عبدالله الصعفاني -
أفضل ما قرأته في رمضان فتوى للعلامة المجتهد محمد بن اسماعيل العمراني تؤكد أن حديث «إختلاف أمتي رحمة» حديث غير صحيح وينبغي التحذير منه..
۹ أما لماذا الانبهار بهذه الفتوى فلأننا نعيش في تداعيات الفهم اليمني المتخلف للاختلاف حتى وقعنا تحت مرمى مشاريع «الشذر والمذر» وسط وضع إقليمي ودولي يلقي بظلاله الكئيبة في كل مكان.
۹ وليس سراً ما يدور من همس حول بوابة لقطر.. وبوابات للسعودية ونافذة لإيران وبحر لآلاف القراصنة الصوماليين وسماء للأمريكيين وسكاكين لدعاة الانفصال وتطفل مجاني للأوروبيين ونوافذ وشواقيص لقوى قبلية وعسكرية وحزبية.. فضلاً عن إعلام يستحضر الفجور تجاه كل ما يتعلق باليمن وشعب اليمن..
وحتى وقد تمنى «كونفو شيوس» لو كان باستطاعته الاستغناء عن الكلام لا مفر من مواصلة الكلام بالتحذير من كل هذه النوافذ والأبواب المحلية والخارجية التي لا تدفع بالريح وإنما بالفتن والنيران الى واجهة حياتنا البائسة.
۹۹ لقد صار اختلاف نخب الأمة اليمنية نقمة.. الأمر الذي يدعو لإيقاف سيولة الاختلاف وسيولة الأمن وسيولة الدم.
۹ احسبوا عدد أصابع، اللاعبين المحليين وأفواه النافخين من وراء الحدود وستعرفون كيف أن اليمن في مأزق والشعب في محنة ترفض توقف شيطنتها حتى في رمضان وأيامه الأخيرة.
۹۹ المؤلم أكثر أن الذين يغامرون بمستقبل اليمن وأبنائه هم الذين يعيشون حياة الرفاهية وليس من يضحون بدمائهم وأرواحهم وأرزاق أطفالهم.. فهل من عقلاء يحددون لنا من نكون وإلى أين نتجه بهذا الخيال الكئيب وكيف يعود الجميع الى الجميع بعيداً عن شفير الاحقاد..؟
۹ ثم هل يفهم أهل الإعلام أن التصفيق سراً أو جهراً للفتن والدمار أمر ممقوت وبأنهم شركاء في هدم البلد من حيث يدرون ولا يدرون..؟
۹۹ لا تزال اليمن في مفترق طريقين مع إنسياب واضح باتجاه الشقاق والنفاق.. ولايزال تفجير أبين الشنيع والمروع مجرد حلقة ثم لاتزال قذائف التخريب تطال سقف اليمن..
۹ وليس من سبيل إلى النجاج إلا نبذ الاختلاف «النقمة» وتغليب الحوار المسؤول والمدرك لمخاطر نوافذ وأبواب الشر التي تؤكد أن فتنة كبرى تتربص باليمنيين من وراء الأسوار ومن داخل الأدوار..!!