|
|
|
الميثاق نت/ حاوره/ عارف الشرجبي: - < أكد الأخ العميد عادل مقيدح- قائد قوات العاصفة أثناء حرب التحرير قائد محور عدن- أن الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» وجدت لتبقى مهما حاول البعض الانقلاب عليها.. وقال في حوار مع «الميثاق»: إن الحركة الوطنية مليئة بالعبر والدروس المشرفة، وعلى الدولة إعادة النظر في كتابة التاريخ لينصف كل من شارك في الثورة .. لافتاً الى أن الكثير ممن شاركوا في ثورة سبتمبر واكتوبر قد هُمشوا ولم يلتفت لهم أحد بعد نجاح الثورة.. ونوه أمين عام حزب جبهة التحرير الى ضرورة دخول كافة الأطراف في الحوار المقبل من أجل الخروج بالوطن من الأزمة وأن يخرج الحوار بمشروع للتصالح والتسامح ليعيد الحقوق الى أهلها بدلاً من لغة التهديد التي يطلقها البعض بين الفترة والأخرى بغرض.. فإلى نص الحوار..
< وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى الـ50 لثورة 26سبتمبر والـ49 لثورة 14اكتوبر المجيدتين.. ما أهم المحطات التي مرت بهما ومازالت محفورة في ذاكرتك كأحد المشاركين فيهما؟
- محطات الثورة اليمنية كثيرة ولا استطيع سردها في هذا اللقاء لأن تاريخاً غنياً كهذا لا يمكن اختزاله ولو فعلنا ذلك سنساهم في تجاوز أجزاء كبيرة منه وتغييب كفاح شعب بكامله ومع ذلك لابد أن نشير الى بعض هذه المحطات لنترك الجزء الأكبر لكُتَّاب التاريخ المتخصصين شريطة أن يكتب بحيادية وليس كما يفعل المنتصر حين يكتب التاريخ فينسبه لنفسه، وما يمكن الاشارة إليه أن ثورة 26سبتمبر 1962م كانت تمضي في اتجاهين الاول يسير للقضاء على الحكم الإمامي في شمال الوطن وفي نفس الوقت كان الإعداد لثورة اكتوبر في جنوب الوطن يسير على قدم وساق من خلال الذين شاركوا في ثورة سبتمبر وعادوا الى عدن وردفان أو من خلال من يتدرب في مدينة تعز على حمل السلاح من أبناء المحافظات الجنوبية أو الذين انخرطوا في الكفاح المسلح من أبناء تعز وإب وغيرها من المحافظات الشمالية ضد الاستعمار البريطاني، فهناك حركات تحررية في عدن قبل ثورة 26سبتمبر 1962م كحركة 24 سبتمبر 1962م أي قبلها بيومين فقط، وقد كانت في عدن عندما حاول الانجليز ضم عدن للمحميات البريطانية فقامت ثورة شعبية كبيرة جداً شارك فيها الجميع بمن فيهم أبناء الريف وقد استشهدت فيها المناضلة لطيفة الشودري وهي أول شهيدة في الحركة الوطنية في عدن وهذه المناضلة التي غيبها كثير من المؤرخين كانت أول من تسلق على سور ومبنى المجلس التشريعي البريطاني في عدن وهو الآن مبنى البحث الجنائي في كريتر، وحاولت إنزال العلم البريطاني منه، فأطلق الجنود البريطانيون النار عليها فاستشهدت في الحال، كما استشهد بجانبها معاوية سعيد باعزب من لحج وكان واقفاً بجانبي، حيث استشهد وهو في المسيرة التي انطلقت من كريتر الى المجلس التشريعي.. هذه محطات مشرقة من تاريخ الحركة الوطنية وما يميزها أن من شارك فيها هم من كل أنحاء الوطن شماله وجنوبه أمثال الاستاذ علي عبدالرحمن الاسودي ومحمد سعيد رئيس حزب الشعب الاشتراكي ومحمد سالم علي وعلي عبده الذي نُسي تاريخه بكل أسف، كذلك الاخ عبدالله الاصنج رئيس اتحاد عمال العرب.
