موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الثلاثاء, 31-يوليو-2012
الميثاق نت -   < محمد علي عناش -
< كنا قد تكلمنا في مواضيع سابقة أن تجارب تاريخنا السياسي في الحوار الوطني، لم تكن إيجابية أي لم تكن ناجحة، بل كانت تجارب فاشلة وكارثية في معظمها وأن تاريخنا السياسي المليء بالانحرافات السياسية والصراعات المسلحة في الشمال والجنوب، هي نتاج وانعكاس حقيقي لفشل حواراتنا الوطنية، وايضاً لضعف قدراتنا في إدارة أزماتنا وإبداع الحلول المنطقية لمشاكلنا وقضايانا بعيداً عن حلول وخيارات العنف والقوة والانقلابات.
فشل حواراتنا الوطنية وضعف قدرتنا في إدارة أزماتنا هو في الأساس- أيضاً -انعكاس طبيعي لعدم إيماننا بمبدأ التكامل والشراكة الوطنية وتحييد المصلحة الوطنية العليا في حواراتنا، ونتاج للشروط المسبقة التي تفرضها على طاولة الحوار، وغالباً ما تكون هذه الشروط نابعة من طموحات وتوجهات ضيقة «حزبية، مناطقية» وقد نكتشف أنها نابعة من إرادة أفراد هم من يفرضون شروطهم وحلولهم وهم من يقررون مصير هذا البلد.
كنا نؤمل أن يكون مؤتمر الحوار الوطني الذي يجري التحضير له حالياً حالة استثنائية على تجاربنا الحوارية المشهود لها بالفشل والاخفاق، نظراً لخطورة المرحلة الوطنية التي نمر بها، وطبيعة القضايا والتحديات الراهنة التي تتطلب من الجميع حسن النوايا وسمو المواقف والتوجهات، وتتطلب استشعاراً وطنياً بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وضرورة تجاوز هذه الأزمة والمحنة التي نعيشها وبتقديم مصلحة الوطن العامة على المصلحة الشخصية والحزبية.
حقيقةً نحن غير متفائلين أن تمضي الامور في هذا الاتجاه ووفق ما نرجوا ونتمنى، وهذا ليس تشاؤماً منا أو استباقاً للنتائج، ولكن لأن طريقة تعاطي بعض الاطراف مع قضية الحوار الوطني غير مبشرة ولا تؤكد سمو التوجهات وحسن النوايا، بمعنى أننا لم نتجاوز بعد عقدة الاملاءات والاشتراطات المسبقة، ومنطق فرض الخيارات والشروط الحزبية على حساب المصلحة العامة والمصلحة الوطنية.ما يجب أن يفهمه الجميع وخاصة أطراف التأزيم والإرباك أن الحوار الوطني الجاد والمسؤول ليس تفاوضاً بين شركة وشركة أو بين شركات متعددة، بحيث أن كل شركة تسعى جاهدة أن تحقق أكبر قدر من المكاسب أو قدراً مناسباً منها، وإنما تفاوضاً بين أطراف وكيانات وطنية مهما اختلفت في وجهات نظرها وتعارضت في برامجها وأيديولوجياتها، الا أنها تتحاور وتتفاوض فيما بينها للوصول الى أفضل الحلول المنطقية التوافقية، ولتحقيق مكسب وحيد وهو المصلحة العليا للوطن والشعب في جميع الاتجاهات والمجالات، وهذا في حد ذاته يعتبر مكسباً عظيماً لجميع الأطراف.
على أطراف التأزيم والإرباك أيضاً التي يبدو أنها مازالت تمارس نفس النهج الحواري الفاشل منذ ما بعد حرب 94م حتى الآن، وتتعاطى مع مسألة الحوار الوطني وكأنه تفاوض بين شركات متعددة الانشطة بتحييدها جانباً للمصلحة الوطنية كقضية محورية للجميع
يجب أن تتعظ من أخطاء الماضي وانحرافاته وأن تدرك أن من يتهمونهم بعرقلة الحوار وإفشال المبادرة الخليجية، صاروا اليوم اكثر إيماناً بأن العجلة- أبداً- لن تعود الى الوراء، وأننا على بوابة عهد جديد ومرحلة جديدة يجب أن نخلص لها جميعاً.
