استطلاع/ نعمت عيسى - كيف يقرأن المشهد السياسي الراهن بعد مرور 49 عاماً على قيام ثورة أكتوبر المجيد 1963م وعلى ضوء التحديات الراهنة التي تواجه البلاد وما يعتمل من ترتيبات على طريق الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد قريباً، بالإضافة إلى رؤيتهن عن طبيعة الدور المأمول للمؤتمر الشعبي العام ومعه مختلف القوى للخروج بالبلاد من أتون أزمتها الراهنة.. إلى آخر التساؤلات التي اجابت عليها بعض من الشخصيات النسوية بالمحافظات الجنوبية.. وكان لاستطلاعنا ان خرج برؤى ثاقبة تعكس وعي المرأة اليمنية في استشعارها بالمسؤولية الوطنية.. فإلى الحصيلة:
نادية محمد قائد الأغبري- أمين عام اتحاد نساء اليمن بعدن- قالت: إننا لم نلمس حتى الآن المصداقية الكاملة في الأطراف المشاركة في الحوار، فكلٌ يريد أن يوجد نفسه على حساب الطرف الآخر، فمن المهم أن تكون هناك مصداقية لجميع الأطراف لتحديد الرؤية المستقبلية التي ستمكننا من الدخول لهذا المؤتمر الوطني.
وأضافت: يجب أن تكون الرؤية في مؤتمر الحوار الوطني قائمة تحت مظلة الوحدة اليمنية، التي هي شعار المناضلين وهدفهم من قبل أن تأتي هذه الثورات، فالوحدة تعد مطلباً أزلياً والتاريخ يشهد على ذلك، ولذا علينا أن نتحد ونتفق حتى لا ندخل في نفق مظلم.. فوطن لا نحميه لا نستحقه.
وعن دور المؤتمر الشعبي العام قالت: إن المؤتمر يعد أحد الأطراف المتواجدة على رئاسة لجان مؤتمر الحوار الوطني، ورؤيته واضحة وتتفق مع المبادرة الخليجية المزمنة، واضعاً جل اهتمامه في مسألة عدم الخروج عن اطار الوحدة اليمنية والعودة الى الوراء، ويمكن للمؤتمر الشعبي العام أن يخدم القضية الجنوبية من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية.. فالشعب اليمني لا أحد وصي عليه ولا يمكن لأية فئة التحدث باسم الشعب اليمني، فلقد حان الوقت ليقول (أنا الشعب) بعد خروجه على صمته فهو من سيحدد مصيره بنفسه.
وأخيراً أشارت الأستاذة نادية على أنه يجب على الجميع أن يضع في الحسبان في حالة فشل الحوار ما سيكون البديل.. ثم هل سيكون هناك فيدرالية أم شيء آخر.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.
الوحدة لم تسئ لأحد
من جانبها قالت الأخت فلنتينا عبدالكريم: يتم حالياً تحريك المياه الراكدة لانقاذ اليمن من حرب أهلية ونحمد الله الذي يحمي هذه الأرض وهذا الشعب من المؤامرات والدسائس التي حاكها أصحاب المصالح الشخصية، وانتصر الحق وبدأت الأمور تعود لنصابها ولكن لن يتحقق لنا الاستقرار والأمن إلاّ عندما يعود الحق لأصحابه ويعود الاعتبار لأبناء المحافظات الجنوبية، وهي مناسبة لأن أطالب كل أبناء المحافظات الجنوبية بتوحيد صفوفهم ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وترك الاصنام، والاحتفاظ بروح الشباب ووحدته وتوحيد صفوفهم لقيادة سفينة الوطن الى بر الأمان واستغلال ثروات هذا الوطن لما يخدم الشعب.
وقالت فلنتينا عن دور المؤتمر ان عليه ايجاد هيكلة تركيبته الحزبية وتطهيره كحزب من الفاسدين والخونة اللذين استغلوا تواجدهم في اطار المؤتمر الشعبي العام لنهب ثروات الشعب أكان في الشمال أو في الجنوب، فعندما يستقيم المؤتمر الشعبي العام ويطرد الفاسدين فسيبقى يحتضن تحت جناحه العديد من العناصر الشريفة، فبالمناضلين الحقيقيين يستطيع المؤتمر أن يتفهم حقوق أبناء الجنوب ومطالبهم في كل المسارات ومع كل الكيانات الموجودة في الشارع العام الجنوبي عبر المناضلين الجنوبيين الموجودين في صفوف المؤتمر الشعبي العام والذين تهمهم حل القضية الجنوبية.
وعن توحيد الرؤى مع القوى الأخرى في الحوار الوطني المرتقب أوضحت فلنتينا: إنه على كل الكيانات في كل ربوع الوطن والتي تطالب بحقوق شرعية أن توحد صفوفها وتبذل جهودها لوضع رؤية للدولة المدنية الحديثة التي سيتخطى بها الوطن الصعوبات والحروب المرتقبة لا قدر الله.
فرسالتي لأبناء هذا الوطن أن يحفظوا الأمانة لأن الوطن أمانة في أعناق الجميع فلا تضيعوه أو تخذلوه.
واعربت في ختام حديثها عن مخاوفها الحقيقية على الوحدة في ظل وجود أطراف اقليمية تستهدف اليمن قائلة: إن الوحدة لم تسئ لأحد ونحن أبناء المحافظات الجنوبية بقلوبنا وصدورنا المفتوحة آمنا بأن الوحدة قوة ولكن بعض الأفراد اساءوا لها باستغلالهم للسلطة.
