كلمةالميثاق -
بإشراق هذا اليوم تكون الثورة اليمنية 26سبتمبر قد أكملت عامها الخمسين، وخلال سنواتها تحقق لشعبنا الكثير من الانجازات الكبيرة والعظيمة منتقلة به من القرون الوسطى الى الزمن المعاصر بكل فضاءات متغيراته وتحولاته يعبر عنها ذلك التطور الهائل الذي شهده الوطن في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية غير المسبوقة التي انتقلت بحياة اليمن واليمنيين الى مستويات جديدة تعد بكل المعايير قفزة نوعية قياساً بالأوضاع التي كانوا عليها قبل قيام الثورة المباركة.
إن صروح الانجازات تتجلى في النهضة التعليمية المجسدة في آلاف المدارس والمعاهد الفنية والمهنية والتعليم الجامعي والعالي لتصبح الجامعات منتشرة في كل المحافظات على امتداد مساحة الوطن اليمني وعلى صعيد الصحة والمواصلات والاتصالات والزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات الحيوية الاقتصادية الاستراتيجية كشبكة الطرقات التي أصبحت تربط قرى ومدن اليمن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه، وكذا شبكة الاتصالات الى كل قرية وبيت.. هذه الانجازات ما كان لها أن تكون لولا أولئك الابطال الميامين الذين تصدروا صفوف الحركة الوطنية اليمنية، منتصرين لشعبهم ووطنهم في الحرية والانعتاق من ربق النظام الإمامي وما ارتبط به من مظاهر التخلف، فكان ذلك اليوم المجيد من 26سبتمبر عام 1962م.. مقدمين بشجاعة على تفجير الثورة، مقدّمين في سبيلها أغلى التضحيات وقوافل الشهداء ومعهم كل الشرفاء والمخلصون من أبناء الوطن الذين بهم انتصرت الثورة وترسخ نظامها الجمهوري لتبدأ معركة الأمن والاستقرار والتنمية والبناء التي هي الأخرى واجهت تحديات تمثلت في الصراعات والحروب والمؤامرات والدسائس، التي كانت- حتى نهاية عقد سبعينيات القرن الماضي ومطلع الثمانينيات الثورة تسير نحو تحقيق أهدافها خطوة الى الأمام وخطوتين الى الخلف ليكون عقد الثمانينيات- الذي تولى فيه زمام قيادة الوطن الزعيم علي عبدالله صالح- هو نقطة الانطلاقة الحقيقية لمسار الثورة باتجاه تأمين وتوطيد الاستقرار وتسريع حركة التنمية التي تجلت في استقلالية القرار السياسي والاقتصادي لبلادنا، وهذا يعبر عنه منجز استخراج النفط وإعادة بناء سد مارب، فهذان المنجزان يعدان قبل هذا التاريخ حلماً طالما راود اليمنيين بعد قيام ثورتهم الى جانب استعادة وحدة الوطن وبهما عادت الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» الى مسارها الصحيح في 22مايو الاغر 1990م.. وتلازم هذا المنجز مع بناء الدولة اليمنية الموحدة على أساس النهج الديمقراطي التعددي، تتواصل الانجازات في التحولات الديمقراطية والبناء التنموي، وهنا لم تنتهِ التحديات التي كان مصدرها تلك القوى المعادية للثورة والوحدة والديمقراطية التي تحالفت لوقف مسيرة الامن والاستقرار والتنمية والبناء عبر مؤامرات وافتعال الأزمات لتبلغ ذروتها العام الماضي 2011م وغايتها الوصول الى السلطة ولو كان عبر مشروع انقلابي أوصل بلادنا الى حافة الكارثة، حال دونها أولئك الشرفاء الأوفياء المخلصون من أبناء شعبنا، وبمساعدة الاشقاء والاصدقاء أُفشلت المؤامرة عبر التسوية السياسية التي جاءت بها المبادرة الخليجية، إلا أن البعض يحاول إعادة اليمن الى المربع الاول والسعي الى إفشال المبادرة التي أعلن المؤتمر الشعبي العام الالتزام بها وتطبيقها وفقاً لآليتها التنفيذية المزمنة، وهذا نابع من قناعته بأن هذا الطريق هو الذي سيخرج اليمن الى بر الامان ويحفظ له إنجازات ثورته ووحدته وخياره الديمقراطي حتى يتمكن من مواصلة مسيرته صوب المستقبل الافضل آمناً ومستقراً ومزدهراً في ظل ثورته الخالدة 26سبتمبر.