كلمةالميثاق -
الغضب الذي اجتاح المنطقة العربية والعالم الاسلامي واليمن جزء منه هو ردة فعل طبيعي للاساءة المقصودة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بذلك الفيلم الامريكي البغيض والشنيع والحقير هي اساءة ترقى الي مستوى ابشع الجرائم ليس بحق المسلمين بل الانسانية جمعاء بما تثيره من احقاد وضغائن وكراهية واشعال نار حرائق يصعب اطفاؤها لانها تمس اعز وأعظم واقدس ما يملكه البشر.. انها الاديان السماوية والمعتقدات الايمانية وفي المقدمة الانبياء والرسل.
في هذا السياق جاءت المظاهرات والمسيرات الغاضبة في العديد من الدول العربية والاسلامية ومنها بلادنا لتتخذ الأمور طابعاً عنيفاً يتعارض بالمطلق مع عظمة المبادئ والقيم لديننا الاسلامي الحنيف ونحن لن نتحدث عما حدث للقنصلية الامريكية في مدينة بني غازي الليبية ولا ما حدث في السودان ومصر وغيرها لنقصر الحديث على الاحداث المؤسفة التي تعرضت لها السفارة الامريكية في صنعاء يوم الخميس الماضي والتي ما كان لها ان تكون لو ان الحكومة اليمنية تعاملت مع قضية ردود الفعل عن الاساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقليل من الجدية والمسئولية والمسألة لم تكن تحتاج الى اكثر من اجراءات أمنية وقائية استباقية لاسيما وان ما جرى كان متوقعاً وربما أسوأ من ذلك ورغم هذا تعاملت مع موضوع- امني بينة وجلية خطورته- بخفة وعدم اكتراث ولا مبالة بالتداعيات التي وصلت الى التفريط بالسيادة الوطنية الذي جسد في العشرات وربما المئات من جنود المارينز الامريكيين الذين وصلوا الى العاصمة صنعاء تحت ذريعة حماية السفارة الامريكية التي مسؤولية حمايتها بكل الاعراف والقوانين الدولية تقع على عاتق الحكومات التي توجد في دولها تلك السفارات والهيئات والبعثات الدبلوماسية.. فهل ماحصل كان تواطؤاً من الحكومة اليمنية لتبرير التدخل الامريكي في اليمن استجابة لرغبة امريكية؟.. ان استخدام ما تعرضت له السفارة الامريكية في هذه الاحتجاجات هي أعمال مدانة ومجرمة ويجب ان لايفلت مرتكبوها من العقاب الا ان هذا لا يبرر مطلقاً التفريط بالسيادة الوطنية وشعبنا لن يقبل ابداً بذلك ومن يقبل انما يكون قد اقترف جريمة الخيانة العظمى للوطن والشعب وتضحياته فى سبيل سيادته واستقلاله ولن يتسامح مع من قاموا بهذه الجريمة التي لا تغتفر.