فيصل الصوفي -
أثبتت حكومة باسندوة خلال الثمانية الأشهر الماضية أنها غير قادرة على حل المشكلات الصغيرة، وأنها تتمتع بقدرة كافية لخلق مشكلات جديدة كبيرة. قبلها وفي قلب الأزمة السياسية كانت الأوضاع من كافة النواحي أفضل مما هي عليها اليوم في ظل مسمى الوفاق الوطني.. رغم أن الحكومة السابقة كانت مجرد حكومة تصريف أعمال، ومع ذلك كانت الظروف المعيشية أيسر والأسعار أقل والأمن أفضل والإرهاب أضعف، بل كنا بسبيل الحديث عن سكك حديدية.. اليوم نحن في حالة معاناة شاملة شمولية من كل النواحي. وكنا سنرضى عن هذه الحكومة لو أنجزت مهمة واحدة فقط هي إماطة الأذى عن الطريق..
ونحن نتحدث هنا عن أذى القمامة فقط، ودعك من المؤذيات الأخرى التي يقوم بها قطاع الطرق والشوارع والكهرباء والغاز والنفط.. ومع ذلك فإن هذه الحكومة لم تقدر على إزاحة القمامة من الشوارع..
حكومة باسندوة فشلت.. وهذا ما ذهب إليه الجمهور، فشلت بإجماع المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه.. وزير التعليم العالي قدم استقالة مسببة شرح فيها فشل الحكومة من الداخل، ومن الخارج أجمع المانحون على ذلك.. يرحلون مؤتمرهم من شهر إلى شهر ومن فصل إلى فصل لعدم ثقتهم بحكومة باسندوة ..
إجماع محلي وخارجي.. وطني ودولي على فشل الحكومة.. لم تحظ حكومة يمنية من قبل بمثل هذا الإجماع، فهنيئا لها..
قيل إن هناك إجماعاً على ضرورة إجراء تعديل وزاري في الحكومة يستبدل وزراء فاشلين أكثرهم من المشترك وشركائه بعد أن دافعت قيادات المشترك عن الفاشلين واعتبرت اتهام الحكومة بالفشل أمر لا يطاق وعدواني ويتعارض مع المبادرة الخليجية، وها هم اليوم بصدد الاستبدال. ولكن هذه الحكومة لا يجدي معها مجرد التعديل ولاالحذف واللصق ولا الخرق والترقيع، فلا يصلح العطار ما أفسد الدهر. المطلوب حكومة جديدة «لنج».