عبدالله الصعفاني -
أغرب ما سمعته من طبيب أن من مشاكل الأطباء في بلادنا أن المريض اليمني يحتاج الى دورة تدريبية يتعلم فيها كيف يكون مريضاً..
اعتقدت في البداية أن هذا الطبيب يبالغ أو يعبر عن حالة سوداوية من النظرة الى الأمور، لكنه أصر على إثبات أننا فعلاً لا نجيد حتى المرض مثل الناس.. ما رأيكم في اعتبار ما قاله مجرد ادعاء محل شك؟!
يقول الطبيب: تكشف على مريضك فيتحرك وأنت تفحصه وكأن هناك من دس في ثيابه عقرباً..
وتحاول تشخيص المرض الذي جاء به الى العيادة فيشرح كل شيء إلاّ المرض الذي جاء من أجله!!
وعندما تمسك بالخيط ويبدأ الحديث عن مرضه الحقيقي فهو إما يبالغ في وصف الأعراض طمعاً في مزيد من الاهتمام والكثير من «المقويات» أو يقلل من شأن ما يحس به، ربما خوفاً من فاتورة العلاج أو حتى لا يزعج مرافقيه..
ويواصل الطبيب شكواه:
تكتب الروشتة فيتحول الأمر الى شريعة حول ما هو العلاج الأهم وما هو الأرخص ومن أية صيدلية.. وعندما تضع له حمية كأن يتوقف عن تناول الملح أو الدهون أو السكر يؤكد لك في الزيارة القادمة أنه التزم حرفياً.. وعندما تحاصره يعترف بأنه لم يلتهم أكثر من صحن مقليات وملح زايد على المرق ونصف كيلو طحينية.. فضلاً عن أن المريض لدينا يوقف استخدام كورس المضاد الحيوي في منتصفه أو بمجرد بدء شعوره بالتحسن.. والمريض عندنا مستعجل ومتردد.. بحيث يمكن أن يزور أكثر من طبيب ويتنقل بين أدوية أكثر من روشتة..
وأتوقف عند هذا القدر لأسألكم: هل حقاً نحن لا نمتلك القدرة حتى على المرض مثل خلق الله؟!