< وماذا عن ثورة 14أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان؟
- هذه الثورة- كما قلت لك- كان الإعداد لها مبكراً وقد شارك فيها بعض ممن كانوا في شمال الوطن يقاتلون ضد الإمام أحمد ومنهم المناضل البطل راجح بن غالب لبوزة الذي عاد من صنعاء بعد قتال عنيف في جبال المحابشة ضد الإمام .. عاد ومعه الكثير من أبناء ردفان وكانوا يحملون السلاح الذي جاءوا به من الشمال، فعلم الاستعمار بذلك فطلب منهم تسليم السلاح الا أن لبوزة ومن معه رفضوا ذلك وفضلوا القتال والبدء بالثورة التي كان الجميع يعد لها الا أننا لم نكن قد حددنا ساعة الصفر أو الانطلاقة الاولى لها، فكانت الانطلاقة الاولى لها من ردفان على إثر قتال لبوزة مع عساكر الانجليز، وقد كان بجانب الشهيد لبوزة مجموعة من الثوار أمثال محمد عبدالله مجعلي من أبناء أبين «دثينة» والأخ عبود سعيد الإبي ثم انضم الى الثورة العديد من أبناء الوطن مثل عبدالله باذيب وعبدالله أحمد عمر وتوفيق عوبلي والمناضل الكبير حسين الدقمي الذي غيب دوره من قيادة الجبهة القومية، ولا أنسى دور المناضل قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وغيرهما.
واحدية الثورة
< مشاركة كل أبناء الوطن من جميع المحافظات ضد حكم الإمام والاستعمار ألا يدل على واحدية النضال والثورة؟
- فعلاً هناك وحدة روحية ونضالية وجغرافية منذ الأزل، فالشعب اليمني موحد ومسألة اشتراك الجميع في الكفاح يؤكده التاريخ على أرض الواقع منذ بداية الثلاثينيات وما قبلها وبعدها بدليل وجود كوكبة من المناضلين قدموا من تعز وإب وصنعاء يقاتلون ضد الاستعمار البريطاني أمثال عبود وعبدالفتاح اسماعيل ومحسن الشرجبي وراشد محمد ثابت ومحمد عبده نعمان وعبدالرحمن الصريمي، والدكتور قاسم سلام أمين عام حزب البعث الذي جاء من وسط الحركة الطلابية، وكذلك عبدالوهاب نعمان الملقب كاسترو، وعبدالغني كليب، وسعيد حنبلة وعبدالله غالب النبهاني والد الشيخ جابر رئيس فرع المؤتمر بتعز، وكذلك اللواء محمد حاتم الخاوي الذي كان حينها قائد الحرس الوطني بتعز ومعسكر إب لاستقبال الفدائيين وكان يعمل على تدريب المقاتلين وتسليحهم وإرسالهم للقتال في أنحاء الوطن، وكان قد سبق ذلك خروج الشيخ راجح لبوزة ومعه المئات من المقاتلين للقتال ضد الإمام في صنعاء والمحابشة وغيرها ثم بعد ذلك شارك الآلاف من أبناء عدن ولحج وأبين في فك حصار صنعاء، وهذا يجسد واحدية الثورة والنضال والمصير.
التاريخ يعيد نفسه!!
< ما أهم التحديات التي واجهت ثورة اكتوبر؟
- التحديات كبيرة فلم تكن الطريق مفروشة بالورود، وأعتقد أن شحة الإمكانات لدى المقاومة كانت ضمن عوائق كبيرة كما أن الانقسام في صفوف فصائل النضال أثر سلباً على مسيرة الثورة رغم انتصارها، فالحرب الاهلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية ساهمت في إعاقة مسيرة الثورة وقيام الوحدة، وكذا الدعوة لقيام الجنوب العربي من قبل البعض وفي المقدمة حزب الرابطة بقيادة محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وعدد من السلاطين الموالين لبريطانيا والراغبين ببقاء السلطنات والإمارات في المحميات المنضوية داخل حكومة الاتحاد الفيدرالي المزروع والممول من قبل الاستعمار البريطاني بهدف تمزيق الوطن اليمني الواحد وطمس الهوية اليمنية.. وما نشاهده اليوم من دعوات انفصالية تحت مسميات الفيدرالية أو فك الارتباط وعودة السلطنات أو الحركة الحوثية الا استمرار لذلك التآمر على الوطن ونظامه الجمهوري وكأن التاريخ يعيد نفسه.
