الميثاق نت/علي الشعباني - أكد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن الأحداث التي شهدتها اليمن خلال اليومين الماضين تقلق المجتمع الدولي نظراً لما تمثله من خطر على جهود إنجاح التسوية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ودعا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم السبت بالعاصمة صنعاء اليمنيين الى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والفوضى وتسيير المسيرات سواء كانت سياسية أو احتجاجية على الفيلم المسيء للرسول (ص) ، والذي قال انه مسيئ للاسلام والمسلمين ومليئ بالكراهية ولايمكن السكوت عنه.
وأوضح بن عمر أنه سيقدم تقريره لمجلس الأمن الدولي يوم 18 سبتمبر الجاري وسيعرض فيه مدى تطبيق الأطراف السياسية بقرارات مجلس الأمن 2014-2051 و الذي يبدي اهتماماً كبيراً بالأوضاع في اليمن كون أمنه واستقراره يهم المنطقة والعالم الامر الذي يجعل مجلس الأمن يتابع الأوضاع في اليمن عن كثب وباهتمام لأنه يريد إنجاح العملية السياسية كونها تعتبر تجربة لعملية سياسية فريدة من نوعها بنيت على الحوار والانتقال السلمي للسلطة والشراكة في عملية قادها اليمنيون بأنفسهم.
ونوه بن عمر : يجب أن لاننسى أن عملية الانتقال السلمي للسلطة تتطلب مشاركة وتعاون جميع الأطراف السياسية التي لم تكن في المبادرة الخليجية والمفاوضات التي جرت بشانها.
وحول العقوبات التي يلوح بها مجلس الأمن الدولي ضد من يعرقل التسوية السياسية أكد بن عمر أن مجلس الأمن في حالة انسجام كامل على الرغم من الخلافات التي بين أعضاءه بشأن أوضاع أخرى في المنطقة إلا أن الجميع في المجلس يتفقون على إنجاح التسوية السياسية في اليمن وعدم السماح لأحد بتقويضها.
وعبر بن عمر عن تفاؤله بالمستوى الذي تحقق من المبادرة الخليجية وقال: إن العملية السياسية في اليمن تسير وفق مسارها الصحيح فالأوضاع قد تغيرت بشكل أفضل عما كانت عليه العام الماضي.
ودعا المبعوث الدولي جمال بن عمر الأطراف السياسية إلى الالتزام بخطاب إعلامي متزن بعيداً عن العنف وتأجيج المشاعر والتركيز على ماهو مطروح للمناقشة في مؤتمر الحوار الوطني كونه يمثل الفرصة التاريخية الوحيدة التي ستخرج اليمن من أزمته قائلا : إنجاح مؤتمر الحوار الوطني نجاح للتسوية السياسية .
وفي رده على مجمل الأسئلة الموجهة من الصحفيين أشار بن عمر إلى أن الحديث عن معرقلي التسوية السياسية والعقوبات إلى ستفرض عليهم لن يكون في المؤتمرات الصحفية وإنما في الغرف المغلقة لمجلس الأمن.
وعبر بن عمر عن إدانته لمحاولة الاغتيال التي استهدفت وزير الدفاع اللواء أحمد ناصر محمد يوم 11سبتمبر والتي قتل فيه عدد من اليمنيين الأبرياء مدنيين وعسكريين
وقال : لايمكن تبرير تلك الجرائم البشعة بأي شكل ويجب بذل كل الجهد لاعتقال وتقديم مرتكبيها إلى العدالة ، واضاف : ونيابة عن الأمين العام وبأسمنا نتقدم بتعازينا لكل الضحايا وأسرهم، وللشعب اليمني وحكومته.
مؤكداً أن الشي الوحيد لتعزيز السلام والعدالة والتنمية للجميع لن يتم إلا من خلال حوار وطني جامع وشامل يلبي التطلعات المشروعة لجميع اليمنيين في الأمن والاستقرار والعيش الكريم .
وأوضح بن عمر إلى أنه والفريق المرافق له قد أجرى اجتماعات متعددة مع اللجنة الفنية للحوار الوطني بهدف دعمها في المهام المنوطة بها والمنصوص عليها في قرار الرئيس بتشكيل اللجنة الصادر في منتصف يوليو.
وقال: عملنا على تقديم تجارب عايشناها ومقترحات وأفكار وخيارات جديدة بلورت من خلال نقاشات يومية مع أعضاء اللجنة لتمكينهم من اتخاذ قرارات وهم على إطلاع بخلاصات تجارب دولية، وهذا الدعم الذي نقدمه متضمن في قرار الرئيس وبطلب من اللجنة الفنية، معبراً عن سعادته للعمل البناء والجهد الذي يبذله كل أعضاء اللجنة للوصول إلى قرارات تلبي تطلعات المواطن اليمني.
واضاف: لقد اشتغلنا مع اللجنة في مواضيع شائكة تتعلق بحجم المؤتمر والمجموعات المشاركة ومعايير المشاركة وآليات اختيار الأطراف المشاركة وكيفية إدارة المؤتمر وأساليب عمله، والنظام الداخلي وكيفية اتخاذ القرارات .. الخ.
وقال :نحن سعداء أن نخبركم بأن ما وجدناه من جهد يبذل وعمل جاد ودؤوب من كل أعضاء اللجنة للوصول إلى توافق حول كل هذه القرارات الفنية يبشر بالخير ويدفعنا إلى التفاؤل على أن الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني لايزال في الطريق الصحيح ، لكننا في نفس الوقت نؤكد أن التحديات التي تواجه البلد بما في ذلك التحديات الاقتصادية الكبيرة من فقر وبطالة وانخفاض للقدرة الشرائية للمواطنين مستمرة.
وعبر عن اسفه لوجود الكثير من المعيقات والعراقيل التي تستهدف عملية الانتقال السياسي في اليمن،
مؤكدا انهم في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي، ملتزمون بقوة بدعم الشعب اليمني ودعم عملية الانتقال السياسي من خلال حوار وطني هادف وشامل وشفاف.
|