عبدالرحمن مراد -
< مجبر (1):
في فعالية تستذكر مآثر الصحفي والأديب محمد الزرقة وتحيي ذكراه قال وزير الإعلام مخاطباً الأدباء والمثقفين لقد آن للمثقف أن يستعيد دوره ومكانته، وقال: إن الثورة جاءت من أجل الانتصار لهذا الكائن الخرافي الذي يحترق في هذا البلد دون ان يجد من ينصفه.. المهم يا اصحابنا العمراني دبَّج خطبة منبرية هزتني للأمانة تنتصر للمثقف وللثقافة وتخيلت ان الشوارع قدها مفروشة ورد، وحين فرغ الخبير من خطبته خرجت من القاعة وأفتح عيوني على سرب الأدباء والمثقفين البائسين وكل واحد يدوّر حق القات واللي حق المواصلات واللي حق الغداء وكلهم في فلك المأساة يسبحون.. والأدهى أنه على مقربة من منصة ساحة التغيير وبالتحديد أمام بوابة جمعية الإصلاح الخيرية يرقد واحد من الأدباء والمثقفين جسداً منهكاً لم يبق منه السرطان إلا أشلاء تكاد تتمزق وخيالاً آدمياً يرقد في خيمة ويبحث عن تغيير منذ عام اسمه محمد جبلي «طبعاً لقد مات الله يرحمه»، لم يجد الثورة التي تحدث عنها العمراني، وقال إنها جاءت للانتصار له، ولم يجد إنسانية الإنسان المدني كما أنه لم يحرك عاطفة الاخوان في جمعية الإصلاح لا الدينية التي يتحدثون عنها ولا المدنية التي يرفعون شعارها، خاصة وهو يرقد في خيمة أمام بوابة المقر الرئيسي للجمعية ولا معين له ولا سند سوى فقره وعوزه.
لقد رأيت منظراً تجمد له الدم في عروقي فتسمَّرت في مكاني من هول ما رأيت ولم يتمالك علوان الجيلاني نفسه فانفجرت عيناه بشآبيب الرحمة، وتاه مختار المريري في تجاعيد المكان مصعوقاً.. ويا للهول كم مآسٍ من أمثال هذه المآسي من عند أيوب والمرشدي وانتهاءً بصالح دحان شيخ الصحفيين، والكلام قده مقروء مفاده أن المبدع في هذا الوطن وفي قيم ومبادئ القائلين بالثورة شيء فائض عن الحاجة.
ويوم الربوع قال العمراني لو رجع يتحدث بالكلام الثقيل هذاك «الثورة ثورتكم والزمن زمنكم وأنتم رجال المرحلة».
ثورة مَهْ؟ وزمن مَهْ؟ ورجال مَهْ؟ يا عمراني.. سير إبصر المثقف في الساحة قرب المنصة وهو يجسد معاني الثورة اللي تتحدث عنها.
أمة تنتهج سياسة التجويع والإفقار لمبدعيها فتستعجل فناءهم حين تصفر أوراقهم، فيتساقطون كأوراق الخريف لا خير فيها ولا في ثورتها.أوْ مَهْ يا عمراني؟
< مجبر (2):
يا بلاشاه يا اصحابنا كرسي وزارة الداخلية ابتاع بستة ألف ريال، هيبة الدولة وأمنها واستقرارها بستة ألف ريال، عد شي أبلش من هذا الرواج.. هيا اتضحت الثورة ذلحين.. احنا قلنا من قبل ان القضية عند الخبرة قضية هدم ومش مشكلة عندهم البناء المهم يتقاسموا سلطة وثروة وبس، ذلحين هو ذاك قد تقاسموا وامتزجوا مثل الماء بالخمر ونبصر سكوتهم بالسلطة وبالثروة إلى أي منقلب تنقلب بنا.
