اقبال علي عبدالله -
هل حالنا وأحوالنا اليوم أفضل مما كانت عليه قبل ثورتي الـ26 من سبتمبر 1962م والـ14 من اكتوبر 1963م المجيدتين؟!.. سؤال كبير اختزله في سطر واحد، وقد تبادر الى ذهني ويقيناً لدى غالبية أبناء شعبنا في عموم الوطن ونحن نحتفل هذه الأيام بأعياد الثورتين .. العيد الخمسون لثورة سبتمبر والتاسع والأربعون لثورة اكتوبر.
الحقيقة التي لا يمكننا التهرب منها في الإجابة على هذا السؤال الكبير والمهم لأنها حقيقة نعيشها ونتلمسها كل يوم بل كل لحظة خاصة وأن تداعيات الأزمة السياسية التي نعيشها منذ العام المنصرم مازالت تهيمن على المشهد، بل وتتزايد يوماً بعد يوم لتمتد وهذا من الطبيعي الى حياتنا الاقتصادية والمعيشية وأمننا واستقرارنا.
السؤال واضح ومفهوم ولا أحب الإطالة في تقديمه خاصة وكما يقولون: «بلغ السيل الزبى..» .. إن احتفالاتنا هذا العام ومنذ العام المنصرم عام اندلاع الأزمة المفتعلة من قبل ما تعرف بأحزاب اللقاء المشترك هي احتفالات تشير وتؤكد أننا في طريقنا الى فترة ما قبل اندلاع الثورتين اللتين قضتا على الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد في شمال الوطن والاستعمار البريطاني الناهب للثروات والحريات والأرض في جنوب الوطن.. نعم إننا اليوم وبعد مسيرة طويلة من التضحيات وأنهار من الدماء التي قدمها شعبنا اليمني كله من أجل انتصار الثورة اليمنية الواحدة وتحقيق أهدافها من إنجازات لا يستطيع الناكرون للحقيقة نكرانها أو سرقتها وبيعها لأعدائنا المعروفين منذ اندلاع الثورة وانتصارها..
نعم نحن في طريقنا- لا سمح الله- الى هذه الفترة، ولا أبالغ في قولي هذا، بل أدعوا كل قارئ وكل مواطن يعيش في هذا الوطن الذي جعله بعض أبنائه الذين فقدوا انتماءهم اليه، جعلوه وطناً منكوباً بعد أن كان سعيداً يضرب به الأمثال في الأمن والاستقرار وعزيمة أبنائه في تحقيق المنجزات التي أبهرت العالم ومنها منجز الوحدة المباركة التي جعلت الأعداء في الداخل والخارج يحسبون للوطن الموحد الف حساب وحساب وتزداد مخططاتهم اكثر شراسة للنيل من هذا الوطن ومن قائده الزعيم علي عبدالله صالح.
إن الأزمة السياسية وتداعياتها المستمرة والتسليم الطوعي للسلطة من الزعيم علي عبدالله صالح جعلت احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الواحدة هذا العام لا طعم لها بل أعادتنا الى زمن الثورة وتذكر التضحيات العظيمة التي قدمتها قوافل الشهداء من أجل هذا الوطن من أجل حريته وكرامته والتخلص من الجهل والفقر والمرض.. من أجل أمنه واستقراره ووحدته المباركة التي يتجه الأعداء اليها اليوم بالمال وتسميم عقول بعض الأبناء الذين لم يعيشوا زمن الانفصال ومآسيه.. وباختصار أقول: - وبكل صدق- إن احتفالاتنا بأعياد الثورة هذا العام تحمل صوراً سوداء بل جل اهتمامها النهب من أموال الشعب التي جلبت عبر الشحت .. من هنا أكرر ما يقوله غالبية المواطنين في عموم الوطن إننا نبكي على أيامنا والسنوات التي كان الوطن يعيش فيها قبل الأزمة وكل عام وأنتم بخير.