عبدالله الصعفاني -
< الجميع في انتظار الحوار.. ليس لأنه دليل عافية ومؤشر على استنطاق الأدمغة وإنما لأنه استحقاق أصيل في التسوية، والاستحقاق دين واجب السداد حتى لو أحاطته مخاضات الولادة..
<< وحتى الآن هناك عقبتان أمام الحوار.. الأولى الوصول الى تصنيف وتوصيف قوائم المتحاورين أحزاب وحركات ومنظمات مجتمع، والثانية أولويات الحوار وسقفه حيث يطرح البعض أن يكون السقف هو السماء.
< في العقبة الأولى فإن الواضح فقط هو المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه، بينما تلف غيوم الجدل أطرافاً أخرى كثيرة ترى أنها الأصل بعد ما كان من التقاء السلطة والمعارضة سابقاً في عرصة «الوفاق».
< وفي العقبة الثانية تتصدر القضية الجنوبية مجمل القضايا عبر مسافة تمتد من خيار تأكيد المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية مروراً بالشكل الفيدرالي على أساس الشطرية أو الأقاليم وانتهاءً بكابوس فك الارتباط..
< وبين العقبتين عقبات أخرى تتصل بهذه المراوحة والتمترس داخل المكونات الشبابية والجهوية حيث لابد من السؤال المتكرر وماذا عنا ونحن أحق بدخول خيمة الحوار؟.. فضلاً عن أسئلة أخرى غير مستبعدة مثل هل هؤلاء المتحاورون يمثلون الشعب اليمني؟ وهل هناك محل إعراب لمحافظات ومديريات وعلماء (هيئة وجمعية) وماذا عن تمثيل أهل الأدب والفن والرياضة والمهمشين - الأخدام سابقاً- ثم ماذا عن الألوان الحزبية للنقابات والجمعيات إذا هي خلعت رداء المهنية ولبست عمامة الأحزاب.
< وإلى أن يرزقنا الله إتفاقاً يزيل العقبتين تبقى الآمال معلقة بأن يخوض المتحاورون حواراً يكشف عن وعي متقدم يبدد به غيوم الواقع السياسي المتشرذم ويقود الى ما ينفع اليمنيين ويمكث في أرضهم..
وعلى أي حبال.. الناس يأملون الوصول الى حوار ولا يتمنون الاكتواء بنار أي طرف يمثل دور عجل له خوار يفشل مؤتمر الحوار..