موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
تحقيقات
الإثنين, 23-أبريل-2007
توفيق‮ ‬الشرعبي -
ما أن تدخلها إلاَّ وتنحني أمامك كل مقومات الدهشة وتبرز في مختلف انهمارات الرؤية عناصر القيم الجمالية التي تُجسِّد أجمل مناطق السياحة في بلادنا وتُجسم خفايا الروعة للبيئة المفضلة للإنسان.. لها سرٌّ لايتكرر، تدخلها بعقلك فتتسرب إلى قلبك.. قصتُها خضرة لاتمنح للصخر مجالاً كي يبدو.. رائحة الفلاحين يزاولون قراءة النجوم مع المحراث والبذرة.. القادم إليها »من تعز يراها في السهل وحولها الرُّبا كأنها حفنة من اللؤلؤ على بساط أخضر مفروش في بحيرة جفّت مياهها.. والقادم إليها من صنعاء، ذمار، يريم، يراها قائمة على رأس الجبل‮ ‬الصخر‮ ‬في‮ ‬مرجٍ‮ ‬أو‮ ‬كبرجٍ‮ ‬في‮ ‬جزيرة‮«.‬
> إب مدينة لها خصوصيتها وصاحبة مناخ فريد وموروث حضاري وثقافي ومعالم تاريخية يصل تاريخها آلاف السنين.. ظفار عاصمة مملكة سبأ وذو ريدان.. مستوطنة جبل عود.. جبلة المدينة الشهيرة ذات المعالم الأثرية البارزة عاصمة الدولة الصليحية.. كل هذا وغيره- سواءً في الدولة الأيوبية أو الرسولية أو الطاهرية- أليس بكافٍ على قدر ومقدار هذه اللوحة التي استوعبت ذائقة الملوك ورغبة الملكات، لقد جعلها موقعها الاستراتيجي وحكمة أبنائها في موضع الصدر والصدارة في كل التحولات الوطنية والحفاظ على ثورات وثروات البلاد..
> إذا كانت مساحتها البالغة (5120)كم2 تقريباً قد استوعبت تاريخاً عظيماً.. فإن مديرياتها اليوم قد استوعبت انجازات باهرة ومشاريع عملاقة في مختلف المجالات، إلى جانب ما تتمتع به كل مديرية- باعتقادي- من إرث تاريخي يجعل السائح والزائر لمحافظة إب لايغفل أو لايقدر-‮ ‬إن‮ ‬صح‮ ‬لي‮ ‬التعبير‮- ‬أن‮ ‬يستغني‮ ‬عن‮ ‬زيارة‮ ‬أية‮ ‬مديرية‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المدينة‮ ‬الغنجاء‮ ‬التي‮ ‬ترحب‮ ‬بمن‮ ‬جاء‮ ‬كما‮ ‬وصفها‮ ‬الأوائل‮..‬
مديريات‮ ‬وآثار
> فعلى سبيل المثال، مَنْ منّا لم يستلفته ذلك الجبل الضخم الذي يحتضن المدينة من شرقها في مديرية بعدان.. والمسمى باسمها جبل بعدان أو هي سميت باسمه.. هذا الجبل وصفه أحد الزائرين الأجانب بأنه »أجمل ما شاهدته عيني«..ووصفه المؤرخ اليمني الكبير محمد بن علي الأكوع‮ ‬بأنه‮ »‬مخلاف‮ ‬رحيب‮ ‬جليل‮ ‬أمره،‮ ‬جميل‮ ‬وصفه،‮ ‬خصيب‮ ‬التربة،‮ ‬رقيق‮ ‬الهواء،‮ ‬نضير‮ ‬الأرجاء،‮ ‬عذب‮ ‬المياه،‮ ‬كثير‮ ‬المنتجات‮«.‬
هذا من حيث الطبيعة، أما التاريخ ففيه حصن »حب« وهو قلعة مشهورة ومَعْلَم تاريخي شهير وهو أمنع معاقل اليمن وأصعبها مرتقى وأبعدها صيتاً كما وصفه المؤرخون وقد مرت عليه كثير من الأحداث وتعاقبت عليه الدول واعتوره كثير من الملوك.. الخ.
