د.حنان حسين - أضحت كل العيون في وطني تصلي صلاة الانتظار ، واختنقت من قاموس حياتنا أثمن الأمنيات ؛ ربما أصبحنا اليوم نريد أقل القليل ؛ ليسد رمق الخوف واليأس الجاثم على صدورنا نحن الشعب ، بعد بصيص الأمل الذي زار قلوب البعض منا أثناء توقيع المبادرة الخليجية ومحاوله انتشال اليمن من الدمار على حد قولهم ، وكانت ساعة التوقيع في السعودية (مولانا الثاني ) وبرعاية أمريكا (مولانا الأول ) ، ظل الشعب اليمني حينها يعانق شاشات التلفاز يحلم بغد أفضل يعود فيه الأمن والأمان ، لم نأبه لبعض تلك الوجوه الموقعة التي كانت تصرخ في وجوه الصمت تعلن الحقد والغدر وتنشد المصلحة الشخصية ، وتم حينها تقاسم وطن بل اغتصاب وطن !! نعم اغتصاب وطن ، وبعد ذلك كان يميناً دستورياً غموس تلك هي الحقيقة التي أضحى الجميع على دراية بها ، واليوم انتفخت البطون وشيدت لهم القصور وملئت خزائنهم بالنقود وهاهم يقصون هنا ويكذبون هناك ويسرقون هنا ويتشدقون هناك وسقطت أقنعة الأمس والتشدق بحب الوطن ونحن لا زلنا لم نفرغ بعد من صلاة الانتظار ، وأصبحنا نحن الشعب غرباء في موطن الميلاد وكأننا مستوردين من دول أخرى فخيرات الوطن تلفظ أنفاسها عند أقدام الساسة والمسئولين الذين لم يكتفوا بذلك بل لم يتركوا باباً للتسول إلا وطرقوه ؛ ليكتبوا تاريخاً جديداً لليمن أبشع من ما كان عليه ، يمن يعيش على المعونات وبكل صدق لا يمكن لأي عاقل أن يصدق هذه الجملة ؛ فاليمن لا يعيش على المعونات يا كرام ؛ بل الساسة والمسئولين هم من يعيشون على المعونات ؛ فخيرات الوطن اغتُصبت وانتهكت كرامتها ، في وقت اختفى فيه الرجال الحقيقيون ، يتحدثون عن كرامة وعن شعب حضاري شعب أصيل يتحدثون عن أمجاد وثورات هذا الشعب ، الذي للأسف الشديد وقع في شباك اللصوص ، لا أدري أي لعنة تلك التي أصابته وأي مهانة تلك التي تميز أولئك القادة الذين أصبح همهم الأول الظفر بالأكثر في هذه المرحلة مرحلة ( صراع السنتين ) وباسم الشعب اليمني يتصدر القادة قائمة المتسولين في العالم ، وربما سنحتل المركز الأول في ذرف الدموع ، ويا ليت شعري كانت تلك الدموع لأجلك يا شعبي الكادح ، ربما كان في الأمر جانب من حب الوطن يجعلنا نستسيغ ذرفها في أتفه الظروف واختفائها في أحزنها ، ولم نعد بحاجه للدموع ولا للتسول ولا لصلاة الانتظار ولم نعد ننام لنحلم بغد أفضل ، فقط هي رسالة لن تمزق لأنها لن تصل مكتوبة ولن تسمع لأنها صادرة من الشعب ، رسالتنا لكم أيها الساسة أن تكفوا تسول ومهانة ، ارفعوا رؤوسكم لا تذلونا أكثر لا تهينونا أكثر تعودنا على الجوع وتعودنا أن نرتدي الملابس الرثة ونفترش الحصير في بيوتنا ، ومستعدين أن نظل لكن لا تمسوا كرامتنا بركوعكم للأشقاء والأصدقاء بركوعكم حتى للشيطان !!! فلن ينهض وطن قادته (يُشترون بالدراهم والريالات والدولارات) ، لن يرفرف علم في شموخ وقياداته راكعون في دواوين الملوك ينتظرون خير الملك ، لن يشعر بالأمان شعب قادته يذيلون دخول السلاح ويؤججون للحرب ألأهلية والطائفية ، لن يذكر التاريخ هؤلاء إلا بأبشع الأوصاف وسيلعنهم الشعب والأجيال حتماً ، فيامن انتم سبب شقائنا وفقرنا لم نعد نريدكم لم نعد نثق بكم فلترحلوا جميعاً كي نعيش بكرامة ، فأنتم بطون لا تشبع .. وعقول لا تعرف إلا أن تركع .. فالفاسد اليوم في العرش تربع .. والشعب من فقر إلى فقر مدقع .. والخوف سكن القلب والقلب توجع .. ونحن قررنا أن لا نخضع ، وصرخة الصمت تدوي تملئ سماء وطني ؛ انتظرنا أن يتمخض من رحم الألم ... أمل وحياة كريمة وبعد شهور تتعسر الولادة ونظل رافعين الأكف إلى السماء ننشد الفرج ؛ لنكتشف في النهاية أنها ولادة لحمل كاذب ، فلا مولود ولا أمل فلن يولد أمل وحياة كريمة وثمة قادة راكعين في بلاط الملوك |