امين الوائلي -
بطريقة إنقلابية غير مفهومة- وفجة، في معظم الحالات- يسلم البعض نفسه وتاريخه للضد تماماً، أو للجهة المعاكسة التي تناقض معها على الدوام، ووجد- أصلاً- لمناهضتها ومقاومة الحالة السكونية والظاهرة الثبوتية التي تمثلها وتتحالف معها.
< مثال ذلك أن يصبح المرء يسارياً.. بتطرف، فلا ينتصف النهار إلا وقد التحق بمعسكر اليمين .. واليمين المتطرف، أيضاً! وفي آخر النهار يعادي اليمين واليسار والوسط.. يفقد معنى المكان والموقف.. تضيع أمامه الجهات.. لم تعد هويته ملك عقله وتفكيره، ويمسي هو وهويته ملك هواه.. والمشكلة أن الهوى خداع يجرجر صاحبه رغم عقله ويلبس عليه الاشياء والاحكام حتى يعود تابعاً لهوى في النفس، جارف ، اما لحسابات شخصية بحتة، واما انكسار في الموقف، ناتج عن انكسارات سابقة في التجربة والخبرة العملية المشبعة بالمرارة وانخذالات الرفاق!!
< ولماذا اكتفى بالرمز والتلميح، طالما واللغة قادرة والصدق حاضر؟!
انا آسف كثيراً للحالة التي انجرف إليها الحزب الاشتراكي في اليمن ، آخر النهار.. من يصدق - مثلاً- ان حزباً «ثورياً» خلع قلبه واستبدله بـ«تميمة» وأوفاق، كتبت بماء الزعفران.. وقطران الليل الاظلم، الذي ولى.. صرعته حناجر الثوار وصباحات الثورة اليمنية المعجونة بالحرية والضوء؟!
< ومن كان يستطيع ان يحتمل أو يتوقع انقلاباً موقفياً يحدثه «الشياطين الحمر» في جملة تاريخ وسيرة ومشروع حزبهم ورسالته النضالية، بحيث تهاوت تلك الشعارات ، التي الهبت مشاعر وحماسات الجماهير الوطنية والعمال والفلاحين والمثقفين والسياسيين.. لزمن مضى،وهي تتغنى بالحرية، والقانون، والنظام، والمساواة، وسيادة الشعب- لا الطائفة ولا العرق ولا المذهب ولا الجهة- ودولة المؤسسات، و..و.. وفجأة ، أمسى الحزب غير ذلك، وغير ما كان.. لينفرد- من بين جميع اقرانه وحلفاء لحظته- بتحالف خرافي مع دعاوي الليل وشعوذات التمائم وخرافات الطيش!!
< سلم الاشتراكي اليمني، المعتل، والذي تتناهبه الامراض وفيروسات اللاهوية- روحه وتاريخه للنقائض- او للنقيض تماماً.. صوت الحزب ولسانه باتا في قبضة المتحذلقين ، المتسلقين، القادمين من جيوب مقاومة الضوء والثورة ودولة الفلاحين والعمال وسيادة القانون.. ! كم هي خسارتنا في الحزب، وكم خسر الحزب نفسه؟
< الذي يتشفى- بتلذذ جنوني- بدماء الجنود.. جنود الثورة، ولا يجد الا «جواني الذبل» لكي يشبه بها قامات وهامات الشهداء من ابناء القوات المسلحة والأمن، في المواجهة مع عناصر الفتنة، هو الذي يستحكم اليوم على صوت ولسان الحزب، ويتحكم بسياسة وموقف « الاشتراكي» - نت- تجاه الفتنة الأخيرة.. الوافد صار اولاً، وابناء الحزب..لاحزب لهم!!
عن "22 مايو"