مطهر الاشموري -
لو أن الرئيس المصري السادات رحل من الحكم على الطريقة التي تمت مع الزعيم علي عبدالله صالح ويصبح نائبه مبارك هو الرئيس، فالسادات ذاته ماكان ليقبل أن يظل رئيساً لحزب سياسي، وكذلك الرئيس مبارك من افتراض أنه تم ما تم باليمن.
إذا استرجعنا فترة من صراعات النظام بعدن فإنه حين أريد إضعاف الرئيس علي ناصر محمد عبر «الزحلقة» والإقصاء رفع شعار القيادة الجماعية وخُيّر علي ناصر محمد بين أن يكون رئيس الدولة أو أمين عام الحزب الاشتراكي «رئيس الحزب».
لقد رفض علي ناصر محمد ما قبل به الزعيم علي عبدالله صالح في ظل حقيقة أن الحزب الاشتراكي اليمني هو النظام بسقف مفتوح وليس مجرد حزب حاكم أو في وضع شراكة مع آخرين.
الزعيم علي عبدالله صالح كعقلية يقبل أن يظل رئيساً لحزبه حين يصبح نائبه هو الرئيس أو حتى إن انتخب مرسي في اليمن رئيساً كما مرسي مصر.
من ترسخ ورواسخ الصراعات لفهم أو مفاهيم، فوجه للمشكلة هو استبعاد قبول الزعيم علي عبدالله صالح للبقاء كرئيس للمؤتمر الشعبي بعد رحيله كرئيس للنظام وتولي نائبه أو أي منتخب آخر منصب الرئيس.
والوجه الآخر هو أن لا يقبل الرئيس عبدربه منصور هادي الا أن يكون هو رئيس المؤتمر كما كانت الحالة في عدن أو كما سارت الامور في عهد علي عبدالله صالح منذ تأسيس المؤتمر حتى تركه السلطة كرئيس للجمهورية.
في ظل الصراعات -ايضاً- فالمعارضة ظلت قبل محطة 2011م من الرئيس علي عبدالله صالح أن يستقيل من المؤتمر ليتفرغ لرئاسة البلد أو ليكون رئيساً لكل اليمنيين كما ارتفعت أصوات تطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بالاستقالة من المؤتمر قبل ترشيحه لرئاسة الجمهورية أو بعد انتخابه.
المشكلة إذاً كأنما حُلَّت كما كانت المعارضة تريد، وترك الزعيم علي عبدالله صالح للسلطة يجعله الأنسب ليرأس المؤتمر حسب طرح المشترك، والرئيس عبدربه منصور هادي الرئيس يتفرغ أكثر لمهام وواجبات الرئاسة، فهل مازالت أحزاب المشترك تفضل أن يستقيل من المؤتمر.. ذلك ليس من الديمقراطية فالرئيس الامريكي «أوباما» لم يستقل من الحزب الديمقراطي.. أم بات رأي المعارضة هو أن يمسك الرئيس هادي أو يتمسك برئاسة المؤتمر؟
لو أن الزعيم علي عبدالله صالح لم يقبل بأن يظل رئيساً للمؤتمر، فالمشترك كان مع أن يستقيل الرئيس عبدربه منصور هادي من المؤتمر وسيضغط لذلك.
لكنه مادام الزعيم علي عبدالله صالح قد قَبِل وظل رئيساً للمؤتمر فالمشترك لا يضغط لأن يستقيل الرئيس هادي من المؤتمر بل يضغط ما أمكن لدفعه للإصرار على أن يكون هو رئيس المؤتمر!
الذين خيروا الرئيس علي ناصر محمد بين منصب رئيس الدولة أو منصب رئيس الحزب يمثلون التعارض أو المعارضة داخل حزب وطرف واحد كصراع.
