علي الشعباني - توفي المناضل الكبير عبدالسلام صبرة قهراً بعد لحظات من سماعه خبر اسقاط أهداف ثورة 26سبتمبر من على صحيفة الثورة على يد من يدعون الثورية ويتشدقون بالتغيير الذين ظلوا أكثر من عام ونصف يصرخون به في الشوارع والساحات دون امتلاك هدف أو مبدأ وطني يمكن أن يضعوه في المساحة الفارغة عند اسقاطهم لأهداف ثورة 26سبتمبر الخالدة من على الصفحة الأولى للصحيفة ليدرك اليمنيون يومها اكثر من أي وقت ان «ثورة» الغوغاء فارغة كفراغ عقولهم من أي هدف وطني.
عندها قال المناضل حمود بيدر رئيس منظمة مناضلي الثورة: إن القوى الظلامية هي من يقف وراء شطب أهداف الثورة من أجل تفجير الأوضاع في البلاد، وأضاف: إن عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود الى الوراء مهما تآمر المتآمرون، فثورة (سبتمبر واكتوبر) راسخة في وجدان كل أبناء الشعب اليمني فقد افتداها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني وقدموا أرواحهم رخيصة لأجل الحفاظ عليها.
اجمع السياسيون والكتّاب والمراقبون على أن ما حدث في اليمن عام 2011م بأنه أزمة سياسية كان الهدف منها تقويض الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي واسقاط النظام بالفوضى ليصعد الاخوان والقوى المتطرفة والقبلية الى الحكم بعد اجهاض الديمقراطية والشرعية الدستورية وكان المشترك وشركاؤه يتشدقون بالشعارات الثورية لتمرير مؤامرتهم والادعاء بأن ما يحدث في اليمن هي ثورة، ووظفوا ذلك بعناية لخدمة أولئك الذين طالما اعتقدوا أن الحكم في اليمن يجب أن لا يخرج عن دائرتهم، بعد أن كانت الثورة اليمنية قد أنهت على هذه القوى من خلال تجسيد النهج الديمقراطي، كما وظفت الشعارات الدينية لخدمة مشروع الحكم الاسلامي أو الدولة الاسلامية التي رفضها شعبنا وثوار سبتمبر وأكتوبر قبل أكثر من أربعة عقود.. ولذلك كانت محاولات المشترك خلال العام 2011م هي قيادة ثورة مضادة للثورة اليمنية الأم.. ثورة ادعت إلغاء السجون الخاصة والقمع والاختطاف وفتحت سجوناً وقمعت أصواتاً واختطفت خصوماً.. وأفسدت أكثر مما أصلحت.. ثورة هتفت بالسلمية وسفكت دماء الأبرياء من المواطنين كما لم تتردد عن ارتكاب جريمة قتل جماعية للمئات وهم راكعون بين يدي خالقهم في مسجد دار الرئاسة.
< يقول الاستاذ عبده الجندي: استطيع القول إنني واحد من الذين قرأوا تاريخ معظم الثورات والايديولوجيات التقدمية الصاعدة الى الأمام والرافضة للجمود والرجعية، ولم أجد ثورة واحدة واقفة أو جامدة تتبنى القهقري والتراجع الى الخلف كثورة المشترك، ولم أجد أية ثورة من الثورات الوطنية والقومية والأممية تحاول عبثاً إعادة عجلة التاريخ الى الخلف ودعوة الشعوب الى التراجع من التقدمية الى الرجعية ومن العدالة الى الظلم ومن الديمقراطية الى الدكتاتورية ومن التطور الى التخلف ومن الوحدة الى التجزئة ومن الحرية الى العبودية ومن المساواة الى الطبقية لأن الثورة حركة جدلية صاعدة الى الأمام وليست حراكاً رجعياً تتقهقر الى الخلف من الاعلى الى الأدنى كتلك الثورة الهادفة الى القضاء على الوحدة والديمقراطية والمساواة والتقدم والرقي الحضاري.
إن قراءة متعمقة في أهداف ومبادئ ثورة المشترك سيقودنا الى استنتاج واضح هو أن المشترك وشركاءه لم يقوموا بثورة وإنما اعدوا مؤامرة تستهدف ثورة 26سبتمبر وتسعى الى اسقاطها.
< ويقول الكاتب فيصل الصوفي: الثورات الحقيقية تضع لها أهدافاً تقدمية تجذب الجماهير نحوها وتعطيهم أملاً بأن القادم سيكون الأفضل من السابق والقائم.. وثورة 26سبتمبر 1962م التي قادها تنظيم الضباط الأحرار من هذا النوع من الثورات التي اسقطت نظاماً إمامياً كرس التخلف في كل مجال، وأتت بنظام جمهوري، فأول أهدافها هو إقامة نظام بديل مختلف وهو النظام الجمهوري.
أما ما يسمى اليوم بالثورة الشبابية فهي بمثابة ثورة مضادة للثورة اليمنية، يمكننا قول ذلك دون شعور بالتجني على أحد، خاصة بعد أن انخرطت فيها القوى التقليدية العسكرية والقبلية والاسلامية ووظفتها لصالح أهدافها، فما يسمى اليوم بالثورة الشبابية هي ثورة للتغيير نحو الأسوأ، ثورة الهدف منها تمكين العسكر والقبيلة والأسر المشيخية ذات الارتباطات العصبوية والتجارية الى جانب تمكين المشروع «المتطرف» المرتبط بأسوأ تقاليد الماضي فضلاً عما أوجدته هذه الثورة من ظروف ملائمة لانتعاش التعصب المناطقي والقبلي وظاهرة الارهاب وتدمير العقول وإثارة الانقسامات الاجتماعية.
إن مقارنة غير متعمقة لأهداف ثورة «26سبتمبر الخالدة ومشاريع ثورة المشترك سيقودنا الى نتائج أصبحنا نلمس ثمارها المرة بعد أن فشلت تلك المؤامرة الثورية في الالتفاف على مكاسب وأهداف ثورة 26سبتمبر الخالدة.
ليس هذا فحسب.. بل لقد عملت الأحزاب المتطرفة في المشترك على تعطيل القوانين والدستور.. وتعمدت مخالفة شريعة الله بقطع الطرق ومنع وصول الخدمات للمواطنين.. واعتبرت ذلك جهاداً باسم الدين..
ونخلص من كل ذلك أن لا فرق بين أساليب الحكم الكهنوتي الذي اتبعه الأئمة وبين الأسلوب الكهنوتي الذي اتبعه الإصلاح..
خلاصة..
نحن أمام تراجيديا تاريخية لن تنتهي فصول مأساتها اليوم أو غداً.. بل قد تستمر قرناً أو أكثر لكنها ستظل قصة تحكي ابشع الفصول من تاريخ الدجالين..
أما الثورة اليمنية فهي ثورة شعب وليست ثورة قطاع طرق وغوغاء.
|