موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الإثنين, 10-سبتمبر-2012
الميثاق نت -   سمير النمـر -
< لو نظر أي عاقل او لبيب بنظرة محايدة ومتجردة من الحسابات والأهواء الشخصية والحزبية الى مسار الأحداث التي جرت في اليمن منذ انطلاق ما يسمى بثورات الربيع العربي من أجل تقييمها فلاشك أنه سيصل الى النتائج الحقيقية التي أفرزتها تلك الأحداث بشكل سلبي على المستوى الوطني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبلد برمته.. لأن الواقع الذي نعيشه الآن بصورته الحقيقية يؤكد وبما لايدع مجالاً للشك أن البلد تمر بكارثة وتتعرض لأبشع وأخطر وأسوأ مؤامرة في تاريخها على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والامنية والسياسية والقيمية والحضارية، وهذه الحقيقة يمكن ان يدركها كل العقلاء والمنصفين الذين لم تصادر عقولهم من حزب او جماعة ولم يكونوا من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق، بل قرأوا الأمر بواقعية وبموضوعية ورأوا الحقيقة كما في واقعنا المعيش بشكلها المدمر والكارثي لوطننا الحبيب والعزيز على قلوبنا.
فعندما نتحدث عن الواقع السيئ والرديئ الذي أفرزته مايسمى بثورات الربيع العربي فإننا لانحمل رؤية تشاؤمية ولا ننطلق من موقف حزبي تجاه طرف آخر ولا من باب الدفاع عن النظام السابق، وانما ننطلق في ذلك من واقع نعيشه جميعاً بكل صوره السيئة والتي لاينكرها إلا جاحد أو مكابر..
لأن أي ثورة تقوم في أي مجتمع يكون هدفها دائماً الانتقال بالمجتمع من وضع معين الى أفضل منه على كافة المستويات، ولكن الأمر تغير بالنسبة لما يسمى بثورات الربيع العربي التي قامت في البلدان الأكثر حرية وديمقراطية- ومنها بلادنا- وغابت عن الانظمة الديكتاتورية الملكية.
وثورات الربيع العربي التي سميت ثورات زوراً وبهتاناً لم تكن ثورات بمعناها الحقيقي وانما كانت ثورة على المبادئ والقيم الوطنية والاخلاقية في المجتمع لانها استباحت كل شيء مقدس في هذا الوطن، وقلبت كل المفاهيم.. فهي ثورات ارتدادية وعكسية لأن العملاء اصبحوا ثواراً وقادة ولأن الفاسدين اصبحوا حماة للثورة ولأن الظلاميين اصبحوا دعاة للتغيير، لقد استبيح في اليمن كل شيء من قبل دعاة التغيير المزيفين من تدمير للاخلاق والقيم وتصدع للنسيج الاجتماعي ومحاولة طمس الهوية الثقافية والحضارية للوطن وانتهاك للسيادة الوطنية وتدمير لمؤسسات الدولة وزعزعة للامن والاستقرار واثارة للنزعات الطائفية والمذهبية والمناطقية وتدمير للاقتصاد الوطني من خلال سياسات البنك الدولي التدميرية التي بدأت تلوح في الأفق.. كل هذه الحرمات تم انتهاكها حتى أقدسها التي شدد الله على تحريمها وهي حرمة سفك الدماء التي جعلها الله من أشد الحرمات وجعل هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم بغير حق.. قال تعالى: «ومن قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً».
ورغم قداسة النفس إلا ان القتل وسفك دماء اليمنيين أصبح رخيصاً بل أصبح وسيلة للوصول الى السلطة، وفقاً لمبدأ الاصلاح :«كلما زدنا شهيداً» الذي رفعوه في الساحات وجعلوا من دماء الشباب المحرمة وسيلة للوصول الى السلطة، فهل هناك بشاعة واجرام وانتهاك لحرمات الله أبشع من هذا، وممن يقومون بهذه الجرائم من أجل اشباع شهواتهم المتوحشة للوصول الى السلطة، فاذا كانوا يعتبرون سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وسيلتهم في الوصول الى الحكم فأي حرمة سيراعونها في هذا الشعب، وما يحصل الآن من سفك للدماء واغتيالات للضباط والجنود والمواطنين في كل منطقة بصورة بشعة يهتز لها عرش الرحمن، ماهي إلا نتيجة لوصول حزب الاصلاح الى السلطة وامساكهم مهمة حفظ الامن في وزارة الداخلية التي يتربع على عرشها الويز الاصلاحي قحطان والذي للاسف الشديد اصبحت كل جرائم القتل في عهده تقيد ضد مجهول.. ولم يكشف لنا حتى الآن عن المجرمين الحقيقيين.. الذين يرتكبون هذه الجرائم البشعة في حق اليمنيين وقد لانخطئ عندما نقول: ان الوزير قحطان هو من يسهل للمجرمين قتل ابناء الشعب ولعل ما حدث في ميدان السبعين وكلية الشرطة يؤكد صحة تواطئه مع القتلة، وليس هذا فحسب بل يأمر الاصلاح ان يقوموا عبر لجنتهم التنظيمية بدفن العشرات من الجثث المجهولة في صنعاء وتعز، بصورة بشعة تقشعر لها الابدان وتؤكد مدى استهانتهم بحرمة الدماء، لتضاف هذه الجريمة الى جرائمهم السابقة في أرحب ونهم وأبين والحصبة.لقد أصبح الانسان اليمني عرضة للقتل والاغتيال في مختلف المناطق سواء من خلال الانتحاريين او عمليات القنص او عبر الدراجات النارية او من خلال طائرات بدون طيار، واعتقد ان وزر هذه الجرائم لايقع على من يقوم بها وحده أمام الله ثم الناس، بل يقع علينا جميعاً في هذا الوطن بسبب سكوتنا وتخاذلنا تجاه هذه الجرائم التي تحدث ويهتز لها عرش الرحمن دون ان يهتز لنا جفن او تثير فينا بقايا ضمير، حتى وصل بنا الأمر إلى أننا أصبحنا ننتظر أي جريمة تحدث لنتفاعل معها في الصحف والقنوات ونتبادل الاتهامات لفترة بسيطة ثم ننساها لننتظر جريمة أخرى نتعامل معها كسابقاتها.. ودواليك يستمر مسلسل القتل ولا نحرك ساكناً أو مجرد إجراء يوقف هذا الشلال المتدفق من الدماء المحرمة التي تسفك كل يوم وساعة.. فيا أبناء اليمن ويامن لديه بقايا انتماء للوطن، أفيقوا من سباتكم واغضبوا لحرماتكم المنتهكة فإن الله يغضب ولاتغضبون ويدعوكم فلا تجيبون.. فماذا تنتظرون..؟!
وآهٍ على وطني الذي أصبح القتل فيه عادة واعتياداً.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)