملية بينهما ولم ألمس أي شيء سلبي على الاطلاق، واعتقد أن ثمانية عشر عاماً من علاقتهما ببعض كانت كفيلة بأن تعزز كل عوامل الثقة والمودة المتبادلة بينهما وهما ايضاً يمتلكان صفات حسنة استثنائية تجعل كل من يتعامل معهما يجزم أن هذه العلاقة تتعزز كل يوم وإذا كان بالأمس هذا الرئيس وذاك نائبه في الدولة والحزب واليوم إذا حدث تبادل بعض المواقع، فتلك حالة حضارية رائعة لأن التبادل كان بالاتفاق وقناعة وليس بالانقلاب العسكري ولا بتمرد داخلي، وهذا التبادل كان نتيجة طبيعية لإيمان الزعيم علي عبدالله صالح بالتداول السلمي للسلطة وهو من أسس هذا النهج وايضاً الرئيس عبدربه منصور هادي كان دائماً يطرح فكرة التداول السلمي الشفاف للسلطة وما يحز في النفس أن هناك اليوم من يحاول تصوير أن هناك تبايناً في وجهة نظر القائدين، وهذا الطرح يأتي من قبل الحاقدين عليهما وعلى الوطن، وهؤلاء واهمون بأنهم سوف يشاهدون العصا تنكسر وقد تناسى الواهمون انهما يتمتعان بحكمة وذكاء وحنكة كبيرة وقادران على تفويت هذه الألاعيب التي يحيكها من يريدون الاصطياد في المياه العكرة، ولابد أن أذكّر الجميع ان الرجلين قد تكافلاً في أكثر من مهمة وطنية سواء في أزمة الانفصال أو مواجهة الفوضى الخلاقة أو الأزمة التي اندلعت مطلع العام الماضي 2011 وعلى الذين يريدون أن يلعبوا بهذه الورقة الخاسرة أقول لهم بأن النار سوف تحرقهم.
< كيف ينظر الدكتور قاسم سلام السياسي والوزير الى مستوى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها على أرض الواقع؟
- اعتقد أن بعض المشاركين بتنفيذها فهموها فهماً خاطئاً، فالبعض يرى أنها جاءت عصا غليظة لجلد المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أو أنها انقلاب بدون عسكر ودبابات بينما المبادرة شكلت حمامة سلام داخل المجتمع اليمني وجاءت الآلية لتنظم لهذه الحمامة كيف ترفرف وتنشر السلام والامن في الوطن.. هذه المبادرة عززها قرار مجلس الامن 2014 الذي أكد على الأمن والاستقرار والوحدة اليمنية وبالتالي أي تفسير لبنودها خارج الفهم الموضوعي المنفتح سيكون تفسيراً قسرياً وكأنه يريد إجبار الطرف الآخر أن يسلم بما يفسره هذا الطرف سواء مايتعلق بالقرارات أو الخطوات التي يتخذها.. المبادرة أكدت على أهمية وجود حكومة وفاق وتزيل من الأذهان القصور لفهم الوفاق وليس من مهمتها فتح جدل عقيم وبيزنطي ، وعلى الحكومة أن تضع لنفسها برنامجاً تحدد فيه الأولويات في الأمن والاستقرار غذاء وماء وكهرباء، ويجب عليها أن تطوع نفسها لخدمة القضايا التي تهم المواطن وبعدها يأتي دورها في القضايا الكبيرة.
