الميثاق نت - جميع المعلقين والمتحدثين، عقب صدور القرارات العسكرية الأخيرة (تشكيل قوات الحرس الرئاسي وضم ألوية من الحرس الجمهوري والفرقة الأولى "سابقا" إلى قيادة المنطقتين الجنوبية والوسطى)، اتفقوا على الإشادة النوعية بمضمون القرارات من جهة وإطلاق التخوفات والمحاذير الاستباقية من احتمالات الرفض والممانعة بناء على قراءات نظرية ومقاربات شخصية سالفة جنحت وتجنح إلى التفسير وإصدار الأحكام والتوقعات من منظور خاطئ يحصر (احتمالات) الرفض في جهة بعينها مع توالي الخبرات والشواهد العملية بانعدام فرص إثبات أو ترجيح قراءات كهذه أو أي من استخلاصاتها النظرية.
ليس المقام مواتياً للتوسع في هذه الناحية من النقاش.. والحال يقتضي البناء على ما تم عمليا والتباعد قدر الإمكان عن التنظيرات الشخصية والآراء والتقييمات الخاصة، كون القرارات مرت بسلاسة وسلام، وكان الطرف المتهم (المفضل) بإمكانه إعاقة القرارات وإنفاذها على أرض الواقع حاضرا لمفاجأة الجميع (حتى مناصريه الإعلاميين وربما السياسيين أيضا) وأظهر من الانضباط والمصداقية الفعلية ما اكسبه رصيدا مضاعفا لمصلحة السمعة العسكرية والانضباط المهني وكونه الحامل الأول والأهم لبرنامج التحديث أو "الهيكلة".
بصورة عملية أفشل الحرس الجمهوري رهانات المزايدين والمناقصين على السواء.. كان في موقع ومركز المسؤولية وأعطى الآخرين درساً في بلاغة الصمت وكفاءة التصرف حيال قرارات وشؤون كبرى هي من صميم واجبات ومسؤوليات القادة والجند الذين يلتزمون لوطن ويأتمرون بقيادة عليا ولا يعرضون الولاء في مزادات ومناقصات أو يعرِّضون سلامة البلد وسيادة القانون والشرعية الدستورية لمخاطر الانقضاض من هنا أو هناك.. أو لمحاذير الانتقاص من رصيد وفاعلية السيادة بمعناها القانوني والعسكري.
تبعاً لذلك كان هذا القدر من المسؤولية والانضباط كافياً لإفشال سيناريو التمرد والانقلاب الذي يُراد تمريره لاحقاً بحجة "تمرد" الحرس أو بعض فصائله على القرارات العسكرية والقيادة العليا.
أحد المحللين أشار من بعيد إلى هذا المعنى، معتبرا أن ثمة نية أضمرها طرف محدد إلى قيادة عملية تمرد وفوضى وانتظر، بتلهف، موعد صدور مثل هذه القرارات الكبيرة لاقتناص ذريعة مواتية راح من فوره يروِّج لها ويسرِّب الشائعات حول تمرد الحرس أو بعض الحرس الجمهوري رفضا لقرارات الرئيس القائد الأعلى في وقت لم يكن شيء من هذا أو أقل القليل منه قد حدث بل ولم يحدث على الإطلاق وهو لن يحدث وفقاً لمجرى المعطيات كافة.
من هذه الزاوية يكون الحرس الجمهوري هو صاحب الفضل –وإن لم يدَّع هذا أو شيئا منه- في إفشال مخطط التمرد المبيَّت، والبعض في تعليقاته ذهب إلى اعتبار بيان "التأييد" المبطن من قائد الفرقة بمثابة "بيان أول" لتمرد لم يكتب له النجاح.
• صحيفة "المنتصف"
|