تقرير: عبدالكريم المدي - تستعد النقابة العامة لعمال البلدية - النظافة لإعلان جولة جديدة من الاضراب عن العمل تشمل جميع مدن الجمهورية وربما أنها هذه المرة ستطول، كما يذهب لذلك معظم العمّال وقيادة وكوادر نقابة عمّال البلدية، والاتحاد الوطني للفئات الأشد فقراً، الذي يعرّف بـ«المهمشين».
يذكر انه سبق وأن أضرب عمّال البلدية لأيام عدة مطلع هذا العام 2012م وتحديداً خلال ابريل ومايو وفي آخر مرة طالت فيها فترة الاضراب عن العمل في العاصمة صنعاء ومعظم مدن اليمن، الأمر الذي تحولت فيه العاصمة الى ما يشبه مكب النفايات في ضواحي «ريودي جانيرو» عاصمة البرازيل، حيث تكدست أطنان من القمامة ومخلفات الطعام والأتربة على طول الشوارع العامة والفرعية والأحياء السكنية، لدرجة حذر فيها اختصاصيون ومنظمات محلية وأجنبية من كارثة بيئية تهدد العاصمة صنعاء..
وعلى اثر صدور قرار تعيين عبدالقادر هلال أميناً للعاصمة صنعاء والذي تزامن مع موجة جديدة من إضراب عمّال النظافة وقد اعلن حينها اصراره على حل مشكلتهم المتمثلة بتوظيف حوالى 20 ألف عامل في العاصمة بدلاً من الأجر اليومي الذي يحرمهم من أبسط الحقوق.
الوعود التي أطلقها أمين العاصمة جاءت بعد وعود كثيرة وتصريحات لا حصر لها من قبل رأس حكومة الوفاق بحل هذه المشكلة.. وانصاف «عمال النظافة» بمعنى توظيفهم وتنفيذ بقية مطالبهم الحقوقية والقانونية وعلى وجه السرعة، وقد شكل محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء في حينه لجنة عاجلة لاستكمال الاجراءات - كما أعلن يومها إعلامياً- وعن توظيف العمال ودفع مستحقاتهم القانونية..
مصير اللجنة
وبالعودة الى الطرف المعني بهذه القضية النقابة العامة لعمال البلدية، توجهنا بالسؤال التالي لرئيس النقابة أحمد المرزوقي: وسألناه عن الأسباب التي تجعلهم من جديد اليوم يستعدون لإعلان الإضراب وماذا عن لجنة باسندوة وتصريحات أمين العاصمة؟
يرد المرزوقي قائلاً: لم يحدث أي جديد ولم تلتزم الحكومة بشيء مما وعدت والموضوع مماطلة في مماطلة واللجنة تعمل وفقاً لمزاج الحكومة ووزيري المالية والخدمة.. حيث تقوم اللجنة الى جانب المماطلة والبطء بالانتقاء والمطالب التعجيزية التي لم ينص عليها المحضر ولا القانون ومن ذلك أنهم يريدون شطب أسماء والتعديل على البعض الآخر الى جانب عدم تنفيذ أي شيء من الاتفاق الأخير مع الحكومة وأمين العاصمة من حينها الى اليوم.
المواثيق الدولية
مشيراً الى أنهم بالفعل لن يسكتوا أو يستسلموا لهذا الظلم وهذه السياسة التي تمارس بحقهم والتعامل الذي يتنافى وكل القوانين المحلية والمواثيق الدولية.
وعن نوعية التصعيد الذي يعتزمون القيام به أكد المرزوقي بأنهم بداية سيضربون عن العمل ولفترة معينة ومن ثم يعلنون عن خيارهم التصعيدي الثاني حتى تسمعهم حكومة الوفاق بوعي ومسؤولية وليس من خلال آذانها السابقة أووسائلها وطرقها في ذر الرماد على العيون.
وشدد المرزوقي على ضرورة تنفيذ كل النقاط التي تقدمت بها النقابة العامة لعمال البلدية للحكومة والتي هي، كما قال، دستورية وقانونية مائة في المائة.