والذين يطلبون من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يستقيل من المؤتمر ما دام الزعيم علي عبدالله صالح رئيساً له أو أن يفرض رئاسته للمؤمر ما دام صالح ظل رئيساً هي معارضة تريد الصراع ومثلما الشمولية جسدت الصراع واستعملت كصراع، فالديمقراطية تستخدم كصراع أو للصراع والذين يمارسون غلو رفع شعارات الديمقراطية لا يحملون الثقافة الديمقراطية ولم يمارسوا رفع اهليتهم أو إعادة التأهيل على أساسها.
معروف أن قيادات الاشتراكي بالخارج ظلت حتى بداية 2011م هي المالكة لإرادة وقرارات الحزب كما «اليدومي» يمثل رئيساً توافقياً ومؤقتاً للاخوان «الاصلاح» بعد فراغ وصراع نتيجة وفاة المرحوم الشيخ عبدالله الاحمر، فمن افتراض أن السلطة سلمت للاخوان أو استولوا عليها كثقل في اصطفاف محطة 2011م فإن أحداً لا يعرف ولا يستطيع تقدير من سيدفع به للرئاسة في حالة نجاح انقلاب.
حتى في حال انتخابات فإنه إذا نجاح مرشح هذا الطرف مرتفع أو مضمون، فإنهم سيدفعون مرشحاً على أساس النجاح المضمون أما حين عدم الثقة بالنجاح فهم سيبحثون عن «بن شملان» جديد كمرشح.
اعتقد أنه أفضل كثيراً للمشترك تفرغ الرئيس عبدربه منصور هادي أكثر لمهام الرئاسة والفترة الانتقالية في ظل قيام الزعيم علي عبدالله صالح بالاشراف على المؤتمر وإعادة ترتيب أوضاعه.
وبدلاً من انشغال هذه الاطراف بالزعيم علي عبدالله صالح أو المؤتمر كصراع أو كتفعيل لثقافة إقصاء واستهداف أو حقد وتصفية حسابات فالأفضل لها إصلاح أخطائها وترتيب أوضاعها من بدهيات الاساسيات في أهم واجبات كل حزب سياسي.
إذاً المسألة المخفية ظلت في كون الرئيس الفعلي للاخوان «الاصلاح» هو اللواء علي محسن فها هي التطورات تدفع الى تجاوز حاجيات الاخفاء، ولا يمنع مع اقتراب انتهاء دور علي محسن كأحد قادة الجيش بأن يصبح علينا وضعه كرئيس فعلي للاصلاح كما علي عبدالله صالح في المؤتمر.
علي محسن قد يدفع به مرشحاً للإصلاح أو للمشترك لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2014م ولا المؤتمر ولا غيره سيشترط استقالته من الاصلاح كما لم يسع أو يطالب بإشهار أنه رئيس الاصلاح.
شخصية علي محسن تجمع بين مرسي وطنطاوي مصر ولكن الوضع القبلي لم يعد في مصر كما في اليمن، وهذا العامل إلى جانب السن تجعل حظوظ حميد الأحمر أوفر من الزنداني ليكون نائب الرئيس.
بدلاً من انشداد للماضي، وشدنا الى زمن مخايرة علي ناصر محمد بين رئيس الدولة ورئيس الحزب وملاحقة الرئيس عبدربه منصور هادي ليستقيل من المؤتمر أو ليقيل رئيس المؤتمر ويحل محله، فالأفضل الترفع عن الصراعات الماضوية ربطاً أو ارتباطاً والانطلاق لتعزيز الامل من تصور واستقراء مشاهد التفاؤل.
الشيخ حميد الاحمر قاد الحملة الانتخابية للمرحوم بن شملان بكفاءة عالية مشهودة، أما حين حملة ترشيح الرئيس علي محسن ونائبه الشيخ حميد الأحمر في انتخابات 2014م فهو مشهد من الانتخابات الامريكية ويرتفع الى مستواها أو يتجاوزها في الإثارة والتأثير وأرجو أن لا أكون أفسدت ما أرادها الاصلاح مفاجأة.