نعمت عيسى -
< بفرحة عارمة استقبلت خبر إعادة فتح مؤسسة النقل البري وتأهيلها ورصد مبالغ لشراء ما تحتاجه من ناقلات «باصات» للبدء بنشاطها التي كانت تقوم به منذ فترة انعدمت وتحملها ذاكرتي بما رأته حينها من نشاط لأسطولها الأزرق والمسمى بـ«التاتا» وهو اسم الناقلات الخاصة بهذه المؤسسة والتي كنت أراها تجوب مديريات محافظة عدن.
فإن أُسقط هذا الخبر على أرض الواقع وصرفت الميزانية التقديرية من قبل النقل لهذه المؤسسة والتي قدرها مجلس إدارة المؤسسة بحسب ما جاء في شريط الأخبار في قناة «اليمن اليوم» الرائعة بمليارين و96 مليون ريال، والتي خصص منها مبلغ 800 مليون ريال لشراء 20 باصاً لبناء اسطولها البري، فإننا قد قدمنا خطوة للأمام في ساحات التغيير الحقيقية لتطوير مؤسسات الوطن وتطبيق الاهداف الرامية للإصلاحات الفعلية وإعادة تنشيط مؤسسات الدولة كلٍ على حدة بحسب ما تقتضيه الحاجة من حيث التراتب الأول بالأول، فهذه صورة واقعية لنقلة جديدة تستهلها أحد القطاعات الحكومية والمتمثلة بمؤسسة النقل البري، والتي من شأنها رفع قدر بسيط من أعباء المواطن وهمومه بما يصرفه من مال في تنقلاته داخلياً في محافظته وخارجياً في إطار هذه القطاعات الخاصة لحاجة المواطن ورفع أسعار أجرتها كونها المنافس الأول والوحيد في ساحات هذا القطاع.
فبعودة نشاط الاسطول البري سيكون المواطن أولاً في مأمن من أي انتهاكات نسمع بها من هذا وذاك من بعض سائقي «الاجرة» وثانياً سيكون هناك سعر موحد لكل مكان يريد الشخص أن يقصده في إطار التسعيرة الحكومية التي نتمنى أن تكون مدعومة ولو بالقدر اليسير أو حتى توفي ما يتم صرفه من هذه التنقلات كحد أدنى ليلتمس المواطن مؤازرة وطنه له ولو حتى بالقليل، ومن جهة أخرى سيتمكن المواطن عند شرائه تذاكر تنقلاته شهرياً من توفير المال المخصص لها، وسيكون بحوزته تذكرة كل يوم التي تذهبه وتعيده لمكان وجهته.
فيا للروعة التي سنعيشها مع مولد هذا الخبر واقعياً وبالأخص نحن أبناء محافظة عدن كوننا افتقدنا هذه المؤسسة ودورها الأساسي بتسهيل حاجة المواطن للتنقل من مكان لآخر في أي زمان ومكان، فنقول بصوت يملأه الحنين .. هل سيعود «التاتا» يا عدن..؟!