هذا جزء بسيط لمعْلَمٍ من معالم كثيرة في هذه المديرية، فما بالكم بمديرية جبلة التي تبعد كيلو مترات عن مدينة إب وكانت عاصمة الدولة الصليحية والتي تعدُّ »من أحسن مدن اليمن وأنزهها« ولاتتسع هذه العجالة لذكر ما تزخر به هذه المدينة التاريخية من مآثر ومعالم ومشاهد وشواهد تاريخية.. وهكذا لو تنقلت في مديريات محافظة إب لوجدت ما يؤكد ويشدد ويستدعي إشهارها مدينة سياحية وعاصمة للذائقة.. فهذه مديرية العدين واخواتها الفرع والحزم ومذيخرة قد حملت واحتضنت في مفاتنها أهم وأعظم الآثار التاريخية التي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام وما بعده كمدينة العدين التاريخية ومدينة مذيخرة الواقعة على جبل ثومان عاصمة دولة القرامطة، وكذلك حصن القفلة أحد حصون الدولة الرسولية وغيرها من مخطوطات التاريخ التي توشَّت بها محافظة إب.. كقلعة سمارة في المخادر، ومدينة ظفار وحصن علان.. و.. و.. والكثير‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬موروثاتنا‮ ‬الحضارية‮ ‬العظيمة‮.‬
> هذا فيما يتعلق بتاريخ حضاري خلَّفته العصور وبقي شاهداً على عظمة الإنسان اليمني وقدم حضارته المترامية في كل مديرية من مديريات محافظة إب البديعة.. وماذا لو تطرقنا إلى الجانب الآخر من مقومات السياحة في هذه المدينة كالمناخ الربيعي المعتدل طوال العام والجبال الخضراء‮ ‬والوديان‮ ‬والهواء‮ ‬العليل‮ ‬والمنتجعات‮ ‬المصممة‮ ‬برؤية‮ ‬الخالق‮ ‬تبارك‮ ‬وتعالى‮ ‬والشلالات‮ ‬والجداول‮ ‬والحمامات‮ ‬الطبيعية‮ ‬التي‮ ‬منحت‮ ‬وتمنح‮ ‬إب‮ ‬الخضراء‮ ‬كل‮ ‬مقومات‮ ‬السياحة‮.‬

مخزون‮ ‬هائل
> إذاً إب اليوم والمستقبل ستلعب دوراً في انعاش السياحة في بلادنا، لذا فهي بحاجة إلى التركيز على المشاريع السياحية لمدى واسع من الخدمات في هذا الجانب، كما هي بأمسّ ما تستدعيه الضرورة لإقامة ملائمة، ونقل سياحي ملائم وغيرها من العوامل التي تشكل بمجموعها تكوين‮ ‬المنتج‮ ‬السياحي‮ ‬الجذاب‮ ‬والقادر‮ ‬على‮ ‬اشباع‮ ‬الرغبة‮ ‬ونهم‮ ‬الرؤية‮..‬
إب كم هي بحاجة إلى إقامة المدارس الفندقية ومراكز التدريب والإعداد والتأهيل للكوادر البشرية التي تتناسب مع متطلبات الوظائف والأهداف الفندقية التي تعكس الصورة الذهنية المطلوبة لهذا المخزون الهائل من المعالم السياحية الثقافية والتاريخية والطبيعية.. وإب مدينة لاتختلف‮ ‬عينان‮ ‬حول‮ ‬ما‮ ‬تزخر‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬مغريات‮ ‬سياحية‮ ‬خالدة‮ ‬لاتموت،‮ ‬وقادرة‮ ‬مع‮ ‬توالي‮ ‬الزمن‮ ‬على‮ ‬إثارة‮ ‬الدهشة‮ ‬والاعجاب‮ ‬الكبيرين‮ ‬لدى‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يشاهدها‮.. ‬إب‮ ‬مدينة‮ ‬الاستجمام‮ ‬ومستشفى‮ ‬العلاج‮ ‬الطبيعي‮..‬
