إقبال علي عبدالله -
< بات المواطنون على قناعة بأن البلاد تسير دون حكومة، وهي قناعة لم تأتِ من فراغ أو مماحكات سياسية كما يدعي وزراء المشترك في حكومة اللاوفاق أو ما أصبح المواطنون يطلقون عليها تسمية حكومة «الواق واق» التي يرأسها شكلاً الاستاذ محمد سالم باسندوة، ويرأسها فعلاً وتنفيذاً أحد مشائخ حزب الإصلاح المتشدد، وأصبح كل مواطن في البلاد يعرف من هو هذا الشيخ(!!)..
قراءة بسيطة للواقع وما نشاهده على الأرض يومياً في كل أنحاء البلاد بما فيها مزارع شيوخ الاصلاح «في الحصبة» و«حدَّة» يؤكد أن البلاد دون حكومة، ومعاناة المواطنين في ازدياد يوماً بعد يوم منذ جاءت حكومة «الواق واق»، وفقاً لمبادرة خليجية كان المواطنون يعتقدون أنها ستنهي الأزمة التي طحنوا بها منذ أكثر من عام وستعيد الأمور الى صوابها، والشعب الى أمنه واستقراره كما كان يعيش وينعم بذلك إبان قيادة الزعيم علي عبدالله صالح للوطن.. غير أن الواقع اليوم ومنذ التوقيع على هذه المبادرة يقول- بما لا يدع مجالاً للشك- إن عصابة أو مشائخ الاصلاح التفوا وسرقوا المبادرة التي بادر في وضعها الزعيم علي عبدالله صالح لتجنيب الوطن مأزق الدخول في النفق المظلم الذي -للأسف- تمكنت حكومة «الواق واق» وببراعة إدخالنا فيه وصار المواطنون لا يعرفون الى أين سينتهي بهم نهاية هذا النفق، وليس فقط كيفية الخروج منه.
لا أقول هذا الكلام الذي صار واقعاً يتلمسه الناس ويدركه العالم، لا أقوله تشاؤماً أو من باب النكاية بحكومة الباسندوة الذي لا حول له ولا قوة سوى تنفيذ أوامر مشائخ الاصلاح والوزراء المتنفذين الذين جاءوا لتحقيق رغبات وشهوات هؤلاء المشائخ وليسوا وفق كفاءات وقدرات إدارية سوى قدرات فائقة في نهب الشعب وزيادة معاناته..
إن الواقع لا يدعونا الى التشاؤم بل الى الخوف من مجهول أسوأ ينتظرنا.. ولعلِّي من أبناء عدن إحدى المحافظات الجنوبية التي نعمت وعمرت وكانت عروساً في عهد الزعيم علي عبدالله صالح وحكومات المؤتمر الشعبي العام، أقول: إن معاناة المواطنين صغاراً وكباراً في هذه المحافظة التي منها أُعلنت الوحدة المباركة ورفع الزعيم الصالح واخوانه من قادة الشطر الجنوبي الوطنيين- رفعوا علم الوحدة عالياً ليرفرف في سماء كل الوطن والعالم.. معاناة أصبحت لا تطاق في كل مناحي الحياة الخدمية والمعيشية وصار مشائخ الاصلاح وزبانيتهم يعبثون أمامهم.. وكأن هؤلاء المشائخ وزبانيتهم ملكوا عدن ونسوا ما حدث لهم بعد حرب صيف 1994م المشؤومة وكيف طردوا من عدن ولفظهم بحرها، والكل يتذكر ما حدث بعد هذه الحرب القذرة، وكيف طرد بل خلص الزعيم الصالح عدن من شرور هؤلاء المشائخ.
المطلوب- الآن- ونقولها بصدق دون خوف إلا من الله إن قيادة المؤتمر الشعبي العام وكوادره في عدن مطالبون بالعمل كرجل واحد للتصدي لهؤلاء المشائخ الذين يحرقون أجسادنا في حر صيف شديد باستمرارهم لقطع الكهرباء ليل نهار.