موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الميثاق نت - <br />

الثلاثاء, 24-يوليو-2012
محمد علي عناش -

< حقيقة مللنا أزمتكم وكرهنا ثورتكم بهذه الطريقة التي تصنعونها في اليمن، وبهذا الفعل الثوري المشوه كرهنا تناقضاتكم، وهذا التأسيس الماسخ للضمير والمزور للوعي والإرادة، كرهنا ثورتكم التي تدمر فينا قيم السلم والخير والتماسك والوضوح، ولا تبعث الا قيم الحرب والكراهية والاحقاد ولا تخاطب فينا الا الغرائز وفحولة الفتن والانتقام والعصبية.

كلنا مع التغيير الذي يقود الى ثورة تنموية شاملة وثورة تحولات مجتمعية محققة كنتائج لإرادة جمعية في التغيير تترجمها حالة وفاق وطنية صادقة، وكنتائج لنبل المقاصد وسمو الاهداف والافعال والمواقف، لكننا أبداً لن نكون مع الثورة بهذا الشكل التي يصنعها أعداء التغيير وعشاق الكهوف وديكورات الحدث المشوه.
لحظة التغيير العظيمة التي تجلت منذ سنة ونصف كان بإمكاننا جميعاً أن نعلي من شأنها وأن نراكمها كفعل إيجابي بوعي وعقلانية وإرادة بناء وطنية وجمعية، وأن نجعل منها لحظة تاريخية خالدة لصنع تحول وطني عظيم من مدخل مبادرة مارس 2011م التي أطلقها الزعيم علي عبدالله صالح من ملعب مدينة الثورة.
لم يكن بإمكانكم عندمارفضتم هذه المبادرة وأصريتم على الثورة بهذا الشكل، الا أن تجعلوا من هذه اللحظة أسوأ وأحقر لحظة في تاريخ اليمن، لأنكم جعلتم منها لحظة عنف وانقلاب وتصفية حسابات، وحولتموها الى لحظة للتحريض الطائفي والمناطقي والمذهبي، وإلى لحظة بليدة ومتخلفة تعيد إنتاج القبيلة كسلطة سياسية واجتماعية مستبدة، وتعرض الدين الاسلامي كسيف ومشنقة وحزام ناسف وذات ماضوية التفكير والتطلعات.
كنا ندرك عن علم ومعرفة بكم أنكم لستم أهلاً للثقة ولا للمسؤولية الوطنية وها أنتم تؤكدون ذلك في حكومة الوفاق الوطني، حيث لم تقدموا لهذا الوطن أي شيء جميل، بل أهنتموه وعمقتم جراحه وأزماته، ومارستم سلطتكم وصلاحياتكم بوعي الغنيمة والانتهازية الحزبية، ومرجعية الولاءات للأشخاص ومراكز القوى والنفوذ.
ثوريتكم ظهرت وتجلت كمسخ في الوطنية وتحمل المسؤولية، وأنتم لا تمسكون الا بنصف السلطة التي جسدت الصورة الحقيقية لأدعياء الثورة والتغيير والمتلاعبين بعقول ومشاعر الملايين من أبناء الشعب اليمني.
نصف السلطة التي فضحت أهدافكم ودوافعكم، أكدت أيضاً أن النائحين مرغوا في كل محفل، كرامتنا في التراب، وحولونا إلى مجرد متسولين، وان النائحين كشكل جديد للحكومات التي جاء بها هذا الخريف العربي، يذرفون دموع اللؤم في كل فعاليات الاخوان، كي يمروا على وقع النواح والعواطف الوطنية المراوغة، صفقات مشبوهة ويتبرعون بسخاء خارج النظام والقانون لجمعيات في قائمة الارهاب، لكن مآقيهم تفضحهم أمام أشلاء ضحايا الارهاب فيبخلون حتى بالإدانة والتعزية لأهاليهم وذويهم.
