< نجيب شجاع الدين -
أعتقد أننا اليمنيين الصائمين شهر رمضان إيماناً واحتساباً لا نفكر في الاقتراب من الجنة وتحقيق تمنيات أن نكون الى جوار الأنبياء والصالحين عن طريق الرسائل القصيرة الـSMS.
ولا نرغب في ملامسة وفتح الريان أعظم الأبواب وأشهرها على الاطلاق في الدنيا والأولى والآخرة وذلك من باب استغلال عروض وتخفيضات شركات الهاتف النقال لهذه الخدمة الدينية بـ150 ريالاً فقط لفترة محددة.
يتضاعف الأجر في شهر العبادة وتطول أوقات الاستغفار وترتيل القرآن ويتسابق الكثيرون لفعل الخير والعطف على الفقراء والمحتاجين ويتوحدون في تأدية الصلوات الخمس ما يملأ القلوب وهذه الأرض رحمة وعدلاً وإحساناً.
هل جربت أن تستبدل كل هذا بأسلوب سهل يكفيك كرت أبو 500 ريال لتشحن رصيدك حسنات مع زيادة مجانية بنسبة 20% في إطار الشبكة وليس بعشرة أمثالها.
يقيناً فقد حان الوقت بعد ما شهدته بلادنا من حوادث أثناء الأزمة أن نطالب السياسيين وشركات الدعاية والإعلان وخطباء المساجد بإعفائنا من مواهبهم في استخدام أمور الدين والعقيدة لمجرد اصطياد العبد لله وكسب قناعاته في اتجاهات معينة تخدم مصالحهم لدرجة قد يتحول معها الانسان المسلم الى ثمرة قتل وفجيعة كبرى.
لست من أنصار الشريحة ممن يحصر قضاء ساعاته في عد النجوم وبحث مسألة الاندومي معها كشيء جميل والحب جميل ولست من أنصار الشريحة كعاشق وطفران في أقل اللحظات توقعاً للرومانسية تذكره بنفسها فيتذكرها ويتخيل أنه أول من وطأت قدماه وجه القمر.. بكل بساطة هذه إهانة أبعد منها تجليات فكرة جديدة أن للحب الذي عايشه واقعاً مثيراً وأرضاً مختلفة.
ولست من أنصار الشريحة كبعض المسؤولين ممن يتفقدون أحوال الرعية والناس نيام باتصال كيف الحال معاكم سكر، دقيق، زيت؟
لست من أنصار الشريحة أو غيرهم ممن يرون أنهم الوحيدون القادرون على تفسير نصوص القرآن، ولهذا السبب فإن البقية من اخوانهم المسلمين إما مخالفون للإسلام أو من أتباع الديمقراطية الامريكية.