حسن احمد اللوزي -
لا شك أن الممارسة الديمقراطية كما هي منهج واضح وسهل ينظم الحياة السياسية ويعتمد إجراءاتٍ مبسطة ونظامٍ مفهومٍ وتلقائي فهي مسئولية كبيرة وتحدياتها لا يستهان بها في كل الأحوال ومناسبات الاستحقاقات الانتخابية قبل كل شيء!!.. من هذا المنطلق الذي يؤمن به المؤتمر الشعبي العام وهو أن الديمقراطية هي الوسيلة المعبرة عن الإرادة الوطنية والإرادة المؤتمرية شهدت كافة تكويناته في المحافظات والمديريات حركةً ديمقراطية دائبة وقد أوكل إليها هي بنفسها ومن واقع المعطيات الواقعية لتمارس الاختيار الصحيح والرشيد لتحديد واختيار مرشحي المؤتمر لخوض الانتخابات للمجالس المحلية في المديريات والمحافظات.. وعبر الاحتكام الصادق والواثق للعملية الديمقراطية فشهدت القاعدة العريضة في تكوينات المؤتمر منافساتٍ شديدة وحراكاًٍ ديمقراطياًٍ إيجابياً واضحاًٍ وصريحاً ليس فيه أي انحياز مسبق إلى الشخوص أو الاعتبارات أياً كانت تلك الاعتبارات وأياً كان وصفها الذي يمكن أن توصف به فكان اختيارها الديمقراطي هو الحاسم. إذاً فالترشيحات لم تأت أبداً بإملاءاتٍ فوقية ولاعتباراتٍ ذاتية وإنما بالاحتكام لإرادة المؤتمريين أنفسهم والناخبين معهم وحرصاً أكيداً على أن يكون المرشح إلى كل المواقع في المجالس المحلية في المديريات والمحافظات صاحب أهلية واضحة لتحمل المسئولية وقادراً على أن يجعل رأس المؤتمر الشعبي العام مرفوعاً دائماً ولذلك فقد شهدت تكوينات المؤتمر أساليب ديمقراطيةٍ تتوائم مع طبيعة التنافس على الترشيحات المؤتمرية على مستوى التكوين التنظيمي الأصغر فالأكبر حيث حسمت بعض الترشيحات بمجرد الاتفاق والإجماع على تزكية مرشحٍ محدد أو مرشحين حيث يتطلب الأمر وبصورةٍ مقبولةٍ من الجميع.. وحين يكون التنافس متساوياً بين عددٍ من الأعضاء تتم عملية الاحتكام إلى القرعة وحين يبلغ «القصى» حده البعيد والاعتداد بالنفس حده الكبير تجرى العملية الانتخابية وتجري عملية عرض النتائج أولاً بأول على التكوينات المتصاعدة حتى انتهت بالمؤتمرات العامة على نطاق المحافظة. إن هذا العمل الديمقراطي الذي يعتبر سجية جوهريةً في بنية المؤتمر وفي تطوير تكويناته عزز من ثقة المؤتمريين بتنظيمهم وبأنفسهم وبقدرتهم على مقارعة التحديات التي ينتظرونها في يوم العشرين من سبتمبر القادم لكنه في المقابل أشعل الرعب في نفوس الآخرين الذين لا نريد أن نسميهم هنا.. لقد فوتت هذه العملية عليهم فرصاً كانوا يستغلونها في الماضي القريب في طعن المؤتمر من الظهر عبر المنتمين إليه في لعبة الترشيحات والإغراء بها في عملياتٍ مقصودةٍ لفك الصفوف واختراق الإرادة المؤتمرية الواحدة.. الحقيقة التي وعاها المؤتمر جيداً وأراد وعمل على معالجتها باختيار السبيل الأسلم والأنجع وهو الاحتكام في تحديد المرشحين لإرادة الناخبين ولاختيار المؤتمريين أنفسهم على كل مستوى وهي الحقيقة التي تكشف بجلاء أن المعركة الحضارية الديمقراطية وإن اعترضتها صراعات ورغبات التنافس وغيرها إلاّ أنها تعزز الثقة بمقدرة المؤتمر ورجاله على استيعاب الدروس ومضاعفة النجاحات والإصرار على ذلك دائماً وعلى كل صعيد.. وبالاحتكام للخيار الديمقراطي أولاً.