بلسم يضمد الجراح
< يقال إن سبب فشل الحكومة انقسامها على نفسها وقد ظهر ذلك في عدم إقرار قانون العدالة الانتقالية؟
- الحكومة لم تفشل ولكن هناك عوائق وهي تسير ببطء لتباين في وجهات النظر، فهذه ظاهرة صحية، وإذا كان هناك إخفاق في بعض الأمور فبسبب عدم فهم البعض لطبيعة عمل حكومات الوفاق، أما فيما يتعلق بقانون العدالة ورفعه للأخ الرئيس فهذا بسبب عدم فهم وزير الشؤون القانونية لطبيعة قانون العدالة ومهمته والغرض منه، وأنا شخصياً لست ضد قانون العدالة كما يحاول البعض تصوير ذلك، فأنا لم أكن يوماً جزءاً من السلطة لا في شمال الوطن ولا جنوبه، ولم يكن لدي مليشيات مسلحة متهمة بارتكاب أعمال عنف ولن أقصي أحداً لا بالسلم ولا بالسلاح، كما حدث قبل الوحدة في جنوب الوطن .. فلماذا سأخاف من قانون العدالة الانتقالية، على العكس أنا مع القانون ومن يقل عكس ذلك أو يصور أن المؤتمر وحلفاءه ضد قانون العدالة الانتقالية مهرج وجاهل ويكذب على نفسه وعلى الآخرين، ولابد أن أشير الى أن على وزير الشؤون القانونية أن لا يتعامل بأسلوب الآمر الناهي ويأتي بقانون يريد فرضه علينا بالقوة وهو قانون لا يتوافق مع مفهوم العدالة الانتقالية، ولابد أن يتوافق الناس وشركاء الحياة السياسية عليه بكل فقراته بما يجعل منه علاجاً شافياً وبلسماً يضمد الجراح وينقل الناس نقلة نوعية الى مجتمع جديد خالٍ من الجروح والمكايدة والانتقام ولابد أن يكون القانون معالجاً لكل القضايا ومنصفاً لمن تعرض للظلم ويستحقون تعويضاً مادياً ومعنوياً، للأسف الشديد هناك من يريد تكييف القانون لجعله مدخلاً للمشرحة أو مسلخاً وهذا الامر هو ما ننبه من خطورته ونسعى لعدم حدوثه.
قيم العدل والحرية
< ألا تعتقد أن هناك من يحاول إظهار المؤتمر وحلفائه أمام الأمم المتحدة بأنهم ضد صدور القانون؟
- هناك من يريد استعجال الامور ويسلخها سلخاً ويدفع بها للهاوية، وهذا القانون أو قانون حقوق الانسان لا اعتقد أنه يوجد من يختلف مع وجود قانون حقوق الانسان أو قانون العدالة الانتقالية على الاطلاق، لكن كيف نخرج القانون لما ينفع الناس وليس لما يمزق النسيج الاجتماعي بين أوساط المجتمع الواحد، والذين يلوحون بالعصا الغليظة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ويرهبونا بها عليهم أن يدركوا أن اليمن دولة ذات سيادة وأن لدينا دستوراً وقوانين نافذة يجب أن تحترم، أما مسألة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان فنحن معها لكن يجب أن لا يعتبرها البعض كالعصا الغليظة المسلطة على الرقاب لتمرير ما يريد.
تختزل الزمن
< يجري حالياً الإعداد والتهيئة لإجراء الحوار الوطني .. ما تصورك للحوار القادم وهل لجنة التواصل نجحت في عملها حتى الآن؟
- هناك خلاف حول عمل وأداء لجنة الحوار وايضاً حول قوامها .. هناك أحزاب ومكونات تتذمر لعدم تمثيلها في لجنة الإعداد للحوار وهناك أطراف تطالب بتمثيل أعلى وهكذا، ولذلك لابد من الاستماع للجميع والسماح لهم بالمشاركة بالحد المعقول الذي يساعد على إنجاح الحوار ولا يعيقه شريطة أن يكون هناك سقف للحوار وضوابط يلتزم بها الجميع بدلاً من ترك الباب مفتوحاً لمن يطرح ما يريد وبالتالي يضع فرقعات تحت طاولة الحوار ومن ثم فشله، ولذلك لابد أن يكون الحوار منضبطاً بالمبادرة وآليتها وايضاً بالقرار الأممي رقم 2014 والدستور.
