محمد أنعم -
ليس أمام الشعب اليمني من بصيص أمل للنجاة من كارثة الحرب الأهلية إلا العبور عبر الحوار للخروج من الأزمة والوصول باليمن الى شاطئ الأمان.
هذا الخيار ليس قضية مؤتمرية مقدسة ولكنه وعي حضاري لدى شعبنا منذ آلاف السنين.. فكلما تعرض الوطن للمخاطر والمحن واستعرت في أرجائه نيران الفتن.. كلما انتصر اليمنيون بالحوار، حتى عندما وقفت الملكة بلقيس تخاطب قومها في فحوى رسالة سليمان عليه السلام- فقد أكدت أن قضية الوطن ومواجهة التحديات داخلية أو خارجية ليس من حق الملك أو الحاكم أن يتفرد باتخاذ القرار فيها، وكان الحوار حكيماً.. وديمقراطياً.
<< اليوم اليمنيون أمام وضع معقد.. أيام معدودات تمضي سريعاً وعليهم أن ينقذوا الوطن ويصونوا دماء المواطنين بالحكمة والسمو فوق الصغائر وتغليب مصلحة اليمن على المصالح الخاصة.
لابد أن تتوقف تلك الاصوات التي تعتقد أنها «أولو قوة وأولو بأس شديد»، ولا يُترك لهم تحديد مصير الوطن والشعب.. وأن يمضي الحكماء في معالجة كل مشاكل اليمن ويستشعروا مسؤوليتهم الوطنية والدينية والتاريخية.
فلغة القوة لم تندمج في ذلك المشهد الشوروي للملكة بلقيس مع كبار رجال اليمن.. والتهديد خارجي، فما بالنا اليوم عندما يكون الخلاف داخلياً.
«الميثاق».. وانطلاقاً من إيمان المؤتمر بالحوار، وتأكيداً على أهميته كنهج حضاري لشعبنا تخصص صفحة اسبوعية تُعنى بقضايا وموضوعات الحوار الوطني الشامل الذي يتطلع اليه شعبنا.. حريصين على ألا تكون هذه القضية مؤتمرية فحسب وإنما قضية وطنية.. ولابد أن نكرس الجهود والامكانات لضمان إنجاح عمل اللجان المكلفة بالإعداد والتحضير للحوار.. وكذلك خلق وعي حول أهمية طرح القضايا المختلفة على طاولة الحوار وإيجاد معالجات لها في إطار جهد وطني مشترك.. كما نحرص في «الميثاق» على تعزيز الوعي بأهمية الحوار كأسلوب حضاري.. وخلق اصطفاف وطني واسع لمواجهة كل من يحاولون إفشال الحوار..
ونتطلع من خلال هذه الصفحة أن نجسد مضامين الرؤى الوطنية التي يتبناها المؤتمر والملبية لتطلعات جماهير الشعب والتي سيقدمها الى مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في نوفمبر المقبل.. وبالله التوفيق،،