هناء الوجيه -
ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك العزيز على كل القلوب نتذكر حديث الجدات عن النفحات الرمضانية التي أصبحت مفقودة بعض الشيء في وقتنا الحاضر ويدور السؤال هنا .. لماذا أصبحت بعيدة بعض الشيء وما دور الأمهات والمرأة بالتحديد في إعادة ذلك الجو المعنوي والتراحم والتعاطف وعادات كثيرة كانت تنتهجها الأسر في هذا الشهر وأصبحت بعيدة عنها.
< تقول الاخت تقية القهالي: في طفولتي وشبابي حمل رمضان معه البهجة وملامح كنا نشتاق اليها ونستعد لها منذ شهور وكنا نتشارك في فرحتنا باستقبال رمضان مع الاهل والجيران، ويتفقد كلٌ منا الآخر ويأتي رمضان بخيره الكثير ويجزل العطاء للفقراء والاغنياء على حد سواء، واليوم ربما أصبحت ضغوط الحياة والهموم الاقتصادية وصعوبة المعيشة والدخل المتدني للأسر من الأمور التي تشغل الاسر وتجعلها بعيدة عن أساسيات ينبغي أن لا تتركها، فأصبحت اليوم الاسر مشغولة بنفسها لا تدري شيئاً عن معاناة جيران أو أهل وأقارب كان ينبغي أن يتم تفقدهم ولو بالسؤال، وأنا من أولئك الناس الذين شغلتهم الحياة وكم تألمت في الاسبوع الماضي حين دقت بابي جارتي تريد سلفة مالية بسيطة، طلبتها وملامح وجهها تعبر عن إحراج شديد وكأنها تمنت الموت قبل أن تكون في موقف الحاجة والسؤال، والأشد من ذلك حين اكتشفت أن منزلها خالٍ منذ أيام من أي مصروف، ونحن في الشهر الكريم نأكل ولنا جيران جياع لا يملكون قوت يومهم ولا نعلم عنهم شيئاً .. انه منتهى الوجع، وللأسف أقول ذلك وأنا وغيري من الأسر نعيش في هموم أنفسنا ونغفل عن واجب مفاقدة الجار والقريب والصديق وهذا وضع لم يكن موجوداً أبداً في الماضي سواء في شهر رمضان أو في غيره.
إحياء القيم
< وتقول الاخت زهور السفياني: حقيقة مازال رمضان يحمل معه أجواء الروحانية التي لا يمكن أن تكون في شهر آخر، ولكن الناس هم من يحرمون أنفسهم استشعار تلك الأجواء حين يبتعدون عن أساسيات لابد من المحافظة عليها، شهر رمضان هو شهر العبادة وفيه فرصة لإحياء قيم التكافل والتآخي والتراحم بين الناس، وينبغي على الافراد فيه السعي نحو نشر قيم المحبة والتآخي والخير والألفة، لذلك فأنا أرى أن من واجب كل أم أن تكون أكثر حرصاً في رمضان على متابعة أبنائها والدفع بهم نحو عمل الخير وزيارة الأهل والأقارب وصلة الأرحام وحثهم الأبناء على الصدقات وعمل الخير ليكون هذا الشهر مدرسة ومنهاجاً لبقية الشهور وأساساً لترسيخ التعامل الصحيح الذي ينبغي أن ينتهجه الأفراد.
ميزانية خاصة
< تقول في ذات الشأن الاخت ايمان الفقيه: في الوقت الحاضر يعتبر شهر رمضان من أكثر الشهور التي تحتاج الى حسابات وميزانية خاصة نتيجة غياب الدور الرقابي للحكومة وجشع التجار مما أدى الى ارتفاع كبير في الأسعار كسرت ظهر المواطن وسط ظروف معيشية مرهقة ووضع متدنٍ ..هذه الاشياء كلها جعلت من المواطن فرداً منغمساً وسط هموم المعيشة بعيداً عن الاهتمام والتركيز على تفاصيل لا ينبغي أن تترك، فالعبادة والترحم والتواصل ومفاقدة الجيران والأهل من الأمور الواجبة ولكن ظروف الواقع طغت عليها.
نفحات روحانية
< وترى الاخت ام المنصور أنه ومهما كانت الظروف لابد أن يظل للشهر الكريم مظاهره ونفحاته الروحانية التي تمتد من القلوب وتترجمها الأعمال الخيرة التي تمسح الآلام لكثير من الناس وتخفف عنهم، ولابد أن تظل موائد الرحمن عامرة وتتلهف الأسر للضيوف وأجر إفطار الصائم، ولابد أن تظل الهمم عالية من أجل التسابق على فعل الخير بهدف الخير وليس من أجل مساعدات بهدف الاعلام والتصوير بل من أجل الواجب الانساني والتراحم والتعاطف، ولابد أن يُدق باب الجار من أجل أن تعلم أن كان لديه ما يشبع جوعه وأطفاله.. كل هذه قيم لابد من المحافظة عليها وعلى المرأة والامهات والزوجات واجب ترسيخها والحث علىها مهما كانت الظروف قاسية وصعبة، لأن الأساس أن تبني الأم قيماً وأخلاقاً يمكن من خلالها بناء مستقبل وجيل يُفتخر به.