وبما أن العالم بدأ منذ حوالي 20 عاماً بالاهتمام الجاد والعناية بالسياحة الطبيعية المتمثلة في الحدائق والاحراش والمراعي، سنجد أن »إب الخضراء« ستكون بارزة وعارضة جمال من الطراز الفريد لما تحتوي من بساط أخضر وشجيرات متنوعة، ونباتات مختلفة ستثري هذا الجانب السياحي‮ ‬لأن‮ ‬ما‮ ‬فيها‮ ‬يثير‮ ‬ويؤثر‮ ‬في‮ ‬زوّارها‮ ‬وزائريها‮!!‬
حلول‮ ‬ناجعة
> ما تتطلبه هذه »الغانية« وهي تزهو بضيفها القادم وتتهيأ لأن تكون عاصمة سياحية- هو أن تضع قيادتها ومجلسها المحلي حلولاً ناجعة لكل ما يؤدي من قريب أو بعيد إلى تلوث بيئتها أو يعمل على تشويه غلافها الربّاني..كما هي بحاجة إلى وضع حدٍ للبناءات العشوائية، وكذلك يجب‮ ‬احترام‮ ‬آثارها‮ ‬ومواقعها‮ ‬التاريخية‮ ‬من‮ ‬إعمال‮ ‬ما‮ ‬يغير‮ ‬إبداعها‮ ‬الضارب‮ ‬في‮ ‬عمق‮ ‬التاريخ،‮ ‬وكذا‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬الآثار‮ ‬من‮ ‬التخريب‮ ‬والتهريب‮.‬
> لم يكن تركيز القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية تجاه هذه المحافظة ومنحها هذا الحدث العظيم في هذا التوقيت بالذات- ضربة حظ، وإنما رؤية ثاقبة واختيار مركز ومدروس من منطلق تاريخي وثقافي وسياحي تتمتع به هذه المدينة الرائعة.. إن الرؤية المستقبلية من وراء هذا الاختيار قادرة- من خلال تحقيق المنجزات والانجازات الاستثنائية للبنية التحتية في محافظة إب- على جعل هذه المدينة السياحية في مصاف المدن التي تؤمُّها القوافل السياحية من مختلف أصقاع العالم..
للمجلس‮ ‬المحلي‮ ‬نهمس
> وما أن تدلف هذه الأيام إلى محافظة إب حتى تجدها وكأنها على تحدٍّ بين الخضرة والعمران لأنها تشهد حراكاً تنموياً استعداداً لاحتضان العيد الـ17 لإعادة تحقيق الوحدة المباركة، والذي يمثل وسام شرف عظيم لهذه المحافظة وأبنائها المناضلين- بحد قول علي بن علي القيسي محافظ المحافظة- وما تشاهده في إب اليوم يجعلك تستشعر المسئولية حقاً وتتمنى لو يؤخذ كل شيء ينجز بعين الاعتبار بحيث تكون الرؤية لما بعد الاحتفال- بمعنى أن نقدر المهام ونعدُّ لأن تكون كل المنجزات مركزة على المجالات التي من شأنها أن تؤبجد الأسس الحقيقية للعاصمة السياحية.. ومهما كانت المشاريع أو الموازنة الاستثنائية قليلة أو محدودة فلابد أن لانهدرها هنا وهناك وأن لا نتسابق مع الزمن لإنجاز المشروعات حتى نواكب الاحتفالات ونغفل جوانب مهمة مستقبلاً.. حقيقة ما تبذله قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ علي بن علي القيسي‮ ‬والأخ‮ ‬أمين‮ ‬الورافي‮ ‬أمين‮ ‬عام‮ ‬المجلس‮ ‬المحلي‮ ‬من‮ ‬جهد‮ ‬متواصل‮ ‬شيء‮ ‬تستحق‮ ‬عليه‮ ‬الشكر‮ ‬والثناء‮ ‬من‮ ‬الجميع‮ ‬وبالأخص‮ ‬أبناء‮ ‬المحافظة‮ ‬ذاتها‮..‬
وهذا ما يشجعني لأهمس في إذنيهما بأن إب الرائعة والتاريخية أمامها استعدادات أحلاهما حلوٌ- استعداد للاحتفالات بالعيد الوطني السابع عشر، واستعداد لأن تكون هذه المدينة عند المسئولية لو أُعلنت عاصمة سياحية وهذا ما نتمناه ويتمناه الجميع..