هذا هو منطق المؤتمر الشعبي العام وحلفائه اليوم الذين يبدو أنهم أكثر جدية ومصداقية من غيرهم في السير في اتجاه التغيير الحقيقي والجذري، لا التغيير الذي يستنسخ تجارب الماضي ومساوئه واشكالياته.
نقول ذلك ليس من باب مجاراة طرف التأزيم في المغالطات والكيد السياسي أو الافحام والمناكفة، بل هي الحقيقة الملموسة التي تؤكدها معطيات الأزمة اليمنية وأحداثها الميدانية وطريقة تعامل المؤتمر الشعبي العام كتنظيم ونظام، مع مجرياتها وتطوراتها منذ البداية، والتي اتسمت بالحكمة والعقلانية، بعكس طرف التأزيم «المشترك» الذي تحول الى مختطف وقاطع طريق وارهابي وانقلابي ومتطرف وناهب للحزبية، الى آخر الممارسات والسلوكيات والتي لا يمكن أن تكون ممارسات وسلوكيات ثائر وطني.
من جانب آخر يبدو أن المؤتمر الشعبي العام قد اتعظ كثيراً واستوعب الدرس جيداً في أن من كانوا أعمق وسبب أخطائه وسلبياته وتجاوزاته، تحولوا في عشية وضحاها الى ثوار ضده يطالبون بسقوطه ويمارسون تصفيته واجتثاثه، ليس هذا فحسب بل ويسوقون أنفسهم للعالم كملائكة ودعاة دولة مدنية لكنها في حقيقتها الدولة المدنية بوعي وفكر «الشيخين» ليس الا، وما يحدث في أكثر من منطقة الا تكريس وتعميم لهذا النمط حتى في تعز التي يتم اليوم فيها استنساخ لعصيمات أخرى، وأرحب أخرى، ومن ينفي ذلك عليه أن يظهر نفسه كقوة مدنية وشعبية ناهضة بعيداً عن حزب الشيخين ووعي الشيخين، ما لم فيجب الاعتراف أن اللحظة أصبحت تحتاج الى قراءة أخرى والى بناء تحالفات جديدة منسجمة ومتناغمة، كاصطفاف يمثل خط المستقبل والدولة المدنية الحديثة، حتى لا تطول وتستمر الحكاية كمتوالية من المضحكات والمبكيات والمتناقضات والدوران في نفس المركز والمكان.
لأن استمرار الحكاية بهذا الخواء وهذا السرد الممل وهذه التقنيات البليدة سيجعل منها نصاً سخيفاً لا يعبر الا عن تشوه وعن معادلة مختلة، كأن تصدق أن المخاض الثوري قد أثمر عن قيام الحزب الليبرالي اليمني لتكتشف أن وراؤه الاخوان المسلمين وأنه يمت لهم بصلة وعلاقة تنظيمية لا يمكن أن يكون هكذا حدث تعبيراً عن ظاهرة طبيعية بل عن معادلة دولة مختلة.
حاولوا أن تقرأوا اللحظة التي صار عمرها سنة ونصف بمنهجية جديدة وروح جديدة كي تكتشفوا أن هذه اللحظة برمتها مليئة بالمتناقضات والمفارقات ومليئة بالمعادلات المختلفة التي احالتها الى طلسم معقد.
يتحكم في رموزه وشفراته كيان سياسي واحد ليس الا وإلى مأزق وطني خطير ونفس الكيان هو من يفرض حلوله وشروطه الخاصة لتجاوز هذا المأزق الوطني.
حاولوا أن تقرأوها بعيداً عن ياسين والعتواني وحورية مشهور، فهؤلاء تقدميتهم قد ترهلت، وهؤلاء أصبحوا يقرأون اللحظة ويتعاطون معها بشكل مغاير ومن منطلق فرصة وجاءت، لذا جعلوا منها لحظة الفرصة الاخيرة حتى وليس لها من بوابة للنفاذ الا بوابة الشيخين.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)