النائحون والعاشقون والمجرمون جدعان يتعنترون على علاوات الموظفين وحقوقهم ومستحقاتهم وجدعان في الاجتثاث الوظيفي والمحسوبية الحزبية.
وجدعان في إبرام الاتفاقيات والمناقصات المشبوهة، وجدعان في تعيينات الأبناء والأقارب وأبناء المنطقة.
لكنهم ضعاف وصغار أمام جدعان مخربي الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، وأمام جدعان الحصبة والفرقة، وجدعان رجال المال والاعمال، وجدعان مشائخ المليارات وجدعان لوبي التوظيف والتجنيد خارج القانون، ضعاف وصغار أمام جداعنة كثر لا حصر لهم.
إن المشترك والقوى القبلية والدينية والعسكرية التابعة لهم وممثليه في حكومة الوفاق الوطني أثبت أداؤهم السياسي وطريقة تعاطيهم مع قضايا الوطن المصيرية أنهم لا يقيمون أي وزن للمبادرة الخليجية ولا لمبدأ الشراكة الوطنية ولا للحوار الوطني المسؤول.
مشغولون فقط بحجم المكاسب والمصالح التي يحصلون عليها من وجودهم في الحكومة بأشكال وصور شتى «دعم مادي، امتيازات، توكيلات، تعيينات، توظيف، تجنيد» ومشغولون أيضاً بالمغالطات والتضليل والكيد السياسي والاجتثاث الوظيفي والحزبي لتحقيق هدف رئيسي ومحوري في أجندتهم وهو الامساك بالسلطة بشكل كامل.
نحن لا نستغرب من ممارسات الاصلاح وقواه المختلفة لأننا نعرفهم جيداً وندرك مسبقاً توجهاتهم وطموحاتهم السلطوية والنفسية وندرك كيف يفكرون وكيف يتعاملون مع قضايا الوطن المصيرية وإنما نتأسف ونتحسر على أحزاب وقامات في المشترك انساقت وراء مشروع الاصلاح الانقلابي والانتهازي والمدمر للوطن والمنهك للشعب والمزعزع للأمن والاستقرار، نأسف الى درجة الخجل عندما يتحولون الى مجرد مطية لقوى القبيلة والتطرف والارهاب وتجار الحروب وناهبي الاراضي كي يصلون الى السلطة خارج إطار اللعبة الديمقراطية وصندوق الانتخابات والتداول السلمي للسلطة.
نأسف على تاريخهم النضالي كيف سقط في أول محك وطني حقيقي، ونخجل كثيراً من تصريحاتهم ومواقفهم ومغالطاتهم من صمتهم ومن تنازلاتهم الوطنية والقيمية والفكرية عن مشروع الحرية والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة وعن مشروع التحديث والتقدم الاجتماعي في اليمن، كي يساهموا في صناعة ثورة بعقلية الجنرال المنشق، ويبنوا دولة مدنية بطريقة الزنداني والحزمي وصعتر، أو بطريقة منير الماوري الذي قال إنه سوف يخرج الرئيس عبدربه منصور هادي من التاريخ إن لم يعمل على تنفيذ حل اللغز اليمني الذي توصل اليه وهو عزل أحمد علي ويحيى صالح من منصبيهما كي يتوج علي محسن الاحمر وحميد الأحمر تاج الحكم والسلطة استكمالاً - حسب رأيه - لأهداف الثورة والدولة المدنية المنشودة، ما لم فإن الرئيس سيصبح ضحية من ضحايا الثورة..هل معنى هذا أننا سنشهد نهدين أخرى.. لا أدري.. المعنى في بطن الشاعر- أي الماوري، ومنير الماوري هذا يعتبر بحق أحد الاشكاليات الثقافية والفكرية في الوسط الاعلامي التي انحرفت بوعي الثورة وشوشت على لحظة التغيير بغباء سياسي، وكحالة لا تنتمي انتماء واعياً وحقيقياً لخط التنوير وفكرة التغيير ومشروع الدولة المدنية الحديثة، فأصبح بذلك ليس فقط يمارس السياسة ممارسة الطب الشعبي كما قال الزميل محمد العلائي، بل أيضاً يتعاطى سياسياً مع فكرة الثورة والتغيير، كمدمن طباخة طوال عمره، لكنه الى الآن لم يتقن طريقة وتراكيب طبخة واحدة، ولا مقادير الملح والفلفل والسكر، لذا دائماً تأتي وجباته سمجة وغير مستساغة بالمرة، هذا لغز حقيقي فيما يسمى بالربيع العربي يحتاج الى حل حقيقي، فالماوري كنمط ثوري مثل حالة العمه والتيه السياسي، وحالة عدم الانتماء للمستقبل.
