سعدعلي الحفاشي -
ما من شك أن يوم الـ24 من اغسطس عام 1982م قد مثل في حاضر ومستقبل شعبنا اليمني العظيم يوماً من الأيام الوطنية المهمة وحدثاً من الاحداث العظيمة والكبيرة والمهمة في تاريخ هذا الشعب باعتباره اليوم الأهم والذي تم فيه بلوغ الإرادة العامة للشعب اليمني لغايتها في تحقيق الاستقرار والسلام ووحدة الإرادة السياسية ووحدة الهدف والعقيدة ووجود الأداة لممارسة العمل السياسي المنظم من خلال المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في هذا اليوم الأغر من عام 1982م بإنعقاد مؤتمره العام التأسيسي الأول والذي مثل انعقاده أول حدث ديمقراطي حقيقي في تاريخ الثورة اليمنية وتاريخ الشعب اليمني ليشكل خطوة ديمقراطية عظيمة طالما تاق إليها شعبنا طوال فترة النضال والكفاح المرير عبر التاريخ حيث تم في هذا المؤتمر العام والذي عقد في الفترة من 24/29 اغسطس 1982م.
ولذلك فإن استقراء المراحل الأولى لقيام المؤتمر الشعبي العام يتطلب منا أولاً الرجوع إلى البدايات الاولى لاهتمامات القيادة السياسية ممثلة بالزعيم التاريخي المناضل/ علي عبدالله صالح والذي حمل منذ اليوم الأول لتوليه مسئولية قيادة الوطن هم لم حالة الشتات الفكري والصراع الحزبي السري والتخبط الموجود بين التيارات والأفكار التي لا تخدم مصلحة الوطن والشعب بهدف الانتقال بثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة إلى مرحلة أكثر اكتمالاً واقتداراً لايجاد صيغة مثلى تحقق التفاعل الجاد مع مبادئ الشعب وقيمة وأهداف ثورته.
حيث توصلت اهتمامات الزعيم/ علي عبدالله صالح بعد لقاءاته بالعلماء والمفكرين والمشائخ والعسكريين والمثقفين وغيرهم إلى إيجاد مؤتمر شعبي عام يضم ممثلين عن كل أبناء الشعب وكافة القطاعات الرسمية والجماهيرية.
التأسيس
تم صدور القرار الجمهوري رقم (28) لسنة 1981م بتكليف اللجنة العليا واللجان الفرعية لانتخابات هيئات التعاون للموسم الانتخابي التعاوني الثالث بالإشراف على انتخاب ممثلي المواطنين في المؤتمر الشعبي العام ثم القرار الجمهوري رقم (53) لسنة 1982م بالأعضاء المعينين في المؤتمر الشعبي العام.
وعلى قاعدة الميثاق الوطني ذلك الأساس المتين والمنطلق القوي الذي عبر بصدق عن إرادة جماهير شعبنا في تحديد الاسلوب الأمثل لبناء الدولة وتحديد التطور في كافة الاتجاهات انطلقت مسيرة العمل الجماهيري والسياسي اليمني تحت راية المؤتمر الشعبي العام حتى تمكن هذا التنظيم من اكتمال بلوغ غاية المجد الأهم والأسمى وهي تحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م والتي بتحقيقها دخلت اليمن مرحلة جديدة من التحول والتطور الجذري في كافة المجالات.
ويقيام الوحدة بدأت مرحلة التعددية السياسية والحزبية في اليمن مبتدئة مرحلة جديدة من مراحل التطور والنضوج الديمقراطي والعمل السياسي والانتخابي.
ولعل ما يجدر بنا الحديث حوله اليوم وفي هذه المناسبة التي نحتفل فيها بذكرى قيام المؤتمر الشعبي العام الـ 30 أن نشير إلى أن ما تحقق لليمن من انجازات كبيرة وهائلة في جميع المجالات في ظل قيادة هذا التنظيم الرائد هي نتاج طبيعي لسمو النهج الوطني والميثاقي الذي انتهجه وينتهجه المؤتمر ويحرص على التمسك به بقدر كبير من الالتزام والحرص الصادق على كل ما فيه خير اليمن وعزتها وتطورها.
أنموذجاً رائعاً
ولعل ما عزز من سلامة هذا النهج وسمو هذا الالتزام القويم والصادق من أجل مصلحة الوطن أن المؤتمر الشعبي العام وبفضل الزعيم التاريخي المناضل/ علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام -حفظه الله قد قدم أنموذجاً رائعاً وفريداً في التعامل مع كل القضايا الوطنية والسياسية وتعاطى مع كل المهام والمسئوليات الوطنية المهمة دون أن يضر بأحد أو بأي من القوى السياسية الأخرى في الساحة.
مصداقية النهج
بهذه المصداقية وسمو النهج للمؤتمر الشعبي العام كتنظيم وحزب سياسي منظم استطاع المؤتمر أن يكتسب كل ذلك القدر الهائل والكبير جداً من الاعضاء ويمتلك كل حب وتقدير الجماهير وثقتهم فيه وقناعتهم بأنه التنظيم السياسي الأوفى والوحيد الجدير بثقتهم والقادر على تلبية طموحاتهم وترجمة آمالهم وتطلعاتهم المختلفة في الحياة والحرية والمساواة.