الحكومة واللامبالاة
إن مشكلة عمّال النظافة التي يبدو أن حكومة محمد سالم باسندوة لم تقدر بعد خطورتها وغدت كالشبح الذي يتخوف من مواجهته سكان العاصمة صنعاء وبقية مدن اليمن سيما وأن تجارب مواجهته منذ أواخر العام 2011م وحتى اليوم كانت مرّة وصعبة الى الحد الذي يصفه أحد ساكني أحياء شارع تعز بالكارثة.. مؤكداً لـ«الميثاق» بأن التجاهل المتعمد من قبل الحكومة لمطالب عمال النظافة والاستهتار بهم يعود للامبالاة من قبل الحكومة، وكذا عدم احترام الحقوق والقوانين وهذا- كما قال- يعكس ثقافة عامة وأسلوباً عاماً لأداء الحكومة في بقية القطاعات والمجالات الاخرى.
لافتاً الى أنه بالفعل صار يخشى ومعه كل الناس من إعلان عمّال البلدية إضرابهم عن العمل وتحول المدينة الى برميل قمامة كبير يصعب العيش فيه أو التعامل معه.
تعالي حكومة باسندوة
< نعمان قائد - رئيس الاتحاد للمهمشين الذي يمثّل عمّال النظافة أحد أهم مكوناته قال لـ«الميثاق» حول هذه القضية:
- هناك من يريد إجبار عمّال النظافة والمهمشين كافة الى استخدام وسائل غير حضارية والجنوح نحو العنف من أجل الاعتراف بهم - كما هو الحال مع بقية المكونات والنخب التي تنظر لها الحكومة اليوم بعين واسعة وقلوب وعقول مفتوحة.
نحن نستنكر هذا التميز الحاصل بحقنا والمماطلة والتحايل، وقلنا أكثر من مرة إننا ننشد الدولة المدنية الحديثة التي تحتكم للقانون ويسودها العدالة الاجتماعية والمساواة، لكن حكومة الأخ محمد سالم باسندوة لم تتعامل معنا وفقاً لهذه القناعات التي نؤمن بها وندعو اليها.. والدليل على ذلك عدم احترامهم للقانون والمطالب الحقوقية المشروعة لعمّال النظافة وللاتفاقات والتصريحات التي تمت منذ بداية هذا العام ولم تلتزم بها الحكومة أو تنفذ منها شيئاً.
أمر مرفوض
لافتاً الى أن هناك التفافاً وتحايلاً واضحاً من قبل الحكومة وتحديداً وزارتي المالية والخدمة حول تثبيت عمّال النظافة وتنفيذ مطالبهم التي حددتها النقابة العامة لعمّال البلدية.. وهذا الأمر مرفوض ولن يكتب له النجاح.
وقال: التجاهل الرسمي لمطالب المهمشين (عمّال النظافة) وعدم تنفيذ حقوقهم والتعامل معهم من منظور استعلائي وفوقي يؤكد أن الحكومة والمعنيين مازالوا رهيني الجهل والتمييز.. وهذا التعامل سيقود الى كوارث جديدة في البلد وسيدفع بنا الى الخروج على صمتنا والعمل بكل وسائلنا من أجل انتزاع حقوقنا وفقاً لتعاليم الدين الاسلامي وكل المواثيق الدولية التي وقعت عليها بلادنا.
مشيراً الى أن (3) ملايين مهمش قادرون على إيصال أصواتهم بكل وضوح ليس للداخل فحسب بل لأصقاع الأرض.
نستعير سلاح الحوثي
وقال رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين: إذا ظلت الحكومة تتعامل مع المهمشين عموماً وعمّال النظافة خصوصاً بهذه الآلية والاسلوب الفج فسوف نعلن عن خيارنا الأخير ونلجأ لخطوات الحوثي ونناضل حتى نحصل على حقنا في الوظيفة العامة وتمثيلنا في البرلمان وغيره ولم يكن شعارنا بعد هو المكنسة التي نطالب اليوم بصرف راتب حكومي لحامليها واعتمادهم وفقاً للقانون في كشوفات موظفي الدولة.
|