د./ علي مطهر العثربي -
إن تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس 1982م الانطلاقة القوية التي مكنت الشعب من المشاركة السياسية الفاعلة وأعادت له حقه الطبيعي في امتلاك السلطة وممارستها وأخرجته من باب الضيق والكتمان الى باب الحرية والانفتاح على التعددية السياسية العلنية في إطار التنظيم الجبهوي العريض الجامع لكل الاتجاهات السياسية المانع لكل الاختلافات الفكرية الموحد للجهود والقدرات الوطنية المعزز لمفهوم الديمقراطية الشوروية.
إن مراحل تأسيس المؤتمر الشعبي التي بدأت بتشكيل لجنة الحوار الوطني التي ظمت مختلف أنواع الطيف السياسي في البلاد ثم اقرار صيغة الميثاق الوطني في صورته النهائية وانعقاد المؤتمر العام الاول في 24 اغسطس 1982م قد أعطت بعداً حضارياً جديداً في تاريخ الفكر السياسي اليمني صاحب الجذور التاريخية العريقة، لأن الميثاق الوطني قد عبر عن وحدة الفكر والرؤى الوطنية الجامعة والمانعة التي تجسد الوحدة الوطنية وإذابة جليد التباعد والتنافر وتعزز جسور التواصل وقوة أواصر الأخوة والوفاء للدين والوطن.
إن الميثاق الوطني الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام كان الانطلاقة العملية الاولى لتجسيد أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، بل استطيع القول بأنه الترجمة العملية لفكر الثورة السبتمبرية والاكتوبرية التي انتزعت حق الشعب من المستبد والمغتصب واستردت حريته المنهوبة، ولأن الميثاق الوطني إرادة شعب فقد كان المؤتمر الشعبي العام الأداة العملية التي ترجمت أهدافه ومبادئه على أرض الواقع العملي.
إن إحياء الذكرى السنوية لقيام المؤتمر الشعبي العام واقرار الميثاق الوطني تقليد أرساه اليمنيون في حياتهم السياسية من أجل تجديد روح الفكر الميثاقي المعبر عن الإرادة الكلية للشعب، ولذلك فقد حرص المؤتمر ان يكون الاحتفاء بهذه الذكرى احتفاء بالمؤسسين الأوائل الذين يأتي في مقدمتهم الزعيم التاريخي الفذ علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الذي أخرج فكرة الميثاق الوطني وأداته التنفيذية المؤتمر الشعبي العام الى حيز الوجود.
إن تكريم أولئك الأوائل الافذاذ واحدة من علامات التجدد المستمر التي يتمتع بها المؤتمر الشعبي العام والتي تجدد قوة التمسك بهذا التنظيم الرائد المترجم الحقيقي للإرادة الشعبية والمعزز الفعلي لوحدة الفكر والإرادة الذي خلق الرضا والقبول الشعبي وجسد الامن والاستقرار ومكن اليمن من الانطلاق نحو المستقبل الأمن بإذن الله.