مشاريع‮ ‬عملاقة
> إن العيد الوطني السابع عشر لإعادة تحقيق الوحدة المباركة على »موعدٍ رهيف بين مفاتن الجغرافيا ووسادة التاريخ« وهذا ما سيجعله مميزاً ومتميزاً حيث ستبدو إب مرتدية حلل الإنجاز والتنمية من تشجير وإنارة وطرقات ومشاريع أخرى بجانب الطبيعة الخلابة والمناخ الجذاب إضافة إلى العمل الكرنفالي الفني الذي سيعكس حجم المناسبة وعظمة الحدث وسيبرز أكثر من (6981) مشروعاً تطرزت بها محافظة إب خلال 17 عاماً هي عمر الوحدة المباركة، من هذه المشاريع العملاقة (773) مازالت قيد التنفيذ والمرصودة ضمن موازنة 2007م ولابد من الإشارة إلى كلفة‮ ‬هذه‮ ‬المشاريع‮ ‬والتي‮ ‬تبلغ‮ (‬110‭.‬425‭.‬429‭.‬351‮ ‬ريالاً‮ ‬و40‭.‬481‭.‬374‮ ‬دولاراً‮) ‬بتمويل‮ ‬مركزي‮ ‬ومحلي‮..‬
وتأتي الخطة الاستثنائية لتعتمد مشاريع خارج ماهو معتمد في الخطط المعتادة مركزياً ومحلياً، وتركزت أغلبية هذه المشاريع وتكلفتها في مجال الطرقات ثم بقية المجالات التي تحتاجها هذه المحافظة ولاتتسع مساحة الاستطلاع لاستيعاب لغة الأرقام التي خصصت لما سيتم تنفيذه أو وضع حجر الأساس له احتفاءً بهذه المناسبة الغالية، والتي سيكون لها- أي المشاريع- الأثر البالغ والإيجابي المُحفز لمضاعفة الجهود المخلصة والتهيئة اللازمة لإنجاح أحد أهم الموارد الاقتصادية وهي السياحة في عاصمتها محافظة إب.
> إذاً إب ومن خلال الحراك التنموي يتوجب عليها اعتناق الحداثة من دون التفريط بطبيعتها الخلابة، وما تخفيه في مخاملها من دولٍ ودويلات وعصور وحضارات وأحلام للملوك ورفات للملكات.. أقل من شهر وتلك الرائعة التي تثير رغبة الارتباط وتغري بلقاء خلاّق بين حرارة الساحل‮ ‬وبرودة‮ ‬القمم‮ ‬ستكشف‮ ‬عن‮ ‬مكنوناتها‮ ‬وستدع‮ ‬انطباعاً‮ ‬لدى‮ ‬زائريها‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاحتفال‮ ‬العظيم‮ ‬بأنها‮ ‬عاصمة‮ ‬سياحية‮ ‬في‮ ‬الماضي‮ ‬والحاضر‮ ‬والمستقبل‮ ‬بالتأكيد‮!!.‬



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)