حالة التيه السياسي وضبابية المشهد وعدم نفاذه الى مسار سليم ومنطقي هي أبرز ظاهرة مشتركة في ثورات ما يسمى الربيع العربي، الا أنها أكثر تجلياً ووضوحاً في الحالة اليمنية.
القوى التي اندفعت بصدق وراء حلم التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة، باتت تدرك وتشعر الآن أن حالة التيه السياسي وفقدان القدرة التنظيمية على الحشد الجماهيري خلف مشروع التغيير الحقيقي، هو من قاد المشهد في اليمن خلال سنة ونصف الى مأزق حقيقي ومنعطف وطني خطير، هذا الاستشعار المتأخر لا يكفي لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، بل يجب أن ندرك أولاً، أن حالة التيه السياسي هو لغز من ألغاز حزب الاصلاح وأداة رئيسية من أدواته التي استخدمها ووظفها بإتقان كبير كي يقود المشهد الى حالة انسداد ومأزق كبير، عندها سيطرح نفسه كأكبر قوة تنظيمية تمتلك مفاتيح التجاوز والانفراج وسيفرض خياراته وشروطه وحلوله الخاصة في هذا الامر، كأن يحل قضية صعدة لا في إطار مشروع وطني سلمي كإفراز لإرادة جمعية، وإنما سيحلها بطريقته الخاصة كما قد هيأها في كتاف وعاهم، وكذلك الامر بالنسبة للقضية الجنوبية ويمكن قراءة ذلك في أحداث أبين والمنصورة.
حالة التتويه السياسي التي يمارسها الاصلاح بحرفية، تأخذ عدة أشكال وصور منها حصر مشاكل البلاد في بؤر ضيقة وفي أشخاص معنيين، فتح المزيد من جبهات التأزيم السياسي والقبلي والمذهبي في أكثر من منطقة، إرباك التسوية السياسية عبر خمسة وزراء ينتمون للمشترك أصبحوا مصدر الإشكال والإرباك داخل الحكومة، تزييف وعي الشباب بفكرة التغيير عبر مجموعة من الكتاب والمثقفين والمأزومين والذين لا ينتمون الى مشروع الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، انتماءً واعياً فأصبحوا مجرد أداة مستأجرة من قبل القوى الانقلابية المتخلفة.
اللجنة الفنية للحوار التي شكلها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي من كل الاطراف الفاعلة في الساحة، لم ترضِ غرور الاصلاح ولم تلبّ طموحاته السلطوية، فعاد الى مربع التتويه السياسي بإخراج المسيرات التي تستهدف الرئيس عبدربه منصور هادي والتي تطالب بإقالة بقايا العائلة، أحمد علي ويحيى محمد، استكمالاً لأهداف الثورة حسب تضليلاتهم.
في حين يتمسكون بالمنشق وحميد وصادق والقشيبي وغيرهم الكثير من العابثين بأمن الوطن واستقراره، كقادة للتغيير وبناء الدولة المدنية، ومن السخف أن نجد من يروج لهذا الهراء كالماوري وطابور طويل من اللذين يمارسون السياسة كممارسة الطب الشعبي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)