ما نريده هو تقريب وجهات النظر بين كل فرقاء العمل.. أما فيما يتعلق بعمل لجنة التواصل علينا أن ندرك أن طريقها وعر وصعب ولذا يجب أن لا يتطلب منها أن تختزل الزمن وتطوي المسافات فوق حدود الواقع ولكن يجب عليها ان تخلص في عملها لله ثم للوطن وأن يبتعد الجميع عن المكايدة وتصيد الأخطاء.
سينصفه التاريخ
< كيف تنظر لتعامل الزعيم مع الأزمة السياسية منذ بدايتها العام الماضي حتى الآن؟
- بشهادة معظم القادة العرب وعلى مستوى العالم يشهدون بأن الزعيم علي عبدالله صالح كان حكيماً وشجاعاً في اتخاذ قراراته ويؤكدون أنه كان متسامحاً يقبل بالآخرين مهما اختلفوا معه وقدم الكثير من التنازلات وجسد حديث الرسول الكريم حين قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».. الرئيس احتكم للعقل والمنطق وغلب مصلحة الوطن على كل المصالح، العالم يدرك أن المبادرة الخليجية لم تختلف كثيراً عن المبادرة التي تقدم بها الزعيم في بداية الأزمة فهو أول من دعا الى انتخابات رئاسية مبكرة، ودعا الى تشكيل حكومة وفاق وطني ولكن لم يستجب لذلك الطرف الآخر، وعلى كل الاخ الزعيم ليس بحاجة لمن يعترف له بما صنعه لوطنه لأنه يدرك أن التاريخ هو من سينصفه.
< هناك من يطرح بضرورة رحيل عشرة أشخاص عن اليمن لحل الأزمة.. ما تعليقكم؟
- من يطرح فكرة الرحيل إنما يعبر عن عجزه عن تقديم حل موضوعي داخل الساحة.. الاخ الزعيم علي عبدالله صالح هو رئيس حزب الاغلبية داخل الساحة ومطالبته بالرحيل هو اغتيال للديمقراطية والتنافس السياسي السلمي في الساحة وايضاً رفض للتعددية السياسية والحزبية .. من يطالب بالرحيل يعكس حالة الافلاس الاخلاقي والقيمي وهو ممارسة ديكتاتورية جديدة أسوأ مما عرفته اليمن في العهدين الشطريين ويجب على من يطرح مثل هذا الطرح أن يدرك أن الزعيم كان وسيظل عامل أمن واستقرار لليمن وانه محمي ومحاط بسياج منيع من ملايين الشعب في طول وعرض البلاد، واعتقد أن مثل هذه الدعوات إنما هي دعوات لحرب أهلية.
صفحة جديدة
< ما المطلوب من كل فرقاء العمل السياسي لتجاوز الأزمة؟
- على كل طرف سياسي أن يقدم برنامجه الى طاولة الحوار ومن ثم السعي الحثيث لامتصاص الأزمة وتحويل الساحة الى ساحة آمنة تتجادل فيها الافكار والآراء بحرية عملاً بالمقولة التي قالها موسينونح : دع مائة مدرسة فكرية تتحاور ومائة وردة تتفتح ، فأتمنى من الجميع أن يتناسوا الماضي ونفتح صفحة جديدة تسودها المحبة والامن والاستقرار والقبول بالآخر..
فلا أتصور أن نسير بعقلية الماضي لندير خلافات اليوم .. اللقاء المشترك كما قرأت أمس طلب من عبدالوهاب محمود أن يحدد حزبه موقفاً واضحاً من النظام في سوريا، وهذا يجعلنا نتساءل أين الديمقراطية، وإذا كان هذا يمارس ضد عبدالوهاب محمود وهو حليفهم فما بالك في تعاملهم مع الآخرين .. كيف للمشترك أن يطلب من عبدالوهاب محمود أن ينسلخ عن موقع قيادي مرتبط فيه ، فهذه عملية ارهابية من نوع جديد وأسوأ من موسليني وهتلر ولذا على المشترك مراجعة مواقفه مع كل ألوان الطيف السياسي للخروج بالوطن من عنق الزجاجة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)