عمليات نوعية
< وأنت واحد من المساهمين في ثورة 14 اكتوبر.. ما أهم العمليات الفدائية المنفذة ضد جيش الاحتلال البريطاني بعدن؟
- العمليات الفدائية كانت كل يوم وساعة ضد الاحتلال ومن مختلف فصائل النضال ولا يمكن حصرها وأتذكر فقط عمليتين مهمتين الاولى قام بها المناضل خليفة عبدالله خليفة الذي فجر قنبلة المطار ضد المندوب السامي البريطاني ومجموعة من السلاطين أثناء محاولة سفرهم الى لندن للتفاوض حول عملية وضع عدن تحت الوصاية والانتداب وبقاء بعض وحدات الجيش البريطاني في عدن بعد الاستقلال، وبهذه العملية فشلت هذه الخطة، وكذلك العملية الفدائية التي قام بها المناضل الكبير أحمد هادي أبو الفتوح العولقي في طريق البريقة «عدن الصغرى» وفجر أنابيب النفط، ونفذها بكل دقة ونجحت في ضرب الهدف وكان أحمد أبو الفتوح قائد فرقة صلاح الدين التابعة للتنظيم الشعبي للقوى الثورية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، إضافة إلى العملية الفدائية التي نفذها أحمد سكران حين زرع لغماً بطريق دار سعد وفجر موكب السلطان بن علي سلطان لحج ووزير الدفاع في حكومة الاتحاد، وهناك عمليات نوعية أخرى ناجحة هزت الاحتلال البريطاني وجعلته يعجل بالرحيل.
قوى تقليدية
< ولماذا لم يتم إعلان تحقيق الوحدة اليمنية بعد الاستقلال؟
- هناك أسباب داخلية وخارجية.. فهناك دول دعمت بعض الاطراف والمشائخ والقوى التقليدية لافتعال الأزمات لعرقلة أي تقارب بين طرفي السلطة في الشمال والجنوب لتحقيق الوحدة كما أن سيطرة القوى التقليدية والقبلية والدينية على مفاصل الدولة في شمال الوطن والقوى اليسارية في جنوب الوطن بعد الاستقلال قد أثر سلباً على تحقيق الوحدة، ولعلنا نتذكر القبائل والزعامات الدينية التي تبنت ضرب الجمهورية من الداخل حيث تبنت مؤتمر خمر والطائف وتمكنت بدعم إقليمي من إزاحة السلال عن الحكم وهذه القوى التقليدية هي التي تبنت قيام دولة إسلامية في شمال اليمن بدلاً من الجمهورية الا أن رفض الزعيم السلال وقوى الحداثة في الصف الجمهوري قد حافظ على بقاء الجمهورية رغم تآمر تلك القوى القبلية وجماعة الاسلام السياسي الذي كان ومازال يتزعمه عبدالمجيد الزنداني حتى اليوم، وقد كانت حجة الطرفين في الشمال أو الجنوب لعدم إعلان الوحدة أن العاصمة صنعاء محاصرة ولو سقطت بيد قوى التخلف الإمامي فإن اليمن بكاملها ستصبح بيد الإمام وهذا عذر غير مقنع لأن الثورة وجدت لتبقى.
مشروع تفكيكي
< أشرت في حديثك الى أن التاريخ يعيد نفسه.. هل من توضيح؟
- الذين تآمروا على الثورة وطالبوا بطرد الجيش المصري من اليمن بحجج واهية من أجل اسقاط صنعاء أمام ضربات أنصار الإمامة ثم تبع ذلك التآمر على الوحدات العسكرية المدربة والشابة كالصاعقة والمظلات والمدرعات بعد خروج الجيش المصري، نجدهم اليوم يتآمرون لإضعاف معنويات الجيش والامن ويحاولون تفكيكه من خلال المشروع التفكيكي لوحدات الحرس الجمهوري القوة الضاربة تحت مسمى إعادة الهيكلة وهم بذلك يريدون إضعاف الحرس الجمهوري ليتمكنوا من تنفيذ مشروع الإمامة والانفصال وايضاً تقوية مليشيات القوى التقليدية والدينية الطامحة للسلطة، فلولا الحرس الجمهوري لتمكن هؤلاء من إعلان الانفصال وقيام الدولة الاسلامية في الشمال والتي صرح بها الشيخ عبدالمجيد الزنداني بداية أزمة 2011م.. إذاً هناك قوى في الشمال تريد دولة اسلامية وأخرى إمامية وهناك قوى في الجنوب تريد إقامة سلطنات وإمارات بدعم إقليمي ودولي، ولذلك فالتاريخ يعيد نفسه والذين فشلوا بالأمس سيفشلون اليوم خاصة بوجود الشرفاء من أبناء الشعب من المهرة حتى الحديدة، ولذلك أقول للمناضل الوحدوي الرئيس عبدربه منصور هادي احذر هؤلاء ولا يخدعنك زخرف القول منهم فالتاريخ لا يرحم.. ولابد من التحذير من عملية التجنيد الجارية في عدن من قبل حزب الاصلاح وبإشراف قيادة المحافظة الاصلاحية على هذه العملية الخطيرة على وحدة الصف الوطني، فلا يعقل بناء جيش أو شرطة ذات طابع حزبي ديني متشدد، لأن ذلك سيجر البلاد الى الهاوية خاصة في ظل تواطؤ حكومة الوفاق في ذلك، ومازلنا نتذكر قيام حكومة الوفاق بتجنيد أكثر من 20 ألف شاب من الساحات ثم تلى ذلك عشرة آلاف، وهذا الامر لو سكتنا عليه سيكون قنبلة موقوتة تفجر اليمن بكاملها.