ومن جهة أخرى لخصت أ.د.رخصانة محمد اسماعيل - أستاذة البتروكيماويات - قسم كيمياء بكلية التربية محافظة عدن - ومديرة مركز العلوم والتكنولوجيا- حديثها قائلةً: الحكمة في مثل هذه الظروف تقتضي البعد عن عدم الاكتراث بالأخرين ولكلامهم، وتلزمنا بالجلوس معهم، ومصارحتهم بحقيقة ما يجري، وتوضيح سبب الاخفاق، وطلب المشورة منهم والدعم، واشراكهم في المسئولية والقرار، من أجل استخلاص نتائج توفر المناخات المناسبة لإنجاز ما يمكن، وعدم الهروب من المسئوليات عبر التحجج بالظروف التي تعيق التقدم..
مضيفة: أن هذا النهج يكسبنا المصداقية والجدية لدى الآخر الذي يختلف معنا في الرؤية المستقبلية، وبه نستعيد الثقة لدى الناس ونوفر لطرحنا رديفاً ومسانداً يعيننا على مواجهة ما يطرأ من أزمات قد يفتعلها الحاقدون الذين لا يهمهم أمن وسلامة وتقدم البلد، لنحصل على الانسجام والتلاحم الجماهيري ونجعل من ممارساتنا تجربة ناجحة ولو نسبياً.
وأوضحت د.رخصانة بأن مؤتمر الحوار الوطني من المبادرات الرائعة التي أطلقها القادة السياسيون لدينا وأكدت عليها المبادرة الخليجية وهي مبادرات بالمقاييس الثقافية والاجتماعية والوطنية نوعية رائدة ومتميزة وتتعلق آمال المواطنين بها، فمؤتمر الحوار الوطني ليس ندوة أو مؤتمراً ثقافياً، ففي تقديري إن هذا المشروع رافعة وطنية لتدارس بعض الملفات الملحة التي تشغل بال الوطن والمواطن، والنتائج التي سيتوصل لها هذا اللقاء ويجب أن تتحول وفق رؤية متكاملة الى الساحة والتطبيق العلمي، كما أن تعزيز قيمة الحوار يتطلب العمل على تفكيك كل الممارسات المضادة لقيمة الحوار والتواصل بين أبناء الوطن الواحد.
مساندة
أما الاستاذة/ ام الخير الصاعدي - عضو المجلس المحلي م/عدن استهللناها عن قراءتها بأن الشعب نقش في الصخر فكتب التاريخ عن شعب حقق هدفه بوحدته فإن المشهد السياسي الذي أراه اليوم رغم تباين الرؤى إلا انها ظاهرة صحية وقمة في الديمقراطية ان يعبر كل فرد عما يؤمن به، وأعلم أن حكمة ابناء اليمن تنبثق لتملأ الدنيا أولاً فعندما يأثرون الوطن ويصبح ابناؤه يتنازلون لبعضهم البعض لرفعة بلدهم.
مفيدة ان اهداف (سبتمبر واكتوبر) ستظل مكسباً لوحدتنا مهما كانت الأخطاء والسلبيات ومحاولات الانحراف، واليمن كبير يتسع للجميع بمختلف الاتجاهات والتيارات السياسية والايديولوجية وتظهر التباينات وتتفق من أجل اليمن أرضاً وشعباً.
< وعن دور المؤتمر الشعبي العام قالت: الذي يمكن ان يقدمه المؤتمر في مساندة القضية الجنوبية أجابت الصايدي بأن المؤتمر الشعبي العام يدرك الاخطاء السابقة التي تغاضى عنها وتنازل من أجل لم الشتات واجتثاث منابع الفساد ونحن ندرك بأنه كان في قمة السلطة وقد تنازل كثيراً لمن لايستحقون واشتد الفساد ونحن كمؤتمريين فكثير منا يشارك في حملات التوعية وندوات وورش العمل التي يقيمها شباب الحراك السلمي بمشاركتنا معهم.
فنشاركهم ونناقشهم ونؤمن بأن القضايا المطلبية لهؤلاء الشباب مطالب شرعية تستحق العناية والتقدير، فبدورنا نحاول بكل وضوح ان نشرح للشباب بأن الحلول لهذه التراكمات لايمكن ان تحل بالانفصال او بتصعيد الخلافات لأن دخول الحوار الوطني سيحقق أهداف كل اليمنيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب فعليهم ان يطرحوا ما يشاؤون، وكما قال الرئيس عبدربه منصور هادي الرجل الحكيم الذي أنقذ البلد في أحلك الظروف عندما قال: بأن القضية الجنوبية لاخطوط حمراء عليها، فهذه دعوة لكل ابناء اليمن للولوج في مؤتمر الحوار.. وعلينا ان نحتكم للعقل ولانسمح للأجندة الخارجية ان تسيطر على عقولنا وترمي بنا الى التهلكة وسيخرج مؤتمر الحوار بإذن الله..
موضحة أن الدخول الى المرحلة الجديدة تحمل بوادر خير وتتطلب منا توحيد الجهود وتوفير الطاقات لبناء اليمن الجديد بالتعاون والتآلف والمصالحة سنتفق بأن ميزان العدالة الاجتماعية وجبر الضرر هما عاملان أساسيان في ان يقبل الناس الولوج في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ليس لليمنيين في شمال الوطن وجنوبه خيار غيره باعتباره الوسيلة الحضارية لمعالجة كل القضايا والصراعات وكلنا ايمان بأن يخرج هذا الحوار بقرارات وتوصيات تنقل اليمن الى عهد جديد مزدهر باذن الله.
|