وبيني وبينكم قد الفال شوعه من حين باعوا كرسي وزير الداخلية بثمن بخس دراهم معدودات، ويبدو الخبير كان مشغول بهندسة التقاسم وذهنه مش فاضي للقضايا الطارئة حتى وقع الفأس في الرأس.
ذلحين من هو المسؤول عن الدماء اللي سالت سواءً من أطفال الفرقة أو من عساكر النجدة اللي يطالبون بحقوق؟ الدم معصوم ويوجع والناس شابعين حزن وموت ودم ودمار وخراب، عند الله وعندكم اخلصوا لهذا الوطن شوية واعملوا بما يمليه عليكم الواجب، وجنبوا هذا الوطن المنزلقات الخطيرة وأنهار الدم والدمار، يكفي السرطان وسوء التغذية والجوع والبطالة تحصد رقاب الناس، لا تزيدوا الطين بلة بجاه الله.
< مجبر (3):
صلوا على الرسول، وزيدوا النبي صلاة.. أنتم .. تلاحظوا خطاب «الاخوان» الكبار من أمثال الزنداني واليدومي، لو قد نسيتوا أذكّركم.. مش الزنداني طيّر قبل فترة في وسائل الإعلام وقال إن عام 2025م سيشهد مولد الخلافة الإسلامية، وبعده بزمن طيَّر اليدومي وقال إن اللقاء المشترك لابد أن يستمر لعشر سنوات قادمة على أقل تقدير.. مش تلاحظوا نبوءات عند الاخوان، اليدومي يلمح إلى عام 2025م، والزنداني قالها دون تورية وبلغة صريحة وواضحة.. تشتوا الصدق قدنا خايف لا يجي 2025م ويزقوا المهرة على الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويقعوا أنبياء.
بس نبؤة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كانت نبؤّة خير ورحمة وسلام وعدل وتسامح مّا هذي المجير الله منها حقد ودمار وموت وإقصاء وتضليل وكذب وزيف، قد ذاك ابصرنا في اليمن ونبصر في سوريا، واللي شاهد «اليوتيوب» اللي يبث حادث إعدام أسرة سورية بحجة أنها من الشبيحة ترتعد فرائصه من ملامح الغد القادمة.
للأمانة لو الواحد يبصر أخلاق هؤلاء المتحدثين باسم الله والرسول كان قد تنصر أو تيهود.. تدروا للمة؟ لأن أخلاق الإسلام اصبحت فيهم من صدق واخلاص، واتقان، وأمانة، ومروءة وإنسانية، وخير للبشرية، ورحمة، وسلام، ومحبة، وعدل وحق وخير، ونماء، ومساواة، وحرية، والقائمة تطول.. كم نعدد محاسن الإسلام اللي خلعها المسلمون ولبسها غيرهم فأصبحت قيماً حضارية مجيدة حققت كل النفع للبشرية في حين بعض أتباع محمد عليه الصلاة والسلام ظلوا في فلك التيه يسبحون ما يصدروا إلاّ العبوات والمتفجرات والأحزمة الناسفة، أي منتجات الموت والدمار ولغته وفكره وان فكروا في الحياة ما يفكروا إلاّ في زواج المسيار، وزواج فرند، والزواج السياحي مثلهم مثل أجدادهم في الجاهلية قضية موازنة بين اللذة والفناء.
مش قالوا اليوم خمر وغداً أمر، فالخمر اللذة والأمر هو الفناء، ثنائية مش قادرين يخرجوا منها.
عند الله وعندكم يكفي.. من السقيفة لو ما ذلحين تاريخ طويل من المآسي والموت والدمار والطعن في الإسلام.. قتلوا سعد بن معاذ خوف أن ينازعم السلطة وقالوا قتلته الجن.
وكم جهد الجن يقتلوا من عند سعد بن معاذ لوما عند شهداء حادث جامع النهدين، وعاد قرن اليدومي ما قد طاب يشتي يصفي البقية.. اللهم طهر قلوبنا من الحقد والرياء..