قيمة حضارية
< هل تعتقد أن مؤتمر الحوار القادم قادر على تجنيب اليمن الانقسام وإيصالها الى بر الأمان؟
- الحوار قيمة حضارية ودينية عظيمة، ولذلك على كل اليمنيين أن يدركوا أن الحوار هو المخرج الوحيد من الأزمة وتجنيب اليمنيين الاقتتال، فالحوار هو السفينة التي سنجتاز بها الأزمة الى بر الامان، ولكن لابد أن يدخل الجميع الى مؤتمر الحوار بقلب مفتوح وحب للوطن ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، أما إذا دخلنا الحوار ونحن نضمر الشر لبعضنا البعض فإن الحوار لن يفضي إلا لمزيد من الانقسامات، إذاً لابد أن يخرج الحوار بمشروع وطني يجسد روح الوفاق والاتفاق والتصالح والتسامح.. واعتقد أن الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي يدرك ذلك وقد قطع شوطاً جيداً في هذا الطريق.
استعلاء وعنجهية
< ماذا تعني بمشروع الوفاق والاتفاق والتصالح؟
- الوفاق والتصالح لا يعني تأجيل الحل الجذري أو الاكتفاء بالمجاملات ولكن لابد على الدولة أن تعمل على إلزام المشائخ والوجاهات القبلية والعسكرية بإعادة الاراضي التي نهبت بعد أو قبل حرب 1994م، أما إذا ظلت نظرة الاستعلاء والعنجهية قائمة من قبل البعض كما حدث من قبل صادق الاحمر في خطابه الاخير الذي هدد فيه باجتياح عدن بمليوني مقاتل فإن ذلك لن يفضي الا لمزيد من التباعد والانقسام، واعتقد أن صادق الاحمر كان يريد بخطابه إيغار الصدور بهدف رفض الحوار من قبل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وكنا نريد منه إعادة ما نهبه وأخوته من أراضٍ وبيوت ومنها منزل علي سالم البيض وان كان البيض قد رهن نفسه ووطنه للخارج ولم يعد يمثل الا نفسه المريضة ولكن الحقوق يجب أن تعاد لأهلها.. إذاً عملية التصالح والتسامح ليست سهلة بل تبدأ بإعادة المنهوبات وعودة المبعدين من وظائفهم المدنية والعسكرية للخدمة.
حزب عريق
< هل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه قادرون على تحمل مسؤوليتهم في المرحلة المقبلة؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب عريق وكبير على طول وعرض الساحة الوطنية وهو الوحيد الذي يمتلك مشروعاً وطنياً تحديثياً نابعاً من متطلبات الواقع اليمني، فالمؤتمر له قواعد وانصار ومؤيدون وكذلك احزاب التحالف ولكن المرحلة المقبلة تتطلب من المؤتمر الخروج من العمل الروتيني الى ساحة العمل الحزبي المنضبط بعيداً عن المناسباتية، فالمرحلة المقبلة تحتاج لجهد أكبر، ولابد على قيادة المؤتمر من تجديد الدماء في شرايينه من الناحية التنظيمية والدفع بالشباب للواجهة لتنشيط وتيرة العمل داخل المؤتمر ليصبح اكثر قدرة على العطاء وهذا ما نأمله من الزعيم المناضل علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام ونائبيه هادي والارياني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|